كانت لأيامه لحن حزين هادئ جداً لا يكاد يسمعه أحدٌ سواه ،كان يمضي وقتاً في تأمل أبسط الأشياء التي كانت بلا معني بالنسبة للآخرين.
كان يندهش من مقطوعة موسيقية ذات طرب خفي بين نغماتها ،أحياناً ينظر بكل تركيز علي رسمة شدَّت انتباهه فيأخذ يتمعنها شيئاً فشيئاً ،كان يتأثر كثيراً بما حوله ،ولكن ما حدث أبداً أن تأثر به أحدهم ، فكان يتعرض كثيراً للاستهزاء والسخرية ،كان يتعرض للنقد علي اختياراته و قراراته ،كان الناس لا يتركونه في حاله أبداً ولا يحرجون من التدخل في شؤونه الشخصية.
كان الآخرين يوبخونه كثيراً ،ولكنه لم يكن يلقِ بالاََ لهم ، فقد كان يكفيه أبسط الأشياء حتي يعود لطبيعته كما كان ،كان ينعزل لبعض الوقت ثم يعود من جديد ليبدأ مرحلة جديدة،لطالما كان إنساناً بسيطاً.