قال الله تعالى ﴿فَلَوْلاۤ إِذْ جَآءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَانُ مَا كَانُواّ يَعْمَلُونَ﴾. [الأنعام: ٤٣ ].

هذه الآية تشير إلى وقوع أمره تعالى، ومن حيث قد أراد الله تعالى وقوعه.

وأمره سبحانه على هذا الوجه جد لا هزل فيه. ومنه فإن عاقلا ليأخذ تخويفه تعالى على محمل الجد، كيما تكون له النجاة، وكيما يكتب له الفوز.

ومنه أفيد أيضا عزم قائد على إيقاع تهديده، وحزم مسؤول على إنفاذ وعيده، كيما يضبط عمله، وكيما ينتظم أمره.

أما حين لا يكون جد، وأما يوم ألا يكون حزم، فالكل ولاشك يصيبه البوار، والكل ولا ريب يناله الخسار، ولو قسطا منه.

ولذا كان أمره تعالى من ذلكم، ومن غيره ، لانتظام أمر عبيده، ولإحكامه نظام كونه، كيما يكون على نسق العدل والانقياد، وإسلاس القياد لله تعالى رب العالمين،

بيد أن وعيده تعالى لا كوعيد عبد من العبيد!

ذلك أن وعيده تعالى من مطلق إرادة خير لهم أجمعين، كيما لا يكون أحدهم شاردا عن المنهج فتتلقفه الشياطين، وكيما لايصير أحدهم في معزل عن الهدى فتتخطفه جنود إبليس اللعين!

أما العبيد بينهم البين، فحدث ولا حرج عن ميل، وحدث ولا حرج عن شطط، وحدث ولا حرج عن هوى، وحدث ولاحرج عن ظلم! إلا من رحم الله تعالى.

ولذا كان ما يعهده العبيد الخُلَّصُ من أمر ربهم، أنهم يوقنون أنه لجادتهم، كما أنهم يعرفونه حق المعرفة، من كونه لهداهم ورشدهم وفلاحهم، وهذا أيضا هو مقتضى علمهم عن ربهم الحق، فيحسنون به ظنا، ويعلمون عنه علما!

ولذا فترى الحاذق منهم، ولما يأخذ وعيده على الجادة، فتراه وقد تغير حاله من حال إلى حال آخر تماما، فمن ضلال إلى هدى، ومن غي إلى رشاد، ومن هوى إلى اتباع، ذلك لأنه يعلم رحمة ربه به، وأنه تعالى لم يكن ليريد عذاب أحد، وأنه لم يكن أحد أحب إليه العذر منه سبحانه!

قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى(حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ ، وَأَبُو كَامِلٍ فُضَيْلُ بْنُ حُسَيْنٍ الْجَحْدَرِيُّ ، وَاللَّفْظُ لِأَبِي كَامِلٍ ، قَالَا : حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ وَرَّادٍ ، كَاتِبِ الْمُغِيرَةِ ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ، قَالَ : قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ : لَوْ رَأَيْتُ رَجُلًا مَعَ امْرَأَتِي لَضَرَبْتُهُ بِالسَّيْفِ غَيْرُ مُصْفِحٍ عَنْهُ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ ، فَوَاللَّهِ لَأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ ، وَاللَّهُ أَغْيَرُ مِنِّي ، مِنْ أَجْلِ غَيْرَةِ اللَّهِ حَرَّمَ الْفَوَاحِشَ ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا ، وَمَا بَطَنَ ، وَلَا شَخْصَ أَغْيَرُ مِنَ اللَّهِ ، وَلَا شَخْصَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ اللَّهِ ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ بَعَثَ اللَّهُ الْمُرْسَلِينَ ، مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ ، وَلَا شَخْصَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْمِدْحَةُ مِنَ اللَّهِ ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ وَعَدَ اللَّهُ الْجَنَّةَ ، وَحَدَّثَنَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ زَائِدَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ ، وَقَالَ : غَيْرَ مُصْفِحٍ وَلَمْ يَقُلْ عَنْهُ). [ صحيح مسلم، كِتَابُ اللِّعَانِ، بَابُ وُجُوبِ الْإِحْدَادِ فِي عِدَّةِ الْوَفَاةِ ، وَتَحْرِيمِهِ فِي غَيْرِ ذَلِكَ  حديث رقم 2847].

