كثيراً ما نلاحظ هذِ الأيام وبشكل مؤسف انتشار ظاهرة الاقتداء بالغير ،فنجد شباب في ريعان شبابهم يقتدون بمن في مثل سنهم أو أكبر منهم ،و ينبهروا بكل ما يفعلوه لمجرد أنهم حققوا إنجازاً أو هدفاً عجزوا هم عن تحقيقه ،فيتسابقوا علي متابعتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ،فينشروا كل ما يكتبون ،و يؤيدونهم بكل ثقة ويتأثروا بكل أفكارهم ،وهذا يؤدي للأسف لـلتقليل من شأن أنفسهم ،و يتجهوا لفعل أشياء لمجرد أن شخصاً آخر فعلها ،و هو يعتقد أنه يريد أن يكون مثله.
بعيداً عن أحقية أن يكون لك قدوة تستمد منه جزءاً من معرفتك و يكون مصدراً موثوقاً ،لكن هذا لا يعني أن تهمل نفسك ولا تبحث جدياً بداخلك عما تحتاجه أنت ،فكل منا لديه ما ينقصه و بحاجة لإنماء نفسه في أجزاء معينة حتي يصل لحالة الاستقرار ويُكوّن لنفسه قاعدة من أساس متين تُمَكْنهُ من تحصيل باقي أنواع العلوم و المعارف التي ترفع من شأنه في نواحي الحياة المختلفة.
فحاول أن تجد ما ينقصك و تكمله و أن تحدد أهداف واضحة نصب عينك ،ويمكنك الاستعادة بمن ينير لك جزءاً من الطريق فمن سار وحيدا ضَّل ،لكن لا تكون تابعاً أعمي يسير أينما سارت القافلة بل امسك بزمام الأمور و أّنِر طريقك بأفعالك وهمتك العالية .