أنت الذي صنعت كل هذا بعالمك،

تلك المخاوف، وتوقعك الدائم للأسوأ، وإنجذابك لهذا النوع من الأحداث،

كن واعيا لأفكارك، وتوقف عن التفاعل معاها،

إصنع أفكارا جديدة أكثر تفاؤلا، وتقديرا، وإمتنانا،

ستجد الكثير في عالمك، ما يسمح للسعادة أن تنبثق بطاقتها بداخلك، وتكبر شيئا فشيئا،

توقف عن التفكير في الماضي والمستقبل،

عد بفكرك للحظة الحالية،

لكل مايوجد حولك في الأن،

أشعر به بأعماقك، بكل خلية داخل جسدك،

أن يكون فكرك وقلبك وجسدك حاضر في الأن،

يشعر بالحاضر، ومنغمس به، ومنسجم، ومتناغم معه،

للحاضر قوة في التوليد، والتجديد، والتشافي،

الماضي قد ولى، وماسيأتي فلكل حادث حديث،

من السهل جدا أن يشعر الإنسان بالرضا في أوقاته السعيدة،

لكن القوي من يستطيع زرع بذرة الرضا في قلبه حتى بأشد الأوقات صعوبه،

ليس الرضا بالشدائد من ميتة القلب، والبرود، وعدم الإحساس،

بل هي رقة قلب، وإحساس، ويقين، وإيمان بالخالق بأنه أفضل الرازقين، وهو المدبر، والحكيم في أمره،

هي قوة، وتسليم، ورجاحة عقل، في معرفة إتزان الحياة،

ومعرفة سيرها، وتتابعها، بين العسر واليسر،

وتأدب في إستقبال أقدار الله، من معبود لخالقه،

ويقين بأن من خلقك، وحفظك، قادر على إكمال ما بدأ به،

وأنه يدبر أمرك لحكمة، ولخير، حتى وإن جهلته،

تكرار ذات المواقف في حياتك لربما لأنك لم تفهم الرسالة من الموقف،

فيتكرر عليك لأنك بحاجه لفهم أمر ما،

أو لأنك تحتاج بإستمرار لوجود هذا الموقف بحياتك،

لا شيء يحدث عبثا في حياتك،

لا الأشخاص ولا الأحداث ولا شعورك،

كلها تحمل لك رسائل ومعاني لتفهمها،

بدلا من إنشغالك بالرفض والألم،

جرب أن تفهم ما الرسالة وما الحكمة،

ما الشيء الذي لابد لي من تعلمه وتغييره،

ماهو الشيء الذي أحتاج إليه من خلال ما حدث،

في كل تجربة تمر بها إجمع من خلالها ما تستطيع من النتائج، والرسائل، والخبرة،

إفهمها، تمعن بها، حللها، فككها،

هذي هي التجربة الحقيقية، الجيدة، الناجحة

التي تساعدك أكثر في النضوج، والنمو، والمعرفة

والأهم أنها ترفع من جودة شعورك، وفكرك، في التعامل مع الحدث، أو الشخص، 

بدلا من الرفض، أو الألم، أو حتى السعادة بلا معنى، 

ليكون شعور إيجابي، ذو معنى، وذو رسالة، 

لأن حتى المشاعر الإيجابية، قد تكون مجرد إستنزاف،

لا قيمة لها،

ستدرك جيدا في ممرات الحياة أن الهروب وحده، مايعيدك لذات البقعة الصغيرة التي هربت من مساحة شاسعة من أجلها،

تريد توصل لك رسالة بأنك قد تجدني في كل مكان، حتى تنظر إلي، وتقترب مني، وتفهمني،

أنا هنا نقطة ضعفك، وجهلك، وتوقفك، 

إن تعلمت كيف تتعامل معي، سأكون لك نقطة قوة، وعلم، وإنطلاقة،

إن أمتلكت القوة لخوض الرحلة معي، والإمساك بي،

أعلم بأنك تبغضني، وتنظر إلي بأني أفسد عليك حياتك،

ولكن حين تغير المعنى، وتبدل نظرتك إلي، وتعيش رحلتك معي بمعنى أخر، وترى النتائج،

ستحبني، وستمتن إلي، وأكن نقطة التحول التي غيرت حياتك للأفضل.