جريدة---



جلست في الركن البعيد ’’
من المقهى ’’’
احتسيت فنجان شاي عراقي خالص’’’
وتصفحت الجريدة ’’’
وفي صفحة منوعات اطلعت على قصتين--
القصة الاولى تتحدث عن مليونير خليجي’’
يملك من المال والذهب والقصور واليخوت ’’
مالايعد ولايحصى ’’
الاان السلطات الحاكمة وجدته منتحرا ’’
في حوض السباحة ’’
لاسباب مجهولة ’’’
كان لديه ثلاثة بنات متزوجات ’’’
الكبيرة زوجها لرجل مخمور طوال الوقت ’’’
والوسطى زوجها لتاجر مخدرات ’’’
أما الثالثة فقد تزوجت من لص محترف ’’’
الاولى قتلت في ظروف غامضة ’’’
والثانية هربت الى مكان مجهول ’’’
اما الثالثة فقد مضت الى مشفى المجانين----
القصة الثانية تتحدث عن رجل مسكين ’’’
يبيع السبح والمحابس في مركز المدينة ’’’
ولذيه ثلاثة بنات متزوجات ’’
الاولى تزوجت من عتال يعمل ليلا ونهار ’’
من أجل لقمة العيش ’’
والثانية تزوجت من امام مسجد ’’’
يقضي نصف نهاره في بيع الخضار’’
والنصف الآخر في العبادة والتبتل ’’’’
اما الثالثة فقد تزوجت من جندي مقاتل’’’
يرابض في الحدود الشمالية ’’’
من أجل سلامة وطنه وشعبه ’’’’
طويت الجريدة ’’’واحتسيت فنجان شاي آخر’’
وفكرت في حياة بعض الناس’’’
الذين يعيشون في صور غيرية ’’
حيث يستهلكون اوقاتهم في العبثية والفوضى ’’’
فلايسيرون في الطريق الصحيح ’’
ولايتخذون القرار السليم ’’
رغم انهم يمتلكون مالايمتلك غيرهم ’’
من المال والصحة ’’’
فيعيشون في سجن المادة ’’
ولكنهم لايشعرون بالسعادة ’’
ابدا لايشعرون بالسعادة ’’’
فيما هناك في الطرف المقابل ’’
اناس يعيشون في ظروف قاسية ’’
شظف العيش’’
وضآلة المال والموارد ’’
الاانهم يعيشون الحياة ’’
بكل دفئها ومسراتها ’’’
حتى انهم وهذا يحدث في الغالب ’’’
يحسدون على ما اوتوا من سعادة وهناء ’’
تركت الجريدة ’’
وتركت المقهى ’’’
وعدت الى البيت ’’وانا أحمد الرب ’’
على نعمة العافية ’’والفكر ’’والثقافة ’’’’’’’’’