الإنسان لابدّ أن يكُونَ لهُ نظرة ذات بُعدين 
فـ البُعدِ الأول ينظر من خِلاله إلي الدنيا ،ويتأمل في الكون وطريقة إعمار الأرض بالعمل الصالح و إتقان الحَرفْ و الصِنَاعَاتْ التي تُعينَهُ علي التقدُم و الرُقِي.
و أما البُعْد الآخر فـَ ينظُر من خلاله إلي خالِقِ الكون فـ يتدبر كلام الله والرسل ،
و يتحصل بالعلوم الشرعية ما يعينه علي مَعْرفة العِبادات الصَحيحة وزيادة التقوي والورع في قلبه.
فأما مَنْ اكتفي بالبُعد الأول فُتِحَتْ له أسَبابْ الرزق في الأرض علي قدر سَعْيه ،لكن مصيره في الآخرة لا يعلمه سوي الله .
و أما من اكْتفي بالبُعدِ الثاني دُونَ العمْل بما تعلَّم ضَعُفَتْ هَمته و كَثُرت أخطائه.
لذلك مَنْ أرادَ النجاة في الدنيا والآخرة فعَليه أنْ يكُونَ نظرهُ ذو بُعدينْ 

(للدكتور جاسم سلطان من برنامج أنا والقرآن)