يضعف الإنسان، ويتألم، وتتغير تعابير وجهه،

حين يعتقد أنه مسؤول عن حياته،

القادر على إيجاد إيجابياتها، وإزالة سلبياتها، وزيادة الخير لنفسه،

ويقوى، ويطمأن، ويزداد إنشراحا، ونورا، وبركة، حين يسلم أمره لله،

ويعتقد يقينا، وإيمانا، أن هناك قوة أكبر منه، ترعاه وتحفظه، وترزقه، وتدبر أمره،

حين يؤمن بأن كل ما أوتي من فضل الله عليه، فيشكر، ويحسن، ويمتن للمعطي،

فلا يثقل بهذا الحمل الثقيل على ذاته التي لا تقواه،

ويكن على وعي أنه غير قادر على رزق ذاته،

إنما هو يسعى بأمر الله، ويطلب الرزق، ويبذل الأسباب،

ولكنه غير قادر على تحصيل النتائج ما لم يأذن الله ويشاء،

تتعدد إختبارات الله لنا، وتختلف أقداره،

في كل مره تكون في إختبار من الله، جرب أن تنجح في هذا الإختبار،

جرب أن تصبر، وترضى، وتسلم إليه، وتلجأ إليه، وتدعوه،

جرب أن تكون راضِ تماما، دون رغبة في التغيير، أو التعديل، وفقا لهواك، وللحدث الذي تود أن يحدث،

تقبل القدر كما جاء، كما أنزله الله، وكتبه، ودبره،

بدلا من إنغماسك بالألم، والحزن، والغضب،

جرب أن تفهم الحكمة من الحدث، 

ماهي رسالة الله لك من خلال هذا الموقف أو الشخص؟

كيف سيساعدك هذا الشيء في حياتك المستقبلية؟ كيف تتصرف؟

لا شيء يحدث عبثا دون هدف،

كل شيء يحدث سواء إيجابي أو سلبي، لأنك محتاج أن يحدث، 

يحدث كل شيء ليوصلك لشيء،

بدلا من تذمرك من الشيء السيء، ورفضك له،

جرب أن تفهم ما الشيء الجديد الذي عليك فهمه وإستيعابه؟ 

ما هي رسالة الله لك من خلال هذا الشخص أو الفكرة أو الحدث؟

تساءل ما الشيء الذي أوصلني للشخص الذي أكونه الأن؟ التجارب الصعبة، الإختبارات، الإبتلاءات، 

إذا هل كانت سلبية بالمجمل؟

أم أنها أحتوت على الخير الكثير؟

وساعدت في تطويرك كإنسان؟

وتغير حياتك للأفضل؟

وزيادة خبرتك؟ 

ماذا إن لم توجد في حياتك الإبتلاءات؟

كيف تتخيل شكل حياتك يكون؟ 

ماذا لو لم توجد في حياتك الهبات الإلهية؟

من الجمال واللطف والرزق والرحمة واليسر؟

وكانت كلها إبتلاءات وعسر؟

ما أوجد الله في حياتنا العسر واليسر إلا لحكمة،

ليخلق الإتزان داخلك وفي حياتك،

وجود العسر واليسر يجعلك في حالة إتزان،

الإنفتاح والإنغلاق،

جرب أن تكون منفتحا على الحياة مستقبل قدر الله وتدبيره لك ولأمورك وحياتك،

بدلا من توقع ماذا سيحدث لك والتخطيط الدقيق،

بدلا من تخيرك للمشاعر التي تود أن تشعر بها والعلاقات التي تريدها والمواقف،

جرب أن تعيش بلا توقع،

وتنفتح لإختيارات الله لك، وأن تتصل بها، بدلا من رفضها، والإنغلاق تجاهها،

كل موقف، كل شخص، كل طبع سلبي ماتحبه بالطرف الأخر،

هو رسالة من الله إليك، وقدر، وتدبير منه لحياتك، بالإنفتاح إتجاهه، وإستقباله، تفتح بابا أخر على ذاتك، يحمل لك الخير، والنمو،

وبإنغلاقك تجاهه، وعدم إستقباله، تغلق على ذاتك، وتربطها بإختياراتك، وتسلمها لتدبيرك،

والله أرحم منك بنفسك، وأرئف بذاتك منك،

هو الحكيم اللطيف الخبير المحيط،

هو العالم بالحكمة من تسخير هذا الموقف وهذا الشخص وفي هذا التوقيت في حياتك.