- مقدمة:
وجدت رسالتي "أسرار التميز المعرفي" اهتماما كبيرا من فئة الطلاب على وجه الخصوص، لا سيما بعد نشرها كاملة بالمجلة الثقافية الجزائرية، مطلع سبتمبر 2020م.
كتبت "أسرار التميز المعرفي" في يناير 2010 كمادة لمحاضرة تدريبية، كنت بصدد تقديمها لطلاب جامعيين بالخرطوم، وتضمنت أربعة موضوعات، تناولت فيها (لماذية التعلم، وبناء المشروع المعرفي الشخصي، وتوظيف المعرفة عبر أنشطة مهنية ومجتمعية، وحزمة أفكار لتحقيق التميز المعرفي).
وكان أول نشر اليكتروني للمادة في سلسلة مقالات بموقع ساسة بوست، في فبراير 2017 ، ثم نشرت كدراسة بموقع عمران، في صيف 2020، قبيل نشرها في المجلة الثقافية الجزائرية، في الخامس من سبتمبر 2020 أيضا.
كتب نحو خمسة عشر طالبا، قراءات للرسالة، ونشر بعضهم مقالاته بمواقع ومنصات نشر على الانترنت، فضلا عن نشرها في فيسبوك..
تقديرا للمتفاعلين مع أسرار التميز المعرفي، وتوثيقا لما قدموه من جهد، أقدم هنا بعض ما تم نشره من مقالات عن "الأسرار" حسبما يسميها بعضهم.
1️⃣
بموقع المجلة الثقافية الجزائرية، نشر الطالب الهندي زبير بن عبد العزيز، قراءته بعنوان "قراءة في أسرار التميز المعرفي":
إن العلم هو أساس الحياة الإنسانية وأصل ثباتها في الأرض، والمتعلم ينبغي له الثقة بنفسه والعزم على أفعاله العلمية.
في هذه المقالة أكتب بعض الكلمات عن رسالة "اسرار التميز المعرفي" للكاتب السوداني أحمد بابكر حمدان، الذي يبحث عن السؤال المزعج بين الطلاب خصوصا وبين الناس عموما، ويسرد الأجوبة الصحيحة الصريحة لذلك السؤال.
وأسرد هنا بعض الأسباب التي حثتني للاهتمام برسالة "أسرار التميز المعرفي":
1- سؤال المعرفة هو السؤال المزعج في جميع المجالات.
2- رغبتي في المعرفة عن التميز المعرفي.
3- حرصي على المعرفة عن المعرفة الضروية للمجتمع.
يتناول الكاتب في الفصل الأول تحت عنوان
"سؤال مزعج" Difficult “question اللماذية أو لماذا نتعلم؟
لماذا نتعلم؟
هذا السؤال يزعج الجميع، ومن المشهور أننا نسأل أنفسنا هذه المسألة المزعجة مرارا، وقد نقل كلمات المفكّر التربوي الدكتور عبد الكريم بكار:
"استعينوا على فهم مشاريعكم والوعي بذواتكم بجنود الفهم الستة: ماذا ولماذا وكيف وأين ومتى ومن".
وأورد الكاتب سؤالا لإشعارنا بأهمية ذلك وقال: ما مصدر انزعاجنا؟
وأجاب لذلك قائلا: "إن عاداتنا في مجملها لا تسمح بإدراج (لماذا) في إطاراتها.. لكن الأمر يزداد غرابة عندما يتعلق عدم السماح لـ (لماذا) بالظهور حتى في عاداتنا المعرفية التي يفترض أن تتبناها لا أن تحكم عليها بالإعدام".
وأورد الكاتب تحت عنوان "افتراضات أساسية Postulates”
تعريفات لمفردات (الحياة، المجتمع، الانتماء، التنمية، الحضارة) وبين العلاقات العضوية بينها:
1- التعلم والحياة:
إن الإنسان يود من التعلم أن يكون شخصا ذوي قدرة عظيمة في جميع المجالات التي يريدها، والإنسان كائن حي يحتاج لقدرات جيدة لكي يتعلم وأيضا إلى غذاء جيد وكساء ومسكن والغذاء متعدد المعاني، كالغذاء للبدن وهو الأطعمة التي نأكلها والأخر للروح والوجدان والثالث للعقل والفكر وههنا تقترن الحياة بالتعلم والمعرفة.
2- المجتمع والمعرفة.. Community & Knowledge
وعند الإنتقال إلى محطة المجتمع نجد أن الإنسان كائن مجتمعي بطبعه والإنسان لا بد له من العيش في مجتمع وبين مجموعة من جنسه، ولذا لا بد له التعامل والتفاعل معهم، وههنا يفتقر الإنسان إلى معرفة بمستوى ما، ذكر الكاتب أن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه وإذا كان مفتقرا إلى المعرفة، فإنه لا يستطيع إدارة مجتمع ناجح وهذا لعدم كفايته بالمعرفة، فالمعرفة هنا تلعب دورا كبيرا جدا في حياتنا المجتمعية.
3- الانتماء والتنمية.. Affiliation & Development
ثم الانتماء والتنمية محتاجة إلى المجتمع أيضا؛ لأن المعرفة وهي منجاة المجتمع من المشاكل والتحديات وجميع الصعوبات ثم تشكل الحضارة الثقافية للمجتمع. إن المجتمعات عادة ما تواجهها مصاعب ومشكلات وتحديات وحاجات.. تتطلب حلولا ومعالجات وإسهامات تتعدد وتتفاوت أنواعها وأحجامها ومستوياتها.. وذلك بهدف المحافظة على المجتمع وعلى مكوناته..
الإسهام في تقدم المجتمع يطلق عليه (تنمية) والقيام بالفعل التنموي أياً كان إنما يتطلب معرفة بدرجة ما.
اما الانتماء فهو الشعور الدافع والمبرر للعمل وبذل الجهد.. والوعي بمعاني الانتماء للمجتمع، تولده المعرفة، التي نحن بصدد التبرير لبحثنا عنها وتزودنا بها. ولذا فإن المعرفة والمجتمع مترابطان كما ذكرنا.
4- الانتماء الواعي وبناء الحضارة.. Affiliation & Civilization
تحت هذا العنوان أورد الكاتب ما يلي: "أشخاص أحياء.. يغذون عقولهم بالمعرفة.. ويعيشون في مجتمع.. ويعملون على معالجة مشكلاته والإسهام في تنميته.. دافعهم إلى ذلك انتماء واع بأهمية التطور والتقدم وتحسين مستوى الحياة والبيئة..
أمثال هؤلاء الأشخاص، ويمكننا التعبير عنهم بـ(المجتمع).. هم بناة الحضارات العظيمة التي شهدتها البشرية في تاريخها الممتد حتى اللحظة.. وهل تبنى الحضارات بأذهان متبلدة فارغة وأفئدة فاقدة للانتماء؟ كلا بالطبع".
إن هناك كثير من الناس يعيشون بين المجتمع، وهم في قمة المعرفة والإبداع ويغذون أنفسهم بالمعرفة وبهم تبنى الحضارة المجتمعية، ولذا يقال أن الحضارة والمجتمع لا تبنى إلا بمن له عقل سليم ومعرفة قويمة.
ثم يرجع إلى السؤال مرة أخرى المزعج، ويقول:
"هل نسيتم السؤال المزعج؟ لماذا نطلب المعرفة؟
الجواب: إننا نسعى للمعرفة ونطلبها للآتي:
- لنغذي عقولنا وأذهاننا.. ولنتعرف على أنفسنا وذواتنا بصورة أفضل.. وباستمرار..
- لنتفاعل مع مجتمعاتنا التي نعيش في كنفها وننعم بدفئها وحنانها..
- لنعمل على تنمية مجتمعاتنا تلك، ومعالجة مشكلاتها ومواجهة التحديات التي تواجهها؛ حتى لا نفقد ظلنا الوارف ومربعنا الخصيب..
- لنعمل على بناء حضارة متميزة تعبر عنا، وتصبح- من بعد- رصيدا لأجيالنا وللبشرية أيضا.
ويضيف الكاتب عبارة أخرى: "تذكر أن وضوح الهدف يعد أكبر محفز على الاندفاع لتحقيقه"
إننا لا نطلب المعرفة لقتل أوقات الفراغ ولا نطلبها للتسلية.. وإنما لأهداف واضحة حددناها بأنفسها.. فإن كنا كما نزعم.. فما هو الموقع الجديد للمعرفة والتعلم في حياتنا؟ وبما أن الحياة عبارة عن مجموعة أنشطة إنسانية.. فهل لنا أن نعتبر الجهد المعرفي فرعا منها أم ..؟"
وقد وضح الكاتب أن وضوح أهدافنا مهم جدا عندما نعيش معرفيا في مجتمعنا، لأن العيش بلا هدف لا يبني الحضارة، وهذه حقيقة كضوء الشمس في رابعة النهار.
