في صغري كنت أخشى الموت كثيرا,,,
وكنت أغمض عيني,,,,
وانا أسمع جدتي وهي تروي لي قصص الذئاب,,
والسعلوات,,,اللواتي كن يخطفن الارواح,,,
كانت جدتي,,,ترفض ان نضحك
ودائما ما تقول بعد كل ضحكة “اللهم اجعلها ضحكة خير”,,,
في مدرسة الست “زبيدة”في كرخ بغداد,,,كنت أسمع معلمة التربية الاسلامية “الست سمية “تردد بين حين وآخر مقولة”ان الله لايحب الفرحين”,,كلما رأتني امزح واضحك مع زملائي في الصف,,,
حينما بلغت سن المراهقة ,,كان الجميع يتهجمني حينما العب كرة القدم ,,او,,عندما ادخل السينما ,,او,,,عندما اجلس قرب النهر اصطاد السمك,,,
فتلك الاشياء ممنوعة على الرجل,,,وعيب,,,والرجل خلق للعمل وحسب,,,
دخلت الجامعة ,,,وطردت عشرا ت المرات بسبب نكتة او مزحة بريئة مع الاستاذ-الاستاذة,,,او,,,مع زميلاتي,,,
في الجيش,,,كنت كل يوم انال عقوبة من الضابط,,او,,من نائب العريف,,,لانني كنت ابتسم دائما في ساحات التدريب التي لاتخلوا من
مشاهد ومواقف كوميدية ساخرة ,,,
كبرت ,,,واخذت اقرأ الكثير من الكتب ,,التي تتحدث عن العلاقة الطردية بين الحزن وبين الابداع,,,
وعرفت ان اكثر الناس ابداعا في الادب والفن والثقافة والرياضيات والكيمياء والهندسة هم المتعبون والحزانى في اعماقهم ,,,
مثلما عرفت السبب والدافع الحقيقي لكثير من المستعمرين والمستحمرين في اتباع نهج الوسائل القسرية وفرضها على الشعوب ليدب اليأس والحزن في نفوسها ,,,,
فالحزن,,,
واليأس,,,
والفقر,,,,
والبؤس,,,,,
هي مفردات اساسية ومهمة لاحباط وتجهيل تلك الشعوب وقتل روح الثورة بين جميع مكوناتها ,,,
الاطفال ,,,يخافون من رب الاسرة
التلاميذ,,,يخافون من المعلم
ومن مدير المدرسة ,,,,
الموظفون والعمال,,,يخافون من مدير الدائرة
او,,من المسئول الاقدم
الشباب,,,يخافون من المستقبل المجهول
النساء,,,يخافن من تقلبات الدهر وبشاعة الظروف,,,
فالخوف ,,,يفترسنا
في يقظتنا,,,
وفي أسرة نومنا,,,,,
ويمنعنا ,,,من الرقي
ومن ,,,التحرر
هذا الخوف,,,
الذي تقف خلفه ايادي وماكنات خبيثة ,,,
جعلنا ,,,,
“كغنم-بلا راعي –ولا-مرعى “,,,,؟؟