اليوم العالمي للصحة النفسية ١٠ أكتوبر

النفس البشرية التي بداخل الإنسان، تُسر وتحزن وتتألم وتشفى، وتصاب بأمراض وتتعافى، وتتلقى الصدمات النفسية والعاطفية والإجتماعية والإنتقالية، تبتهج وتتفتح وتتورد وتضيق وتكتأب، قابلة للأخذ والعطاء، والإستمتاع والإمتناع، يستطيع الإنسان أن يهذبها ويوجهها للمبادئ والقيم وحسن الأخلاق، أو أن تضيع خلف كل ما ترغب به دون تقيد و إمتناع وتقييم، كل هذه المؤثرات الإيجابية والسلبية والظروف ومراحل الحياة تؤثر عليها إما إيجابا أو سلبا فتتوهج وترتفع أو تنتكس وتنخفض، لذلك وجب الإنتباه لها ومراعاتها ومداراتها والتعلم في كيفية إدارة النفس البشرية ومعرفتها ومداواتها والتشافي من أمراضها، بداية لا ينبغي أن تعطى للنفس كل تريد فهناك ما ينفعها وهناك ما يضرها، والإنسان في طفولته يركض خلف رغباته دون تفكير أو وجود مبادئ، وهنا يكون دور الأم والأب أو المربي في وضع الحدود والحواجز والمبادئ والقيم، وتحديد ما هو المسموح به أو غير مسموح به، وحين يكبر الإنسان يأتي دوره في تحديد هذه المبادئ والقيم وإدارة الرغبات، وكل ذلك يؤثر على النفس وصحتها أو إعتلالها، في تحديد هذه المبادئ وكبت الرغبات وطريقة حلها، أو إن كانت هذه المبادئ خاطئة أو ما سمحت به كان من غير الصواب، هناك عدة مؤثرات قد تؤثر على النفس مثل الإنسان نفسه وطباعه وشخصيته وسلوكياته وأسلوب حياته المتبع، ووظيفته أو عمله وثقافته، وعلاقاته وظروفه المحيطة به، حتى علاقته بالدين وربه تؤثر على نفسه وشعوره ومدى رضاه عن الحياة أو شعوره بتأنيب الضمير بسبب تقصيره بالجانب الديني، الجانب الروحاني وإمتلائه يؤثر بشكل مباشر على النفس وجودة الحياة وقدرته على السعادة والإستمتاع وتقبل الأقدار بخيرها وشرها والصبر عليها لأنه يعلم يقينا بثواب الصبر ما يخفف عليه من الأقدار المؤلمة، الصلاة تؤثر على الشعور بشكل إيجابي والتأمل بما خلق الله وتدبر الأيات وتحقيق الخشوع لله، جودة العلاقات وخلوها بشكل كبير من الخلافات، تحقيق التوازن في الحياة والنشاطات المختلفة والتقبل والرضا والسلام والتسامح، الصحة النفسية، يسعى لها الإنسان بأفكار بناءة وليست هدامة، بسلوكيات صحية وعلاقات جيدة، وإختيارات سليمة، وخطوات للعلاج، والتشافي من الماضي ومن الألم، لتحقيق الراحة والمتعة والسلام، قد يستطيع الإنسان نفسه أن يبدأ مع ذاته ولوحده خطوات للعلاج والتشافي وتصحيح المعتقدات وتبديلها وتقويم سلوكياته وتصحيح مسار العديد من جوانب حياته لوحده في كثير من الجوانب وقد يقف عاجزا عن مساعدة ذاته بنفسه في بعض الجوانب أو النقاط قد يساهم في سد هذا النقص من خلال القراءة والتعلم أكثر أو طلب المساعدة من أحد المختصين، إضافة إلى أن هناك حالات شديدة قد يكون من الأفضل المبادرة للمختصين لطلب العلاج، من طرق الوصول للصحه النفسيه هي السماح، السماح عن الذات وعن الأخرين، لتحقيق الإتزان والصفاء والتقبل والإتساع، لا يمكن لقلبك وفكرك أن يمتلأن بالجمال والصفاء في عمق يملأه الحقد وتأنيب الضمير والمشاعر السلبية والأفكار العدائية، سامح من أجل صحتك النفسية ومن أجل جودة حياتك وتحقيق الإتساع والوفره والإزدهار، كل ما مضى مضى ونحن وليدين للحظة الحالية، الإنسان كائن متغير متطور، وعبر السنوات يتغير وينضج ويتعلم أكثر وتتغير مفاهيمه وأسلوبه في الحياة وطريقته، فلا يصح أن ننقل الماضي وأحقاد الماضي وأخطائه في زمن قد ذهب وهي كانت نتاج ضعف وعي وضعف ثقافة وعدم إجادة تصرف حسب ما كان متاح في السابق، إن أدرك الإنسان أنه بإمكانه زرع ربيعا أخضرا في زوايا روحه وقلبه وفكره، وأستأنس ببساتينها وزهورها ورونقها، عرف لذة الحياة وجمالها، ونال شيئا من الإكتفاء والسلام والحب والسعادة، فالأفكار بذرة والمعتقد جذور والشعور أشجار خضراء يانعة والسلوك ثمرة مثمرة حلوة المذاق إن أحسنا نباتها وبذورها، كل الأفعال الصغيرة الرائعة تحمل عمقا يجعلنا من خلاله أن ننمو بحب وجمال لأفعال كبرى رائعة، وكل عمل مهما صغر أو كبر جيد يؤدي لجودة حياتنا وسعادتنا وصحتنا النفسية والفكرية وتحقيق الراحة والإستقرار والسلام في الحياة، ولأن الوقاية خير من العلاج، فنبدأ مبكرا لحل التراكمات والمشاكل من بدايتها قبل أن تتكور أكثر فأكثر فتصبح كرة عملاقة تحتاج لوقت وجهد أكبر في حلها.