ثم أورد الكاتب تجربة السيد (س) وقصته.
من هو السيد (س)؟ إنه شخصية افتراضية للتفاعل مع القارئ.
يدير السيد (س) أنشطته الحياتية عبر نظام أطلق عليه (إدارة الأنشطة الشخصية بنظام الملفات الرئيسية)، وهي أربعة
1- النشاط المعرفي (المعرفة والتعلم).
2- النشاط الرياضي والترفيهي؛ لأحافظ على بدني سليما.. والعقل السليم في الجسم السليم.
3- النشاط المهني والإنتاجي..
4- النشاط التطوعي؛ للمشاركة في خدمة مجتمعي بما توفر لدي من معرفة وتجارب..
- تجربتي الشخصية:
أما عن نشاطي المعرفي الشخصي، فقد تعرفت في الرسالة على شخص افتراضي، أخبرنا عن تجربته الشخصية في التميز المعرفي وقال انه كان يدير نشاطه الشخصي عبر نظام اطلق عليه (نظام الملفات الرئيسية) كما ذكرنا من قبل.
إن النشاط المعرفي هو حلقة الوصل بيني وبين المجتمع ولكن في نظامي لا تأتي المعرفة دون مساعدة الاخرين وذلك واضح بأن الشخص الواحد لا يستطيع له أن يبني النشاط المجتمعي. ان التواصل بيني وبين مجتمع المعرفة مهم في جميع المجالات، كما قلت لا يستطيع لأحد أن يبني المجتمع إلا بمتعاون معه،
ويقول المثل (إن اليد الواحدة لا تصفق).. وأري ان اي شخص أراد ان يكون ناجحا في مشروعه المعرفي فإن عليه العزم والثقة بنفسه والروح الخالصة.
ولابد للعالم والطالب في حياته المعرفية من الكتابة، وهو بغير الكتابة غير كامل وفي حياتنا نثبت أن "من كتب قر ومن حفظ فر" فلذا الكتابة في حياته واجبة، يقال: عندما تكون قارئا فكن صاحب قلم مميز أيضا. وعلى الطالب أن يصحح الأفكار الخاطئة عن الكتابة، ومن ذلك كونها "ليست من الأعمال والأفعال العادية بل هي علامة قدرة عظيمة" وهذا خطأ.
وأدير أنشطة حياتي بهمتي وعزمتي. لكل شخص حياة وكل أحد يدير أنشطة حياته حسب اهتمامه المعرفي.
2️⃣
وفي مدونات الجزيرة مباشر، كتب الطالب محمد عادل الجفني، وهو من الهند أيضا، مقالة تحت عنوان "قراءة في أسرار التميز المعرفي":
اطلعت على رسالة "أسرار التميز المعرفي" للكاتب السوداني أحمد بابكر حمدان، وقد وجدتها مقالة مؤثرة للغاية، مما دفعني للكتابة عن بعض محتوياتها.
أولا المجتمعات عادة ما تواجهها مصاعب ومشكلات وتحديات وحاجات تتطلب حلولا ومعالجات وإسهامات تتعدد وتتفاوت وأنواعها وأحجامها ومستوياتها، وذلك بهدف المحافظة على المجتمع وعلى مكوناته والإسهام في تقدم المجتمع يطلق عليه ”تنمية ”.
وإن لكل فرد من أفراد المجتمع عدة مسؤوليات، وعمليات تكتمل بالتشارك.. وهذا لن يتحقق إلا بالمعرفة بضرورة ذلك.
وتستعمل المعرفة لحلول المصاعب خلال حياته الإجتماعية.. لأول وهلة، يتحتم علينا التيقن بأن الشخص الذي يهدي حياة اجتماعية، لا يمكن له السير فيها بشكل تقدمي، إلا بعلاقات شتى بينه وبين مجتمعه، ويؤدي مهامه لكي يوصل المجتمع إلى قمم الأمجاد، لا أن يوصل بنفسه فقط.
رسالة أسرار التميز المعرفي- توضح أهمية المشاركة الضرورية القصوى.. وإن المعرفة في المجتمع كسقي الأشجار والنباتات والزراعات.
إذا كان فعل السقي موجودا، فهذا يمنحنا ثمارا ناضجة ممتازة.. ومثل ذلك المجتمع في نتيجته، إذا أدى الناس واجباتهم وشاركوا في تصحيح أخطائه، وفي معالجة مشاكله الصعبة بمعرفتهم المقتبسة خلال حياتهم الإجتماعية.
كن مثابرا لتكون متخصصا بمعرفتك القيمة.. يتحقق ذلك بمشاركتك المستمرة في مسارب حياتك الإجتماعية، وإيقاد شرارة الأفكار المتواردة.
التثقف والتميز بالتخصص المعرفي في شؤون المجتمع وأداء مهامه. يمكننا بهذا أن ننقل الخبرات إلى مجتمعنا.. ولا يتحقق ذلك إلا بسلسلة محاولات قد تكون فاشلة إحيانا.. حركوا الأقلام وتميزوا معرفيا.
3️⃣
بصحيفة رفيق الاليكترونية، نشر الطالب السوداني مجاهد أحمد علي، مقالين متتالين، لخص فيهما قراءته للرسالة. وقد عنون للمقال الأول "كيف اخدم مجتمعي معرفيا" وللثاني "ملامح المشروع المعرفي الشخصي".
1- كيف أخدم مجتمعي معرفيا؟
استوقفني هذا العنوان، في رسالة “أسرار التميز المعرفي” للكاتب السوداني احمد بابكر حمدان، إنه عنوان إستفهامي بارع ينقلك من عالم الفقاعات الصابونية الذي تتبدد فيه المعرفة بلا فاعلية، إلى عالم أكثر تماسكاً وواقعية تطبق فيه المعرفة لإحراز نتائج حقيقية. وتأتي الإجابة على هذا التساؤل ببلاغة وإيجاز. “كن ذا تخصص معرفي.. وتميز في ذلك التخصص”.. ويضيف الكاتب موضحا أن “المتخصص معرفياً هو المهتم بمجال مهني ما.. اهتماماً معرفياً يمكنه من فهم واستيعاب قضايا ومشكلات المجال.. ومن ثم الإسهام المعرفي في إثرائه وتنميته ومعالجة قضاياه ومشكلاته..”.
وحتى تتخصص معرفياً في أحد المجالات المهنية.. سنتعرف على أهم العوامل المؤثرة في اختيارنا لمجال التخصص المعرفي:
هناك معادلة الرغبة والفرصة والقدرة بالإضافة إلى الدعم الإجتماعي المتوفر، وهناك توليفة المواهب والهوايات التي تشكل الطموح المهني.. بالإضافة إلى الإحتياجات النفسية للشخص وإستعداداته ونمط شخصيته.
تجدر الإشارة إلى أن العوامل آنفة الذكر عوامل شخصية مهمة وفعّالة، إذا استطاع الشخص أن يضبطها بتناغم بحيث توجهه إلى مجاله المنشود، فسيكون أكثر ثباتاً ورضى، وفاعلية في مجاله الذي يختاره.
هناك عامل أحسبه من أهم العوامل إلى جانب العوامل آنفة الذكر، وهو عامل تفاعلي، لا يساعدك في اختيار مجالك فحسب بل يساعدك في اختيار أهدافك داخل المجال، وتقييم أدائك وتأثيرك بصورة مستمرة. بخلاف العوامل السابقة التي تساعدك على استهداف مجال مهني معين، فإن هذا العامل من شأنه توسيع دائرة استهدافك، بحيث يكون مجالك المهني جزء من (مشروع معرفي) مستمر ذي أهداف محددة في كل مرحلة.. وهو تجاربنا في المجتمع و ما نلاقيه من عناء بسبب المشكلات المجتمعية.
يوضح كاتب “أسرار التميز المعرفي” قائلا: “تمثل تجاربنا الشخصية في المجتمع وما نلاقيه من عناء بسبب المشكلات المجتمعية، أهم العوامل المؤثرة في اختيارنا لمجال التخصص المعرفي”.
في قصة السيد (س) الذي كان في السادسة من عمره.. حيث نشبت حرب قبلية ضارية في مدينتهم الصغيرة .. لم يكن حينها مدركاً لأسباب الحرب ولا أسباب توقفها فيما بعد..
