بسم الله

حياتي ما بين النهر والورد

كلما مر بي خاطر أو حادث .. كلما تجلى لي موقف .. ما إن أتخذ قرار ..

 كل ما يتعلق بحياتي .. أجدني لا أخرج من أن أكون نهرا أو وردا ..

Image title


,, النهر ,,

ما أجمل انسياب النهر وجريانه .. يمضي بثبات .. يجري متجاوزا كل الصعاب .. لا يهتم إلى أين سيذهب.. يستمتع برحلته ..

النهر .. كريم معطاء .. يزين ما بحوله فيكسوه الخضار والجمال .. يسمح للكائنات أن تعيش به و أن تشرب منه .. يجري هادئا متمردا ناثرا للحب ..

النهر لا يعرف المقاومة .. ولا يجاهد في طريقه إن صدت له الحجارة .. بل يتبع أسهل طريق وأيسر ممر وأقرب مخرج ولا يبالي .. وثقي يا تلك الحجارة الصامدة أمام سريان النهر أنك ستهلكين مع مرور الوقت .. فماء النهر كفيل بإحلالك لأصلك وإزالتك .. بهدوء ..

النهر .. لا تستطيع أن تضع قدمك فيه مرتين في نفس المكان .. فهو يتجاوزك .. حتى وإن اعتقدت أن فيه ثبات .. فلا يسمح لك حتى يثبت لك جريانه ..

النهر .. أحيانا .. يعجب بنفسه .. فيتمرد وتزيد به الثقة .. ليخبر الجميع أنني موجود .. وخطير .. ولو اقتربت مني لكانت النهاية .. يعبر عن ذلك بشلالات عظيمة .. وفيضانات هائجة .. وسرعة جريان مذهلة .. وفي كل أحواله تلك يبقى له جاذبيته وجماله .

النهر يرفض أن تسميه بحرا .. أو بحيرة .. ويغضب إن أطلقت على جزء منه مستنقع أو ماء راكدة ..

النهر جميل وجميل جدا .. يكفيني منه عطاؤه اللامحدود للأرض .


,, الورد ,,

وإن لم أرى حياتي كالنهر .. فهي كالورد ..

ومن منا يكره الورد ..

الورد لا يهتم لأحد .. ولا يزين حاله ليطلب الثناء .. مع كل صباح يفتح زهره دون ملل ..

 كل صباح .. شاهده أحد أم لم يشاهده .. ينمو وينمو ..

الورد .. يفاجئك بتنوع أزهاره .. واختلاف ألوانه .. وروعة روائحه ..

الورد .. يحمل شيئا من الشوك في أغصانه .. لأنه لا يرضى لأحد أن يمس كيانه .. أو أن يزعزع اطمئنانه ..

الورد .. ما إن تقطفه يد خاطفه .. يخبرك بأن له الحق في الوجود والاهتمام .. فإن لم تفعل ذبل ولكنه لا يموت ..

الورد .. حتى وإن ذبلت أوراقه .. يتجفف ويخرج بمظهر أحلى وأجمل .. يرفض الموت والاندثار ..

الورد لغة المحبين .. ورمز الحب الخالد .. عربون تصفية وسلام ..

الورد جذاب وفاتن لذاته وبذاته ..


ويبقى أن أقول : ما أجمل من حياة كنهر تزين بورد على جنباته ..
فلا النهر يمل أن يحافظ على جمال الورد ولا الورد يمل من النهر أن يغذيه ..


                                                                                                           انتهى ,, عادل عواض ..