لقد ازدادت القيود من حولنا ، ونحن لا ندري ما الحل ، فتجد المجتمع يفرض ما يفرض من قيوده عليك ثم تأتي العادات والتقاليد لتحاصرك هي الأخري بقيودها ، ثم يأتي دور الاجتماعيات و العُرف ليُحكَمَ الحصار حولك ، فتجد نفسك في النهاية محاطاً بأسوار ورائها أسوار قد أحجبت عنك رؤيتك لنفسك تماماً ،و تصبح شيئاً فشيئاً جزءاً من القطيع الذي لطالما أقسمت وأنت صغير علي ألا تنضم له أبداً.
يتغير أسلوب تفكيرك بدرجة كبيرة و تجد نفسك مضطرباً ولست راضٍ عن كل ما حولك،فالمجاملات والتجمعات والمناسبات تفرض عليك الكذب والنفاق بحجة أنك تجامل الناس لتكسب ودَّهم،ولكنك تعود لتسأل: منذ متي صار الكذب هو السبيل للناس وأفئدتهم ؟
و سرعان ما يصدر داخلك صوت خفي قائلاً: كلا، ليس هذا ما قد تعاهدنا عليه منذ زمن ، لن نكذب لكي نبدو بصورة أفضل مما نحن عليه، لن نكون أناس زائفين لا قِيَمَ لنا .
فتبدأ رحلتك في تحطيم الأسوار من حولك و فك القيود التي أرهقتك كثيراً و قيضتك عن كونك أنت نفسك بطبيعتها و سجِّيتها التي نشأت بها، فمن اليوم لن نكذب و نختلق أحاديث لا صحة لها ، سنتكلم بمنتهي الصدق و الصراحة، سنكون لطفاء و رحماء فيما بيننا بصدق لا مجرد مظاهر اجتماعية فقط .