وبعد توقف الحرب عادت المدينة إلى هدوئها المعتاد.. و مضت الأيام بأهالي المدينة و تناسوا ما كان من أمر الحرب.. إلا أن السيد (س) ومع مضي الأيام كان عازماً على الغوص في التاريخ الاجتماعي والقبلي لمجتمعه الصغير للتعرف على بذور الصراع.. ومن ثم توقع ما يمكن أن يخبئه المستقبل للأجال التالية…
أما السيد (ص) فلم يكن أسعد حالاً من صديقه (س).. فقد عانى أشد المعاناةـ في سبيل إكمال دراسته الأساسية بالرغم من أنه كان موهوباً متقد الذكاء.. ولم يكن مدركا حينها أن مواهبه تلك كانت مصدر شقائه في البيت والمدرسة.. لكنه أدرك ذلك فيما بعد لينطلق في رحلة بحثية مستمرة لتجنيب الأجيال الجديدة ما أصابه من شقاء.
أما السيد (و) فقد أصيب بالتهاب حاد تطلب نقله إلى المركز الصحي بالقرية في إحدى ليالي الشتاء.. فإذا بالمركز مغلق دون أسباب معروفة ودون إعلان عن إغلاقه أو توقفه عن العمل.. كانت صدمة كبيرة لذوي السيد (و) الذين أخذوا في الحديث حينها عن الإدارة والمسؤولية واللامبالاة وهلم جرا.. إلا أن السيد (و) ومنذ ليلته تلك لم يزل باحثاُ عن مكمن الخلل ومساهماً بقلمه في تشخيص الداء ووصف الدواء. يا ترى ما هي قصة القارئ الكريم و معاناته الشخصية و تجاربه المؤلمة مع مراكز الضعف في مجتمعه الصغير؟ وما هي المشاعر التي خرج بها من معاناته تلك؟ وما نوع القرار الذي اتخذه فيما بعد؟
اقتباس من الرسالة: “إن قضايا المجتمع ينبغي أن تكون المحدد الرئيس لطبيعة المعارف التي يتزود بها (المتعلم) حتى يسهم بفاعلية في معالجة مشكلات مجتمعه وتجاوز الصعوبات التي تواجهه”.
2- ملامح المشروع المعرفي الشخصي:
في المقال السابق، تحدثت عن كيفية تسخير المعرفة لخدمة مجتمعاتنا وتطويرها. وذلك من خلال التخصص المعرفي في مجال معين، والتميز في ذلك التخصص، وقد ساعدنا على توضيح ذلك ما استقيناه من أمثلة وقصص وردت في رسالة “أسرار التميز المعرفي”.. وقد قدمت بعض العوامل التي تساعدنا على تحويل مجالنا المهني إلى “مشروع معرفي مستمر”.
في هذا الجزء، سأواصل في ذات السياق، متناولا بعض ملامح “المشروع المعرفي الشخصي” مستفيدا من إشارات السيد (س)، وهو شخصية افتراضية للتفاعل مع قارئ رسالة “أسرار التميز المعرفي”:
– اطلب من المعرفة ما تحتاج إليه في ممارسة حياتك الطبيعية، وما تتطلبه خدمة مجتمعك المحلي الصغير أو مجتمعك الإنساني الكبير .
– وحتى تكون معرفتك فعّالة منتجة يفترض أن تكون ناشطاً في (مجال مهني) يتيح لك توظيف و(تطبيق) ما تحمله من معرفة..
– لا بد أن يسبق النشاط المهني إدخال معرفي منظم؛ لأن المعرفة هي وقود الأنشطة الإنسانية أياً كانت.
في تقديري أن الإدخال المعرفي المنظم هو ذلك الإدخال الذي يعمل على تشكيل المفاهيم، وتمليك المنهجيات الصحيحة لرؤية وتحليل الواقع، والقضايا التي تواجه (المتعلم) في مسيرته المعرفية.. أكثر من الذي يعمل على تمليك المعلومات و الحقائق المثبتة كمفردات. يقال أن ”من يملك معلومة كمن يملك قطعة ذهبية، أما من يملك رؤية منهجيه فهو كمن يملك مفتاح منجم للذهب”.
هذا المفتاح هو ما يحتاجه كل من يطمح إلى بناء (مشروع معرفي)، فهو يفتح الأبواب أمام المتعلم ويعطيه القدرة على التعامل مع واقعه بصورة أكثر تفهماً ووعياً، ومع أحداثه الجارية بصورة أكثر مرونة، وفاعلية، وإدراكاً لما يمكن أن تؤول إليه الأمور.. كما يساعده على تحليل القضايا التي تواجهه في مسيرته المعرفية تحليلاً منهجياً يمكنه من استخلاص نتائج وخلاصات، وتكوين خبرات تراكمية تمهد الطريق له ولغيره، (أي يساعده على تحويل نشاطه المهني إلى مشروع معرفي مستمر).
أُشير في هذا السياق إلى أن بناء مشروعك المعرفي يتطلب وجود “مرشد موجه” يساعدك على وضع النقاط على الحروف والحصول على مفتاحك الخاص، فهو بمثابة مدرب ذهني يفتح لك الآفاق ويوسع مداركك، وينقلك من التعامل مع الأمور كأحداث إلى التعامل معها كمعرفة وأفكار؛ لأن “المعرفة الجيدة هي تلك التي تبني إنساناً فعّالاً وتسهم في معالجة المشكلات وتنمية الحياة”.
(4)
طالب الحاسوب في جامعة بحري السودانية بالخرطوم، أيمن حماد محمد، نشر مقالات عن “أسرار التميز المعرفي” في عدة منصات، من بينها رقيم والمجلة الثقافية الجزائرية..
كتب أيمن قراءة مطولة نسبيا، وقدم ترتيبا جيدا للمقال، من حيث حجم الفقرات وتخصيص عناوين جانبية، تقسم المقال لوحدات أقصر، لمساعدة القارئ وتحفيزه على الاستمرار.
– لماذا نتعلم؟
سؤال يجب أن يسأله كل شخص لنفسه لأن الناس يختلفون عن بعضهم في طريقة التفكير والفهم فمنهم من يعتقد انه يتعلم من اجل الحصول علي المال.. وهل كل من يتعلم يحصل علي المال ام كل غني متعلم؟ من الاغنياء من ليس لديهم اي انتماء معرفي او اي درجة معرفيه تعليمية بل وصلوا لما هم عليه عن طريق التفكير الصائب وبعضهم وجد المال أمامه. سألت نفسي (لماذا نتعلم؟) فوجدت لهذا السؤال اجابات عديدة لكنها كلها لم تكن في مكانها الصحيح.
بعد أن قرأت مقالة الكاتب السوداني احمد بابكر حمدان (اسرار التميز المعرفي) وجدت إجابة مثالية لسؤالي الذي لم يفارقني لحظة وهأنا اليوم أجد له اجابة.
– التعلم والحياة:
يحتاج الانسان لقدرات جيدة لكي يستطيع ان يتعلم وايضآ هو يفتقر للغذاء والكساء والسكن والحاجه الي هذه الاشياء المذكوره لازمة لحياته ومن هذه الاشياء والاكثر ضرورة في حياته الغذاء الذي يعتبر متعددا ومتجددا باستمرار.. من غذاء للبدن واخر للروح والوجدان وثالث للعقل والفكر وههنا تقترن الحياة بالتعلم والمعرفه.
– المجتمع والمعرفة:
وعند الانتقال الي محطة (المجتمع) نجد ان الانسان كائن اجتماعي بطبعه.. وهل يستطيع الانسان عديم المعرفه ضعيف التعلم ادارة مجتمع ناجح. ذكر الكاتب ان الانسان كائن اجتماعي بطبعه واذا كان مفتقرا الى المعرفه، فإنه لا يستطيع ادارة مجتمع ناجح وهذا لعدم كفايته بالمعرفه؛ فالمعرفه هنا تلعب دورا كبيرا جدا في حياتنا المجتمعية.
– الانتماء والتنمية:
المجتمعات عادة ما تواجهها مصاعب ومشكلات وتحديات وحاجات تتطلب حلولا ومعالجات وإسهامات تتعدد وتتفاوت وانواعها واحجامها ومستوياتها.. وذلك بهدف المحافظة علي المجتمع وعلي مكوناته.. والاسهام في تقدم المجتمع يطلق عليه (تنميه)..