والشاهد قوله ﷺ (وَلَا شَخْصَ أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ اللَّهِ).

وأنه تعالى لم يكن ليحب هلاك أحد، ذلك لأنه تعالى قال﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ﴾. [الأنفال :33].

وقال تعالى ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ .[البقرة:185].

والشاهد قوله تعالى ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾.

ولذا فيسارع الحذاق إلى الخيرات، ويسابق الفطناء منهم إلى الإحسان والحسنات، لأنهم يعلمون عن ربهم مالايعلمه من قد ختم ربه على قلبه، فلا يكاد يعرف معروفا، كما أنه لا يكاد ينكر منكرا.

وهذا هو الشأن مع الله تعالى ربنا الرحمن، يأمرنا لنطيع، ولا يأمرنا سبحانه إلا بخير، وينهانا لننتهي، ولا ينهانا ربنا الرحمن إلا عن شر!

قال الله تعالى ﴿وَسَارِعُوٓاْ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍۢ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾.[آل عمران : 133].

وعود إلى التخويف، ورجوع إلى التهديد، الذي هو من نظام إحكام الكون، والذي هو من التدريج في العقاب، إن شئت فقل.

ومنه أفيد أيضا تدرجا في إيقاع الجزاء على المخالفين، كيما تكون لديه عاطفة الولاء، وكيما نستدعي فيهم عاطفة الالتزام، وعاقلة الطاعة، فإن الجزاء يوم يكون لاستنهاض ما في دواخل النفوس من خير، وحين يكون لإضفاء صفة الرحمة على المخالف، فقمن به أن يسارع نفسه ملهوفة إلى تجديد عهده مع ربه سبحانه، وعندها ليجدن ربا رحيما يقبله، وحينها ليجدن ربا لطيفا يرحمه، سبحانه.

قال الإمام مسلم رحمه الله تعالى(حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ - وَاللَّفْظُ لِقُتَيْبَةَ - قَالَا : حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنِ الْأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي ، وَأَنَا مَعَهُ حِينَ يَذْكُرُنِي ، إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي ، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ هُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ ، وَإِنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا ، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا ، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا ، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَأَبُو كُرَيْبٍ ، قَالَا : حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الْأَعْمَشِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ ، وَلَمْ يَذْكُرْ : وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا ، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا). [صحيح مسلم، كتاب الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ وَالتَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ،  بَابُ الْحَثِّ عَلَى ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى،  حديث رقم 4961].

والشاهد قوله تعالى(إِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ، ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي ، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَإٍ ، ذَكَرْتُهُ فِي مَلَإٍ هُمْ خَيْرٌ مِنْهُمْ ، وَإِنْ تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا ، تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا ، تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا ، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً).

والشاهد أيضا أنك ترى أيها القارئ الكريم كيف أنه تعالى يعطي عبده أكثر مما قدم العبد بين يدي ربه.

وهذا نظامه، وهذه رحمته، وهذا لطفه، وهذا كرمه، وهذا فيضه، وهذا منه، وذلكم فضله!

ومنه أفيد إعطاء أكثر من أخذ، وإكراما أدعى من إكرام !

ومنه أفيد إشاعة أخلاق الفضل بين الناس، فلا ينظر هذا كم أخذ، ولا ينظر هذا كم أعطي، كيما يكون الفضل هو السائد بين بني البشر.

وهي محاولة أردت إبرازها، كيما أنشرها في الفضاء الواسع، فلعلها أن تنال قبولها، وعساها أن تجد صداها!

فقيام أمر الناس دائما على المعاوضات هو من أسباب شحن النفوس، وهو من موجبات شحها، وهو من ثمار ضنها وإمساكها وبخلها!

قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى(حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ ، أَخْبَرَنَا مَالِكٌ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الكَعْبِيِّ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ ، جَائِزَتُهُ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ ، وَالضِّيَافَةُ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ ، فَمَا بَعْدَ ذَلِكَ فَهُوَ صَدَقَةٌ ، وَلاَ يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَثْوِيَ عِنْدَهُ حَتَّى يُحْرِجَهُ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مَالِكٌ : مِثْلَهُ ، وَزَادَ : مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ).[ صحيح البخاري، كتاب الأدب، باب إكرام الضيف، وخدمته إياه بنفسه، حديث رقم 5806] .

والشاهد: زيادة فضل المضيف لضيفه، بلا امتنان ولافضل!

وهما يوم وليلة! وهما في عمر الزمان من القصر بمكان ! لكن أثرهما في النفوس باق ما شاء الله تعالى له أن يبقى، والإحسان من قواعد ديننا، والإكرام من لطائف ملتنا!

وعود مرة أخرى!

فإنه تعالى لما قد أخذ بالبأساء، ولما قد أخذ بالضراء، وكان الأصل في نفوس تواقة إلى الخير، أن تنفض عن ذوات أنفسها غبار الخطأ والعصيان، ودخن الإثم وعوار الذنب والبهتان!

لكنها لما أن زين لها شيطانها أعمالها، فأنساها ذكر ربها ، وأنساها ما ذكرها ربها به من عود آمن إلى حظيرة الإيمان، ومن وعد آكد بالفضل العظيم والجود الكريم والإنعام، من رب شأنه الفضل والعطاء والمن والكرم!

ولما أن كان ذلك كذلك، ولم يتضرعوا وركبوا رؤوسهم، ومنه كانت قسوة قلوبهم، شارة على الخروج، ودالة على استدبار أمره تعالى، ومنه فزين لهم الشيطان أعمالهم.

ومن ضلالته! فلا يترك نفسا تهفو عودا من  زلتها وعثرتها، ولايبرح روحا تصبو نهوضا من  نبوتها وكبوتها.  

وهذا هو الشأن مع جليس السوء، يود أن لو كان الكل من مثله، وتمنى أن لو كان الجميع من شاكلته!

وهذا نظام المفسدين، وذلكم ديدن الخارجين، يتمنون أن لو كان كلٌ مثلهم!

قال الله تعالى ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ﴾. [النور : 19].

وقال تعالى في المنافقين ﴿ وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَآءً ۖ فَلَا تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَآءَ حَتَّىٰ يُهَاجِرُواْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَخُذُوهُمْ وَٱقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ ۖ وَلَا تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا ﴾. [ سورة النساء: 89].

والشاهد قوله تعالى ﴿وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَآءً ﴾.

وأخيرا وانظر إلى عمل إبليس، فإنه يزين للعصاة جميع أعمالهم، بحيث لا يترك عملا سيئا رديئا إلا زينه ! وبحيث لايدع فعلا شينا دنيئا إلا حسنه!

وهذا أمر مشاهد، فإن كثيرا من العصاة يجادلون لتحسين مذهبهم، وإن نفرا عريضا منهم ليحسبون أنهم على شيء، وما ذاك إلا من ذلكم تزيين من إبليس لأعمالهم !

قال الله تعالى ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ﴾. [البقرة:11].

وقال الله تعالى أيضا ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا ۞ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا﴾ [الْكَهْفِ: 103-104].

وقال الله تعالى أيضا﴿ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُۥ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ ۖ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَىٰ شَىْءٍ ۚ أَلَآ إِنَّهُمْ هُمُ ٱلْكَٰذِبُونَ﴾ .[المجادلة: 18].

وقال تعالى ﴿وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ﴾. [الزخرف: 37].

والله تعالى نسأله أن نكون على جادته، والله تعالى نرجوه أن نكون على سبيله وطريقته، طلبا للنجاة، وأملا في الفلاح، ورغبة في الصلاح.

وهو سبحانه أهل للقبول، وهو سبحانه لنعم مسؤول، وهو تعالى لمجيب من دعاه، وهوربنا لمعط من سأله.