في منتصف الليل’’’
أخذ
ورقة وقلم ’’’وكتب اليها------
’’لم يتبق لي شيء’’’
’’خسرت جميع أشيائي’’’
’’خسرت نفسي’’
’’وخسرتك ’’’
’’’رغم أنني أحببتك بكل كياني’’’
’’ونذرت عمري لعينيك الجميلتين ’’’
’’الاأنني فشلت في الاستحواذ على قلبك’’’
’’لذا سأمضي بعيدا عنك ’’’
’’لكي تعيشي حياتك سعيدة ’’’
’’بعيدة عني’’’
’’سامحيني’’
’’ان طاردتك يوما’’
’’في الطرقات المبتلة بالمطر’’’
’’في الحافلات المتخمة بالشوق والحنين ’’’
’’امام بيتكم القابع في وسط المدينة’’’
’’أمام أبواب مدرستك ’’
’’التي مزقت ظهري جدرانها’’
’’لم تخلقين لي’’’
’’ولم أخلق لك ’’’
’’وداعا’’’’’’’’
وضع الرسالة في ظرف أبيض’’
بعدما ختمها -بسم العاشق’’’زهير الطفيلي’’’’
وفي الصباح بعثها على العنوان التالي---
’’البصرة-شارع العشار’’’
’’ص ١١٤-زقاق ١٠’’’
’’رقم المنزل ٣-٢-١’’’’
ثم توجه الى جسر الشهداء ’’’
ورمى نفسه في النهر ’’’
وقبل أن يغرق ’’’
جاءت دورية النجدة النهرية ’’
وأنقذته’’’’’’
ومن ثم نقلوه الى المستشفى ’’’
حيث استطاع الاطباء ’’’
من انتشاله من موت محقق’’’
في البصرة ’’’وصلت الرسالة ’’
الى معشوقته ’’زينة البصري’’’
ولما قرأت الرسالة ’’’
خنقتها العبرة ’’’وأخذت تبكي’’
بكل ما تمتلك من مشاعر ’’
وعواطف ثائرة ’’’
حتى أغمي عليها شوقا ووجدانا’’’
وفي المساء ’’’تسللت خلسة الى شط العرب’’’
ورمت نفسها ’’وهي تتحسر على عمرها الذي ضاع’’
بسبب تعصب أهلها ’’ومنعها من الزواج ’’’من ’’زهير الطفيلي’’’
وفي الصباح وجدوا جثتها ’’’على ضفاف الشط ’’’’
نهض زهير الطفيلي’’’من السرير ’’’
بعد ان تعافى ’’من وعكة الغرق ’’’
وقرر السفر الى البصرة ’’
عسى ان يلتقي بمعشوقته ’’زينة البصري’’
ولما وصل الى هناك ’’’
وجد سرادق العزاء قد نصبت ’’
على روح الغريقة ’’’
فشق ثيابه جزعا وحرقة ’’’
ولم يتوانى لحظة ’’حتى رمى نفسه ’’
في شط العرب ’’ولم تأتي دورية شرطة النجدة ’’
لانقاذه هذه المرة ’’’
وبعدما وجدوا جثته على الضفاف’’’
قرروا دفنه قرب قبر ’’زينة ’’’
فجمعا في موتهما ’’
وافترقا في حياتهما ’’’’’’’
ياللخسارة ’’’’’’’’’’’’’’