– أنشطة مستر (س):
من هو السيد (س)؟ (س) شخصية إفتراضية، في رسالة “أسرار التميز المعرفي” للتفاعل مع القارئ. يروي لنا قصته في عالم المعرفه ومعاناته مع مجتمعه فقير المعرفه.. لكنه لم ييأس من مواصلة مشواره المعرفي بعناء وتصدى لكل المعوقات، وقد كانت طريقة تعامله جيدة مع مجتمعه.. واستطاع السيد (س) ان يتخطى كل المعوقات في سبيل المعرفة.
كان مستر (س) يدير انشطته عبر نظام اطلق عليه (إدارة الانشطة الشخصية بنظام الملفات الرئيسية) ويروي عن تفاصيل تجربته قائلا:
إن لديه اربعة ملفات رئيسيه تتمثل في الانشطة التي يقوم بها حاليا وهي:
1- النشاط المعرفي “المعرفة والتعلم”
في هذا النشاط يقول السيد (س) انه قد ادرك ان المعرفه والتعلم هما الأهم في الحياة لذلك توجه الي اليهما، ففي قصته كما يروي انه استطاع ان يتغلب علي عوائق كثيرة عن طريق المعرفة. إن المعرفة تأخذ موضع الأولوية في انشطة المجتمع. وتقوم المعرفة بترتيب حياة الفرد كما ذكر السيد (س) ان حياته أصبحت مرتبة بعد اتباعه نظام الملفات الرئيسية.
2- النشاط الرياضي والترفيهي:
ذكر السيد (س) ان النشاط المعرفي ذو اهمية لكنه لم يتخل يوما عن النشاط الرياضي والترفيهي لما لهما من دور كبير في دعم النشاط المعرفي؛ فليس من المعقول ان يظل الانسان مستمرا في تلقي المعرفة دون ان يكون جسمه سليما (العقل السليم في الجسم السليم) لذلك ظل السيد (س) محافظا علي بدنه وجسمه ومحافظا علي عقله.
3- النشاط المهني والإنتاجي:
هل ظل السيد (س) علي حاله القديم ام تقدم. إن كل شخص له مهنة معينة.. اما السيد (س) فقد ظل يمارس كل نشاطاته المعرفية والرياضية الى جانب النشاط المهني. وقد كان يدير انشطة حياته باربع ملفات في مقدمتها النشاط المعرفي لأهميته ومن ثم النشاط الرياضي والترفيهي لانهما يكملان بعضهما البعض، ثم النشاط المهني، حيث واجه عوائق كبيرة في هذا النشاط أيضا، لكنها لم تمنعه من ممارسته نشاطه بكل براعة.. وقد استطاع ان يخلق لنفسه نشاطا مهنيا مليئا النجاحات.
4- النشاط التطوعي:
ذكرنا سابقا ان السيد (س) كان يجد مضايقات من مجتمعه، وتصرفات طائشة من اقرب الناس اليه.. لكنه لم يمتنع يوما عن تقديم العون لأفراد مجتمعه وظل يشارك في خدمته بما توفر لديه من معرفه وتجارب.
من تجربة السيد (س) نقول: “ان وضع الهدف يعد أكبر محفز علي الاندفاع لتحقيقه”.
- نشاطي المعرفي الشخصي:
تعرفنا على شخص افتراضي حدثنا عن تجربته الشخصية في التميز المعرفي وقال انه كان يدير نشاطه الشخصي عبر نظام اطلق عليه (نظام الملفات الرئيسية).. وبعد الاطلاع علي تجربة السيد (س) أستطيع القول بأنني قد اتبعت تجربته ونظامه وقد توصلت الى الآتي:
1- موقع النشاط المعرفي لدي:
النشاط المعرفي حلقة تواصل بيني وبين المجتمع ولكن في نظامي لا تأتي المعرفة دون مساعدة الاخرين بمعنى اوضح. ان التواصل بيني وبين مجتمع المعرفه هو اهم خطوه في التقدم المعرفي لدي لأن الشخص لا يستطيع ان يفعل شيئا دون فريق متعاون معه كما يقول المثل (إن اليد الواحدة لا تصفق).. وأري ان اي شخص اراد ان يكون ناجحا في مشروعه المعرفي فعليه بروح الفريق الواحد.
2- كيف أدير أنشطة حياتي:
ادارة النشاط الشخصي تختلف من شخص لآخر بطبيعة الحياة. أنا ادير حياتي بشكل طبيعي جدا وأطمح لتلقي المعرفة بشكل متواصل وانجاح مشروعي الشخصي.. أما الأنشطه الأخرى فهي ضرورية وتعمل على تنظيم مسار الحياة لذلك وضعت النشاط المعرفي في المقدمة.
(5)
وكتب الطالب الهندي أنس مبارك، بالمجلة الثقافية الجزائرية أواخر أغسطس الماضي:
أتيحت لي فرصة الاطلاع علی رسالة “اسرار التميز المعرفي” للكاتب السوداني والناشط التربوي أحمد بابكر حمدان. أذهلتني الفكرة كثيرا ومنحتني دروسا مختلفة، وغيرت أفكاري المعرفية التي كنت أظن أنها جيدة.
تتركز فكرة الكاتب حمدان المعرفية علی إلزامية الحصول علی المعرفة والخدمة المجتمعية. إن الانسان ككائن مجتمعي مفتقر إلی أمور ضرورية.. منها انه مجبر علی أن يصنع مكانا يأويه، ومجبر على توفير لقمة عيشه، وبنفس القدر يتحتم عليه أن يحوز المعرفة..
إن المعرفة غذاء العقول والأذهان وهي أداة لبناء شعب قادر علی حل مشاكله.. شتان بين مجتمع يولي اهتماما للأنشطة المعرفية ومجتمع لا يبالي بالمعرفة. إننا نتعلم في مجالات مختلفة، لكننا لا نفكر عادة في هذا السؤال: لماذا نتعلم؟ ومن ينتفع بمعرفتنا؟ هنا يصرح الكاتب بالإجابة: لا بد للمتعلم من أن يكون ناشطا بفاعلية في مجتمعه “صغيرا كان أو كبيرا”. ولا يضيع ما حازه من معارف دون نفع للآخرين. المجتمعات تصبو إلی ذوي القدرة على معالجة المشكلات، وتحويل المجتمع من حالة الرداءة إلی الهدوء الأبدي.. فمن المؤهل للقيام بهذه الأعمال؟ حقا إنهم ذوو المعرفة لا غيرهم.
يجب علی ذي معرفة أن يقتسم علومه مع مجتمعه علی صور مختلفة مثل الكتابة بمختلف جوانبها كالكتابة في مواقع التواصل الإجتماعي والصحف والمجلات، والأعمال المهنية في أوساط المجتمع وغيرها.
باختصار، إن المعرفة “ميزة” يتميز بها الإنسان عن غيره، ويبلغ مستوى “التميز المعرفي” حين يسهم بمعرفته ويصبح إيجابيا إزاء من يعيش معهم.
(6)
وعلى ذات المجلة، كتب طالب هندي آخر وهو محمد شهير، قراءة بعنوان (مطالعة في أسرار التميز المعرفي):
بتوفيق من الله تعالى، أتيحت لي فرصة سانحة ميمونة لمطالعة الدراسة المنشورة في المجلة الثقافية الجزائرية بعنوان “أسرار التميز المعرفي” للكاتب السوداني أحمد بابكر حمدان، وقد قرأتها بفرح وسرور من ألفها إلى يائها.
– لماذا نتعلم؟
سؤال يصعب علينا القبول به أحيانا.. ومن المعلوم أننا نسأل أنفسنا هذه المسألة المزعجة، مرارا. بعض من الناس يقولون أنهم يتعلمون لأجل الدنيا وزينتها. وبعضهم يقولون: لوجه الله.
من هذه الدراسة، عرفت جوابا لهذا السؤال المزعج: إن المعرفة كالغذاء الذي نأكله كل يوم مرات ومرات.
والمجتمع، لا بد لنا من أن نستصحبه معنا؛ لكون الإنسان كائن اجتماعي، يلحق بالمجتمع ليس له حياة بلا مجتمع،
والاجتماع والمعرفة والتعلم المستمر، يكملون صورة الحياة من أولها إلى آخرها.
نحتاج إلى تنمية مجتمعاتنا بانتمائنا إليها.. والمعرفة تهدف إلى نجاة المجتمعات من الصعوبات، ومواجهة التحديات. وتجعلنا من بناة الحضارات الذين يساهمون بأعمالهم وإلمامهم المعرفي.
قدمت الدراسة تجربة السيد (س) في إدارة أنشطته الشخصية، ومنها المعرفة والتعلم تفصيليا، عبر ملفاته الأربعة:
١- النشاط المعرفي.
