حمقى -------



جلس ثلاثة أشخاص في المطعم ’’’
الواقع في جنوب العاصمة ’’’
ألاول في الأربعين من عمره ’’
يرتدي بدلة زرقاء بربطة عنق مارونية ’’’
والثاني في الخامسة والثلاثين من عمره ’’’
يرتدي بنطال أبيض وقميص نصف ردن أزرق ’’’
والثالث يبدو في الثلاثين من العمر ’’
يرتدي بنطال كابوي أزرق ’’’وتشيرت برتقالي ’’’’
الاول طلب صحن رز عنبر ’’’
مع نصف دجاجة ’’’ذبح محلي ’’’
والثاني طلب سمك مشوي مع سلطة بالخضار ’’’
أما الثالث ’’فاكتفى بكوب من الشاي ’’
وسيجارة بن سن طويل ’’’’
قال الاول----
الحرب العالمية الثالثة ’’
على الابواب ’’’
واذا ما حدثت ’’’
فانني لن استطيع المجيء الى هذا المطعم ’’’
لتناول رز العنبر ’’والدجاج المحلي ’’’’
وسوف أجلس في البيت ’’’أقرء روايات جوزيه سارا ماغو ’’’
وقصائد الماغوط ’’’
حتى تنتهي الحرب ’’’
قال الثاني--
اذا ما حدثت الحرب ’’’
فانني سالازم المسجد ’’’
أتعبد كالصوفية ’’’
وأرتل القرآن ’’’
حتى تنتهي الحرب ’’’’
قال الثالث-----
لاأعتقد ان هناك حربا ستكون ’’’
فالدول الكبرى رغم انها في العلن ’’
تخوض صراعات سياسية واقتصادية ’’’
الا انها متفقة على سلام دائم ’’’فيما بينها ’’
لكنها عازمة على التهام الدول الصغيرة ’’’
وتقسيمها الى ممتلكات خاصة ’’’
قال الاول-------
الحرب قائمة شئت أم أبيت ’’’
وبالنسبة لي ’’فقد أمضيت الاسبوع الماضي ’’’
في شراء اواني الغاز ’’’
واكياس الرز ’’
واكياس الطحين ’’’
واكياس العدس ’’’
وكذلك أكثر من مائتي صندوق من اقداح الماء ’’’
ودجنت أكثر من الفي دجاجة في الفناء الخلفي ’’
كما أنني سمحت لزوجتي بالذهاب الى جارتها الجنوبية ’’
لكي تتعلم فن اعداد الخبز في التنور الطيني ’’
الذي وضعته في سطح المنزل ’’’’’’
قال الثاني--
اما أنا فلم اتعب نفسي كثيرا ’’’
بعدما تلقيت دعوة مباشرة ’’
من شقيقي الاكبر ’’’
الذي يمتلك أكثر من عشرة دوانم ’’
في الريف الشرقي ’’’
وهناك ما لارأت عين ولاخطر على بال أحد ’’’
من الثمار ’’
ولحوم الابقار’’’
ولحوم الغنم ’’’
ولحوم الدجاج ’’’
اضافة الى وجود اكثر من خمسة جداول خضراء’’
من الماء العذب ’’’’
فاذا ما حدثت الحرب ’’
فاني وعائلتي سنكون هناك في مأمن ’’’’
قال الثالث------
لاحرب ولاهم يحزنون ’’
لقد خططت مع عائلتي ’’
للسفر الى شمال تركيا ’’
حيث الغابات الجميلة ’’’
وسحر الشلالات ’’
والهواء العذب ’’’
واذا ما وجدنا تكاليف السكن هناك ’’رخيصة ’’
فاننا سوف نبقى هناك ’’’للابد ’’’’
قال الاول---
الحرب قائمة لامحالة ’’’
قال الثاني----
نعم ’’وربما سيفنى نصف العالم ’’’’
قال الثالث--
ليس هنالك حرب ’’’
أنتم واهمون ’’’’
قال الاول ----
ربما في الشهر الاخير من هذه السنة ’’’
ستكون هناك حرب’’’
قال الثاني----
الحرب تأكل الاخضر واليابس ’’’
قال الثالث------
لن تحدث الحرب ’’’’’
بعد انتهاء وجبة الطعام ’’’
اسرع الاول ’’ليدفع الحساب ’’’
اعترضه الثاني ’’’
واخرج المال من جيبه ’’’
وقبل أن يسلمه الى مدير المطعم ’’’
سارع الثالث ’’’ووضع المال في يد المدير ’’’
رفض الاول ذلك ’’
ورفض الثاني ذلك ’’’
وأصر الثالث على دفع المبلغ ’’’
احتدم النقاش ’’’
وبدأ يأخذ منحى آخر ’’’
وصل الى تدافع بالايدي اولا’’’
ثم تطور الى رفس ولكمات ’’’
فاضطر مدير المطعم ’’
الى الاتصال بالرقم ١٠٤’’’
جائت دورية الشرطة ’’’
وأخذتهم الى مركز المدينة ’’’
وكان الضابط المسئول عن المركز ’’
في اجتماع طاريء ’’مع محافظ المدينة ’’’
فنزل الثلاثة ضيوفا على سجن المركز ’’’
وهناك ’’’
قال الاول--------
اذا بدأت الحرب ’’’
فاني ساكون جنديا في الجيش ادافع عن ارض الوطن ’’’’
وفال الثاني------
أما أنا فساتبرع  بكافة ممتلكاتي للمجهود الحربي ’’’’
وقال الثالث------
اذا خرجت من هذا السجن ’’’
فلن اخرج معكم ابدا الى المطعم ’’’’
بعد ساعة دقت طبول الحرب ’’’’
جاءت طيارة حربية من مكان بعيد ’’’
وقصفت المركز ’’’
فمات الجميع ’’’باستثناء ضابط المركز ’’’
الذي كان في اجتماع طاريء ’’
مع السيد المحافظ ’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’