٢- النشاط الرياضي.
٣- النشاط المهني.
٤- النشاط التطوعي.
ولعل هذه الملفات تقودنا إلى عالم واسع؛ حيث جعل من النشاط المعرفي أحد أنشطته الرئيسة في الحياة.
– كيف نتعلم؟
في فصل آخر من الدراسة، نذهب إلى سؤال ثان: كيف نتعلم؟
يقول السيد (س) عن خطواته المفترضة لبناء “مشروع معرفي شخصي”
١- أن يكون التعلم مشروعا ممارسا في حياتنا الفردية والجماعية.
٢- أن يكون مشروعا منتجا ومنتفعا به في حياتنا، كما نستخدم المعرفة لوظيفتنا مثلا.
٣- أن تكون هناك نتائج ذهنية “مكتوبة” نخلفها لمن يأتي بعدنا.
– لماذا نكتب؟
يقول الكاتب عن “الكتابة” ودورها في المشروعات المعرفية: عندما تكون قارئا فكن ذا قلم مميز أيضا.
ويقول عن الأفكار الخاطئة عن الكتابة، نلخصها هكذا: إنها ليست عملا عاديا وأنها قدرة عظيمة لا يحظى بها معظم الناس!
يقول الكاتب: اكتبوا؛ فليس هناك حد للكتابة. وينصحنا على لسان السيد (س) ويقول عن أفكار داعمة إيجابية عن الكتابة، ومن خلال هذه الأسطر نرى ما تتمتع به الكتابة من قدرة عظيمة على توسيع معرفنا ومخيلتنا، وكيف أنها تجعل عقلنا حقلا نزرع فيه ثماراً تنتج ثماراً.
وأحمد الله، أنني قرأت هذه الدراسة واستفدت منها.
(7)
ونشر طالب كلية البدرية للشريعة بولاية كيرالا جنوبي الهند، جنيد البدري، وعلى ذات المجلة الجزائرية، قراءته في “الأسرار”:
كان يومي هذا من أجمل الأيام؛ إذ أتيحت لي فرصة ذهبية للاطلاع على رسالة ثقافية وافية عنوانها “أسرار التميّز المعرفي” بقلم الكاتب السوداني أحمد بابكر حمدان.. وقد تعلمت منها دروسا مفيدة.. وهذا ما دفعني إلى فكرة تلخيصها والكتابة عنها.
لعل من الأهمية بمكان التأكيد على أننا عادة ننزعج من أسئلة “اللماذية” ولا نهتم بالإجابة عن سؤال “لماذا نتعلم؟” ولا نسمح بإدراجها في إطارنا المعرفي. ان الحياة كالتعلم والمعرفة كما يذكر الكاتب، ويفتقر الإنسان عادة إلى غذاء وكساء ومسكن وغير ذلك مما يطلب لمعيشته، وبنفس القدر، يفتقر الإنسان إلى “المعرفة” وما يتصل بها من أدوات ومعدات مساعدة لتحقيق التميّز المعرفي. ولا يمكننا استعباد النشاط المعرفي من جملة أنشطتنا الحياتية.
كلنا نعرف المقولة المشهورة التي تقرر أن “الإنسان كائن اجتماعي بطبعه” وليس هناك خلاف في أن الإنسان أو عضو المجتمع لا بد له من المعرفة بمستوى ما؛ للتفاعل مع مجتمعه والتعامل معه، وكذلك للقيام بأعمال التنمية ومعالجة المشكلات والصعوبات التي تواجه المجتمع.
تعد المعرفة غذاء لعقولنا واذهاننا وتؤثر في سلوكنا، وتساعدنا في بناء حضارة متميزة بصورة أفضل وعلى غيرها من أعمال وأنشطة صالحة. وبذلك يمكنك الإجابة على من يقول لك: “لماذا نسعى للمعرفة ونطلبها؟”.
دعونا نرى العلماء الذين قاموا بأعمال لخدمة المجتمع، وما دفعهم إلى ذلك هو إحساسهم بالانتماء إلى المجتمع. وبإمكاننا الاهتمام بالنشاط المعرفي بالتأمل في أنشطة العلماء الأوائل.
لا تتردد في الكتابة الانّ.. وقد ترى امامك صعوبات، لكنها أفكار خاطئة، ولنضرب لكم مثالا: “إن الكتابة موهبة خاصة تولد مع الشخص ولا تكتسب!!” وعليك ان تحولها إلى فكرة صحيحة وتحاول أن تصبح كاتبا بما يخطر لك ولا تغفل عن خواطرك. ان تذوقت اليوم مرارة الكسر، ستتذوق حلاوة الجبر غدا.
نستنتج من رسالة أسرار التميز المعرفي، أن الإنسان يمتاز عن غيره بالمعرفة، وهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون؟
والهند. فماذا قالوا عن “الأسرار” وما أكثر ما استوقفهم في الرسالة؟
(8)
سحر محمد عبد الوهاب، طالبة طب بشري في جامعة غرب كردفان السودان، اطلعت على أسرار التميز المعرفي، وكتبت عنها بأسلوب خاص، حيث قدمت قراءتها للرسالة في سياق الإجابة عن أسئلة متسلسلة. فماذا كتبت سحر؟
– ماذا نعني بالتميز المعرفي؟
كلمة تميز تعني الإنفراد، والانفصال عن الغير
مثلا: التَّميُّز الوظيفيّ.
في (علم الأحياء): التَّخالف والتَّفارق، أي: أداء كلّ مجموعة من الخلايا وظيفة حياتيّة معيَّنة.
كلمة معرفه تعني ما يتكوَّن في الذِّهْن من مَفْهوم لشَيْء، إِدراك حَدْسيّ لأَمْرٍ ما وتَمْييز بين ما هو ضارّ وما هو نافع، اي ادراك الشئ على ما هو عليه وهي حصيلة التعلم عبر العصور.
– لماذا على الفرد التميز معرفيا؟
ان اتساع المعرفة في العصر الراهن وتشعبها، وتوجهها نحو الذرية يجعل من الصعب على الباحث الواحد أن يتخصص في كل شيء، فأقصى مقدرته هو أن يتخصص في مجال معين أو فرع منه وأن يتميز في معرفته به ، مطلع بشكل عام فقط على سواه من مجالات المعرفه.
– متي ومن اين يبدا الفرد رحلة التميز المعرفي؟
عندما يبدأ الباحث او المتعلم رحلته الدراسية فإنه يطلع على مقدمات عامه في العديد من العلوم الانسانيه والكونيه ورغم ذلك الكم من العلوم قد يبدو هنالك انجذاب أو شغف بفرع معين من العلوم وبغض النظر عن الاسباب التي أدت الى ذلك على الفرد ان يواصل في مشواره المعرفي في هذا المجال ويجعل منه مشروعآ معرفيا خاصا به.
– المشروع المعرفي:
نشاط ذهني مستمر ذو اهداف محددة في كل مرحلة. ان تحصيل المعرفة هو عملية بناء تتطلب تخطيطا صحيحا وموازنة بين الطموحات والامكانيات وتنفيذا صحيحآ للخطة المرسومة دون خلل .
– كيف يصل الفرد الى درجة التميز المعرفي؟
1- حدد المجال الذى تسعى للتميز فيه. اطلب من المعرفة ما تحتاج الى ممارسته في حياتك الطبيعيه وما يتطلبه واقعك ودوافعك.
2- كن ناشطا في مجالك المعرفي مطبقا لما تحمله من معرفه ، افعل أفضل ما يمكن فعله. ان ما تسعى للتميز فيه هو مجال ساهم فيه كثيرون قبلك لذلك أبحث عن وسائل جديدة للتميز. حرر أفكارك لكي تكون أكثر إبداعا.
3- ابحث عن الإلهام: لا بد من وجود شخصية ملهمة ومؤثرة تصارعت مع أمواج الحياة في هذا المجال حتى وصلت الى شاطيء النجاح والتميز، استلهم أحداث رحلتك في طريق التميز من هذه الشخصية.
4- استمر في التعلم: إن النجاح يولد رغبة مشتعلة للحصول بمتعته مرة أخرى. اننا نسعى لتحقيق نجاحات متتالية. ان الاخفاق إما أن يدفعنا للتعلم منه والرجوع مرة أخرى لتحقيق النجاح أو يجعلنا أكثر تكاسلا ويأسا وخوفا من الوقوع في تجربة فاشلة مرة أخرى.
5- حول كل ما هو سلبي إلى ايجابي: كثير منا يركز على نقاط قوته وليس ضعفه. ان من يعمل على تحويل نقاط الضعف إلى نقاط قوة سيتحول الى شخص فائق التميز.
6- انتج تصورا ذهنيا مميزا تستمتع به وتحفز به نفسك: كافىء نفسك على تميزك لتوليد رغبة أكبر في استكمال طريق التميز.
(9)
أما محمد بابكر أشقر، وهو معلم بمدينة أبشة التشادية، فقد نشر قراءته للرسالة على فيسبوك، فماذا كتب؟
أعجبتني فكرة “أسرار التميز المعرفي” للكاتب السوداني الأستاذ احمد بابكر حمدان، وقمت بالسياحة في صفحاتها..
إن الإنسان بطبيعته كائن اجتماعي وهو بحاجة الي الصحة والتعليم والترفيه والي مسكن… الخ
إذا رجعنا الي التعلم يمكن أن نقول: إن العلم قوام الحياة.. وأساس النهضة.. وعماد الحضارات.. ووسيلة التقدم للأفراد والجماعات.. به ترتقي الأمم وتبنى الحضارات وتبلغ الأمجاد.
ذكر كاتب (أسرار التميز المعرفي) كيف تبني مشروعك المعرفي الشخصي؟
هناك قضايا ومشكلات واحتياجات.. من الضروري ان تكون لك بصمة واضحة تجاه المجتمع الذي تعيش فيه سواء عن طريق تأسيس منظمات صغيرة مثل الاتحادات والجمعيات والروابط الشبابية (منظمات المجتمع المدني) وهي أساس النهضة والتقدم، تقدم كثيرا من الأنشطة التي تسهم في التنمية. وفي مثل هذه المواقف يحتاج المجتمع الي ورش ودورات تدريبية، ومحاضرات، وندوات علمية..
ان الشباب يمثلون جانب القوة في مجتمعاتهم.. وهم عمادها وسر نهضتها.. والشاب الطموح هو من يجتهد في طلب المعالي ويسير في ركب الخير مستعينا بالله تعالى ومتوكلا عليه. ويحذر من المشكلات التي تعترض طريقه.
إن الاهتمام بقضايا ومشكلات المجتمع شعور وإحساس إيجابي يقود الي التقدم والتطور.. والمهتم بقضايا مجتمعه شخص ذو عقل ناضج وضمير حي.. ويحتاج الفرد للمعرفة التي هي وسيلة أساسية لخدمة قضايا المجتمع والإنسانية.. والمجتمعات لا تبنيها إلا العقول الكبيرة..
من الإشارات الرائعة في الكتاب: “لنفترض أن مجتمعك المحلي يعاني من بعض او معظم هذه المشكلات المذكورة :
التفكك الأسري – الأمية الأبجدية والمعرفية والتقنية –
التدخين – المخدرات – انتشار العادات والسلوكيات الضارة – قلة الخدمات الصحية – ضعف مؤسسات التعليم – التخلف الاقتصادي – عدم احترام القانون
– البطالة و الفقر – التشرد والجريمة – الخلافات السياسية والدينية – الصراعات القبلية – عدم الاهتمام بالوقت – العزوف عن الزواج – سوء العلاقات الإجتماعية.
هل تري أن أفراد هذا المجتمع بحاجة الي تعلم نوعي حسب طبيعة المشكلات التي يعيشونها، أم أنه لا علاقة للتعلم بتلك المشكلات؟”
إن كتاب “أسرار التميز المعرفي” من الأهمية بمكان؛ حيث يساعدك في معرفة حقائق اساسية، وكيفية الوصول الي التميز في المعرفة.
(10)
وكتب محمد رافع، طالب جامعة معدن الثقافة الإسلامية بالهند، قراءة في أسرار التميز، على فيسبوك ايضا:
خلال ايام الحجر المنزلي.. لم يكن لي أصدقاء الا الجدران الاربع لغرفتي وبعض الكتب التي حملتها لتقضية الاوقات مع الاوراق.. ترددت كثيرا فى اختيار الكتاب الذي أبدأ به أولا.. حيث بحوزتي عديد من الكتب المشهورة مثل “سيدات القمر” هذا الذي حاز جائزة بوكر فى السنة السابقة.. ولكن، وفقا لمعايير قراءتى وهي ان يكون حجم الكتاب صغيرا، وان يكون جذابا.. كذا وكذا.. أخيرا وقع اختياري لقراءة كتاب صغير الحجم، لفت انتباهي عنوانه الجذاب “أسرار التميز المعرفي” للكاتب السوداني أحمد بابكر حمدان.. هذا العنوان الجميل اعجبني جدا.. أخذت أقرأ.. فى حفظ.. كان لدي شغف وانا فى البداية أن أختمه.. انكببت عليه حتي أنتهيت من قراءته خلال السطور بأكملها.. كان رائعا جدا..
كنت حتي لحظة سردي هذه الكلمات لا اعرف قيمة المعرفة ودورها فى المجتمع.. بعد قراءته فهمت ان المعرفة ليست ما يكمن فى قلوب الانسان فحسب بل هي شيء قابل للانتشار واستيعاب فى المجتمع.. المعرفة لها أهمية بالغة فى المجتمع.. بصراحة، إن ذوي المعرفة وهم يحكمون المجتمعات، يحلون المشاكل حسب فكراتهم بشكل جيد.. يشدد الكاتب على علاقة “الخدمات الاجتماعية” بالمعرفة.. وكم من العلماء والعباقر والسلف قد قطعوا شوطا شاسعا بهذا الخصوص.. ولا يضن أحد منهم بأداء خدماتهم النيرة.. لسوء حظنا نشاهد بأم أعيننا بعض من في حوزتهم يد طولى فى العلوم المتشبعة وخبرات طويلة.. ولكن لم يحصل المجتمع منهم على أي خدمات أو مساعدات.. بدون جدوي.. ولا يثمر ثمرة بعلومهم وخبراتهم..
يتحتم علينا ان نحول هذه الحالة الحرجة الي حالة جيدة.. نحن نكتسب العلوم ونجني اثمارنا لانفسنا فقط.. بل للمجتمعات معا..
لا نزال نسبح في حياة البحر عكس موجات المشاكل التي تنبثق من مجتمعنا.. التعصبية والعنصرية.. هكذا تطال قائمة المشاكل.. ولا يخفى انهم قدموا من مجمعات لا تكاد تخلو من مشكلات اقتصادية او إجتماعية او سياسية.. لكن المشكل الكبير فى كثير منها شيء وراء ذلك: انه الخلل المعرفي..
إن البصير بأحوال الناس في العالم برمته.. ليس يجهل ان الخرافات والجهالات ولأساطير قد ضربت فيها بجذور عميقة.. الا من رحم الله.. وهنا يبرز واجب ذوي المعرفة الموفقين ان يقدموا الصورة الصحيحة قبل ان تفشو الاهواء وان يميطوا اللثام عن الوجه القبيح للخرافة والدجل.. وان المشاكل الاجتماعية تندلع من هذه الاشياء الغافلة.. ولذلك، وهنا تبدو اهمية المعرفة واهلها.. ليلعبوا دورا بارزا لاستئصال المشاكل..
وكم من نماذج عاشوا على مر الزمان.. ونشروا علومهم بين المجتمع وتسلحوا بالعلوم.. وحصصوا الحق وأظهروا للعالم كله مدى الخرافات والاساطير. وكانت قضية غاليلو غاليلي خير مثال على ذلك. ونظرية التطور والبقاء للأصلح مثال آخر يثبت وجود الكثير من سوء الفهم والتفسير الخاطئ للنظريات العلمية.. وكرسوا حياتهم لخدمة البشرية بمجرد علومهم..
علاوة على ذلك اذا ألقينا النظر عبر صفحات التاريخ.. نجد ان لديهم اسفارا غير معدودة.. وحركوا اناملهم لحلول المشاكل ومعالجة القضايا..
بالجملة فإن مقالتي عبارة عن محتويات معدودة على “اسرار التميز المعرفي” واهدافها وانشطتها فى المجتمع.. توضح اهمية المشاركة الضرورية القصوي فى المجتمع… ايها العلماء انتم قادة المجتمع… تعالوا الي ساحة القضايا.. هيا نحلل هذه القضايا ونعالجها معا.. لخير المجتمع وازدهاره.. وترقيه.
(11)
وكتبت الطالبة جمشينة من كلية فاطمة الزهراء للبنات في كيرالا الهندية، قراءة وافية لرسالة أسرار التميز المعرفي:
ان المعرفة شيء رائع.. کما أن الحلم بمعرفة المجهول أکثر روعة.
(د۔کمال عرفات۔کتاب الذاکرة الخارجية)
للمعرفة مكانة رئيسية في بناء مجتمع مثقف متطور. وللمعرفة أيضا وظيفة رئيسية في بناء شخصية جيدة مع صقل مهاراتنا وايجاد حلول للمشكلات.
في هذه المقالة، أقدم ملخصا لكتاب 'أسرار التميز المعرفي' للكاتب السوداني أحمد بابکر حمدان.
قبل الكتابة اذكر الاشياء التی جذبتني في قراءة 'أسرار التميز المعرفي':
• السؤال المزعج....أي لماذا نطلب العلم؟
• ما هي منافع المجتمع من اکتساب المعرفة؟
• دور المعرفة وراء صنع ثقافات جيدة بين العالم وکيف يؤثر نقص المعرفة على المجتمع؟
• ما عدا هذا ، شغفي لمعرفة 'التميز المعرفي'.
في كتابه..
▪ الجزء الاول:
السٶال المزعج
يناقش الکاتب أولا فكرة السؤال المزعج: لماذا نتعلم؟
يقول المفكر التربوي الدكتور عبد الكريم بكار :- استعینوا علی فھم مشارعیکم والوعي بذواتکم بجنود الفھم الستة: (ماذا، ولماذا، وکیف، وأین، ومتی، ومن)
وما دامت 'لماذا' بهذا القدر من الاهمية.. فما مصدر انزعاجنا منھا. ان عاداتنا في مجملها لا تسمح بإدراج 'لماذا' في إطاراتھا... لكن الامر يزداد غرابة عندما يتعلق عدم السماح لها بالظھور حتى في عاداتنا المعرفية التي يفترض أن تتبناھا لا أن تحکم عليھا بالاعدام.
قدم الکاتب افتراضات أساسیة:- الحیاة، والمجتمع، والانتماء، والتنمية، والحضارة. ثم اشتغل في تعريفاتها۔
* التعلم والحياة:
الانسان الحي يفتقر عادة غذاء للبدن، وسكن ، وکساء وغیرھا۔۔۔ والثاني للروح والوجدان والثالث للعقل والفکر، ویفتقر العقل والفکر الى العلم، أي ينبغي اشباع العقل والفکر بالمعرفة بذلك نجد رابطا بين التعلم والحیاة.
* المجتمع والمعرفة:
عندما ننتقل الى محطة المجتمع ، لا بد استصحاب التفاعل مع الناس في المجتمع، والانسان کاٸن مجتمعي بطبعه.. ويفتقر الى معرفه بمستوی ما، لتيسير حياته وادارتها في ذلك المجتمع.
* الانتماء والتنمیة:
يكون في المجتمعات مشکلات ومصاعب وتحدیات بذلك ينبغي المعرفة للإیجاد الحلولات والمعالجات لهذه المشكلات مع ھدف المحافظة في المجتمع وعلی مکوناته.
ان الاسھام في تقدم المجتمع يطلق على التنمية والقيام بالفعل أيا کان إنما يتطلب معرفة بدرجة ما.. والوعي بمعاني الانتماء للمجتمع إنما تولدہ المعرفة التی نحن بصدد التبرير للبحث عنها.
* الانتماء الواعي وبناء الحضارة:
ھنا يشير الكاتب إلی اشخاص... يغذون عقولھم بالمعرفة ويعملون على معالجة المشكلات المجتمع والاسھام في تنمیته..
يمكننا التعبير عنهم بالمجتمع وھم بناة الحضارات الغظیمة التي شھدتھا البشریة في تاريخها حتی اللحظة.. وهل تبني الحضارات بأذھان متبلدة فارعة وأفٸدة فاقدة للانتماء؟ کلا الصورة بالطبع
ثم يرجع الى السؤال المزعج۔
ويقول هل نسيتم السؤال المزعج؟
ثم أجاب عن السٶال: (لماذا نتعلم/ لماذا نطلب المعرفة؟)
• لنغذي عقولنا وأذهاننا.. ولنتعرف على أنفسنا وذواتنا بصورة أفضل.. وباستمرار..
• لنتفاعل مع مجتمعاتنا التي نعيش في كنفها وننعم بدفئها وحنانها..
• لنعمل على تنمية مجتمعاتنا تلك، ومعالجة مشكلاتها ومواجهة التحديات التي تواجهها؛ حتى لا نفقد ظلنا الوارف ومربعنا الخصيب..
• لنعمل على بناء حضارة متميزة تعبر عنا، وتصبح- من بعد- رصيدا لأجيالنا وللبشرية أيضا.
ثم يضيف الكاتب بذلك عبارة "تذکر ان وضوح الھدف یعد أکبر محفز علی الاندفاع لتحقیقه"
لا نطلب المعرفة لقتل الاوقات، ولكن نطلبها لاهداف واضحة حددناها بأنفسنا۔ فإن كنا كما نزعم.. فما هو الموقع الجديد للمعرفة والتعلم في حياتنا؟ وبما أن الحياة عبارة عن مجموعة أنشطة إنسانية.. فهل لنا أن نعتبر الجهد المعرفي فرعا منها أم ..؟"
ثم يتقدم الى القارئ تجربة السيد (س) وهو شخصية افتراضية للتفاعل مع القارئ.
السيد (س) يدیر أنشتطه الحياتية بنظام الملفات الرٸيسية:
• النشاط المعرفي (المعرفة والتعلم)
• النشاط الرياضي والترفيھي (لحماية الجسم، والعقل السليم في الجسم السليم)
• النشاط المهني والانتاجي
• النشاط التطوعي (المشارکة في خدمة مجتمعي)
تذکر أنه بالاضافة إلی النشاط المعرفي العام ، فإن کل نشاط انساني يتطلب معرفة خاصة بمعنی أن تزاول نشاطا معرفيا اخر داخل کل ملف من الملفات الانشطة الحياتية الاخری
ثم یقدم الكاتب سٶالا اخر: کیف نتعلم؟
السٶال 'کیف' دلیل فھم وعلامة استعداد.
▪ الجزء الثاني:
"المشروع المعرفي"
ھنا يقدم السيد (س) عدة خطوات:
• اطلب من المعرفة ما نحتاج إلیه في ممارسة حياتک الطبیعیة وما نتطلبه خدمة مجتمعک المحلي الصغیر أو الانساني الکبیر.
• حتی تکون معرفتک فعالة منتجة یفترض أن تکون ناشطا في (مجال مھني) یتیح لک توظیف ما تحمله من علم ومعرفة.
عندما تکتسب خبرات عملیة من نشاطک المھني... وتضیفھا الی أرصدتك المعرفية السابقة يفترض أن تقدم خلاصة معرفتك وتجاربك وتوثقھا في صورة انتاج ذھني.
ثم يقول عن الكتابة:
الکتابة ۔۔ قلب المشروع المعرفي
القراءة والکتابة وجھان لعملة واحدة، ویسأل الكاتب عن المانع الذی یمنعك من أن تکون کاتبا. ويورد جملة أفکار خاطٸة عن الکتابة وأخرى داعمة أیضا.
▪ الجزء الثالث:
النشاط المھني وتوظیف المعرفة:
ان المعرفة لا تطلب عبثا وانما للاستفادة ومنھا توظیفھا في خدمة المجتمع.
الشخص الفعال هو من يعرف ويتعلم ویوظف معرفته، لا من يطلب المعرفة ليتضخم بلا فاعلیة ولا انتاج.
المجتمع ميدان واسع لتوظیف المعرفة وإفادة الاخرین.
ویضیف موضحا: قبل أن تحدد المعارف التی ينبعی عليك التزود بها۔ يجب عليك ان تحدد القضايا والمشكلات المجتمعيه التی تتفاعل معھا بدرجة اكبر وتود الاسھام في تجاوزھا، حتى يكون تعلمك بحسب احتياجات مجتمعك المحلي الصغیر أو الانساني الکبیر..
بعد ذلك يشير الكاتب الى قضايا مقترضه (مشكلات واحتياجات )
- التفکك الاسري
-التدخین والمدخرات
- تردي الخدمات الصحیة
- التخلف الاقتصادي
- عدم احترام قانون
- الصراعات القبلية والعرقية
- سوء العلاقات المجتمعية۔۔ وغیرھا
قضایا المجتمع منطق التعلم الفعال:
ان قضایا المجتمع ینبغي ان تکون المحدد الرٸیس لطبیعة المعارف التی یتزودھا المتعلم حتی یسھم بفاعلیة في معالجة مشکلات مجتمعه وتجاور الصعوبات التي تواجهه.
ان الاهتمام بقضايا ومشكلات المجتمع شعور واحساس ایجابي دافع للتفکیر في سبل ووساٸل علاجھا واصلاحھا.
ان المھتم بقضایا مجتمعہ شخص ذو عقل ناضج وضمیر حي ونفس کبیرة.
ان المعرفه الجيده تلك التي تبنی انسانا فعالا وتسھم في معالجة المشكلات وتنمیة الحیاة.
لا بد ان يسبق النشاط المهني ادخال معرفي منظم المعرفه هي وقود الانشطه الانسانيه ایا کانت
ان المعرفه وسيله اساسيه لخدمه قضایا والمجتمع الانسانيه والمجتمعات لا تبنيها الا العقول الكبيره
ان الاهتمام المعرفي بمیدان/ حقل مھني۔۔ أداء لواجب مجتمعي وحضاري
مجالک المھني مصب المعرفة التی تحملھا
ان التفاعل الاجتماعي الایجابي مٶشر علی الوعي والخبرة الحیاتیة
ھنا أکمل الکاتب مناقشتہ حول الاھداف العامة لتعلم وتحصیل المعرفي۔
▪ الجزء الرابع:
في ھٰذہ القسم، یقدم الکاتب السٶال کیف أخدم مجتمعي معرفيا'؟
1- کن ذا تخصص معرفي:
المختصص معرفيا هو المھتم بمجال مھني ما، اهتماما معرفيا يمكنه من فهم واستيعاب قضايا ومشکلات المجال.. ومن ثم الاسھام المعرفي في اثراٸه وتنمیته ومعالجة قضایاہ ومشکلاته
ثم یقدم الکاتب ھنا قصص السید (س، ص، و)
بقراءة ھٰذہ القصص نستطيع ان نقول تمثل تجاربنا الشخصیة في المجتمع وما نلاقیه من عناء بسبب المشكلات المجتمعيه ، اهم العوامل المؤثره في اختیارنا لمجال التخصص المعرفي
2- تمیز في تخصصک المعرفي:
یقول: إن الانجاز والتمیز المعرفي يتطلب منا إعادة النظر في طریقة ادارتنا لانشطتنا الحیاتیة۔۔ لا سیما تلک المتعلقة بالصداقة والتواصل الاجتماعي.
بعد ذٰلك یکتب عن الطاقة العقلیة.
الطاقة العقلیة توفرھا لنا دوافعنا الواضحة والمحددة (د۔ابراھیم الفقي/ المفاتیح العشرة للنجاح)
الطاقة العقلیة الکبیرة إضافة إلی الاھتمام بقضایا ومشکلات المجتمع۔ینتجان حرکة ذھنیة نشطة جدا وتدفق مستمر للافکار بدرجه بما تكون مزعجة.
ولکن کیف تتعامل معھا؟
ھنا، یقول الکاتب استخدام الھاتف أو القلم أو أي وسیلة کتابیة متوفرة لتسجیل الخواطر والافکار المتواردة ولا تھملھا حتی لا تخمد شعلة أفکارك الغالیة، فالخاطرة شرارة الذھن والخلاق.
خلاصة:
من خلال قراءة هذا الكتاب يمكنك معرفة اشياء كثيرة تضمن إجابة السٶال المزعج، وما دور المعرفة في المجتمع ، وما اهمية الکتابة وغیرھا۔۔۔ویمکنك من التعرف على التمیز المعرفي.
(12)
وعن أسرار التميز المعرفي أيضا، كتب الطالب التشادي سنوسي محمد يوسف:
كل الأفكار لا تضيع إنما تترك آثارا معينة سواء كانت سلبية أم إيجابية كما قال الدكتور كمال عرفات: أن المعرفة شيء رائع كما أن الحلم بمعرفة المجهول أكثر روعة
نستنتج أن أفكار إقامة مشاريع مستقبلية أي رسم خطط الأهداف المستقبلية المجهولة تعطينا شعور بالفخر والإحساس الرائع وإحساس أنفسنا بأننا لسنا عبث فيجب علينا الإصرار على على أفكارنا اي مشاريعنا.
فيما يلي قراءة في مادة أسرار التميز المعرفي، للكاتب السوداني أحمد بابكر حمدان ..
في الحياة تأتينا أكثر الأسئلة وهي لماذا؟ ولماذا؟ إنه السؤال المزعج عادة يقول المفكر التربوي د عبد الكريم بكار: استعينوا على فهم مشاريعكم والوعي بذواتكم بجنود الفهم الستة (ماذا ، لماذا، أين ، كيف، متى).
ك لماذا نتعلم؟
أهم عناصر المعيشة هو التعليم هو وعي ذهني وثقافي.
التعليم في الحياة : يجعل الإنسان ذوي قدرة وهو من الإحتياجات الأساسية كالعذاء والكساء والسكن وهنا تقترن الحياة بالتعلم والمعرفة .
▪︎ المجتمع والمعرفة
أن الإنسان كائن إجتماعي بطبعه وأنه لابد له من العيش في مجتمع اي في كوكب البشرية فيجب عليه معرفة التعامل معهم ومعرفة صنع ما يحتاجه ليتمكن من تيسير حياته وإدارة أنشطة مجتمعه.
▪︎ الإنتماء الوعي وبناء التنمية
أن الشخص يجب عليه يدخن عقله بالمعرفة ليعلم على معالجة مشكلاته مما يؤدي إلى تنمية مجتمعه.
▪︎ المشروع المعرفي .. تحصيل وتوظيف وإنتاج
وهو نشاط معرفي مستمر دون أهداف محددة والسبب لأن المعرفة مستمرة فلابد من أن تكون مستمرة ومتجددة
يقول المفكر عما اسماه بالمشروع المعرفي: التعليم والتحصيل المعرفي عبارة عن عملية بناء تتطلب تخطيطاً صحيحاً ..
خطوات المشروع المعرفي
- أطلب من المعرفة ما تحتاج إليه في ممارسة حياتك الطبيعية
- كن ناشطاً في مجال مهني يتيح لك تطبيق ما تحتاجه
- يفترص ان تقدم خلاصة معرفتك وتجاربك وتوثيقها في صورة إنتاج.
▪︎ أفكار داعمة للكتابة
الكتابة في عبارة عن أفكار عند الشخص.
الكتابة هي ترجمة ما بداخل العقول وتدوينه.
الكتابة معرفة علمية ذهنية يدونها الكاتب لمساعدة الناس وحل مشاكلهم.
الكتابة والقراءة يساعدان في فهم الحياة.
▪︎ قضايا المجتمع
إن قضايا المجتمع التي تنتج عن الأفراد أنفسهم تحتاج إلى دراسة فعالة ومحاولات لمعرفة حلها، الإهتمام بحل المشاكل الإجتماعية تفكير رائع وينتج عنه تنمية المجتمع والوعي الثقافي.
المشاكل عبارة عن سوء تفاهم
أنا أقول ١+٣=٤
وانت تقول ٢+٢=٤
النتيجة واحدة لكن الطريقة مختلفة وهذا ما يؤدي إلي سوء التفاهم والإختلاف وينتج المشاكل.
بالأفكار تحل المشاكل هي وهي عبارة عن أفكار ذهنية ذهبية وتؤثر في الأخرين.
▪︎ خدمة المجتمع
قبل أن نخدم مجتمعنا يجب علينا معرفته وما يدور فيه من مشاكل واحوال ومن ثم معالجته
وان نقدم لمجتمعنا الخدمات المطلوبة ومساندته وإن لم يتم ذلك مادياُ فمعنوياً، والتوعية بأهمية التعليم ومحاربة الجهل وأهمية التعايش السلمي والإتحاد ومساندة البعض ولا نزال باحثين عن حلول المشاكل ونساهم حتى لو بأقلامنا في تشخيص الداء ووصف الدواء.
▪︎ وسائل الإعلام
الإعلام وسيلة لنشر الأنشطة المختلفة في المجتمع من أخبار ومعلومات لذا فلنتابع الإعلام للإستفادة منه ومعرفة أحوال المجتمع والاحداث الجديدة.
الإعلام هو مجال مفتوح لجميع الراغبين في التفاعل.
- خاتمة:
تناولت في المقال، أكثر من عشر نماذج لقراءات طلاب وتأملاتهم في "الأسرار" ولو اتسع لي الوقت ومساحة النشر، لتناولت مزيدا من كتاباتهم الرائعة. تقديري العميق لما بذله الطلاب من جهد وما أبدوه من اهتمام بالمادة. وقد تكون لي "عودة إلى قراءات أخرى في أسرار التميز المعرفي".
----------------------------
* معلم سوداني