التقينا في المكتبة المركزية ’’
التي
تقع في وسط المدينة ’’’
كان يبحث في مجر كتب الفلسفة ’’’
وكنت أبحث في مجر كتب التاريخ ’’’
كنت اتوقع ان يحادثني ’’
وما كان باستطاعتي ان احادثه ’’
مخافة ان لايعرفني’’
او حتى لايذكرني ’’’
أخذ كتابه ’’ومضى يجلس في الركن الايمن الخلفي’’
من صالة المطالعة ’’
بينما وانا الزبون الاقدم للمكتبة ’’’
شبكت كرسي بيدي ’’’
وخرجت الى حديقة المكتبة ’’
حيث مكان جلوسي العتيق’’
تحت شجرة السدر الطيبة ’’’
وبعد ساعة ونصف من المطالعة ’’
رأيته يخرج من المكتبة ’’
حذرا ومحاذرا ’’ان تقع عينه في عيني ’’
فيصاب بالاحراج والخجل ’’’
اسرعت بالكرسي الى الداخل ’’
وسلمت كتاب التاريخ ’’
الذي يتحدث عن الدولة الفاطمية ’’’في مصر ’’
الى السيدة ’’أم فرح ’’’-
وخرجت مسرعا وانا أعض اصابع الندم ’’
لانني لم أبادر الحديث معه ’’
خاصة وانني قد قضيت معه أجمل ايام عمري’’
في قسم اللغة العربية ’’جامعة كربلاء ’’
في بداية الالفينيات ’’’
حيث كان يجلس معي ’’في نفس الرحلة ’’
وكنا الافضل ’’والاشطر ’’بين الطلاب ’’’
وكنا دائما ما نعترض على الاساتذة ’’
ونصحح لهم الكثير من المعلومات ’’
خاصة في مادة التاريخ وعلم النفس ’’
والنحو ’’---
ورغم انه كان يكبرني بخمس سنوات ’’
الا انه كان يعا ملني كشخص ند له ’’
وهو مفصول من الكلية العسكرية ’’
بسبب عدم انضباطه للتعليمات ’’’’
قلت انني خرجت مسرعا لابادره الحديث’’
لكنني لم أجد له اي أثر يذكر ’’
سألت بواب المكتبة ’’
فأجابني----انه لم ير أحدا يخرج من المكتبة ’’
ذهبت الى مركز المدينة ’’
حيث كان لنا زميل في نفس الصف ’’
اسمه محمد الحسيني ’’’
وبعد السلام والتحية ’’
واستذكار الايام الجميلة في جامعة كربلاء ’’’
سألته ان كان يعرف شيئا عن زميلنا ’’
سعد الشمري ’’’الضابط المفصول من الكلية العسكرية ’’
والذي درس معنا اللغة العربية ’’في نفس الجامعة ’’
فأجابني -بعد ما أطرق رأسه الى الأرض ’’
-لقد مات في حادث سير ’’’بين طريق كربلاء بغداد ’’’
وتحديدا في قضاء المسيب ’’’
حدث هذا قبل اربعة سنوات ’’’’
ولكن ما الذي ذكرك به ’’’’’’’
لم أحر جوابا ’’’ودعته على عجل ’’
ومضيت مسرعا الى حي سيف سعد ’’
حيث كان يقطن وعائلته هناك ’’’
طرقت الباب ’’فخرج لي شاب بعمر العشرين ’’
وسبحان الله كان يشبه اباه الى حد بعيد ’’
فسألته أين أباك -----
قلت--انا زميله في الجامعة ’’
واسمي مهدي العامري ’’’
فقال--------
اه ’’لقد مات أبي قبل اربعة سنوات ’’’
ما الذي ذكرك به ؟؟؟؟؟
لقد رأيته اليوم --------في في في------
فقال ماالذي رايت ياعم --؟؟؟
فاجبت ----لا لا لاشيء-----
انا اسف ---البقية في حياتكم ------
ثم ودعته على عجل -------ورجعت الى المكتبة المركزية ’’’
وسألت ---السيدة مديرة المكتبة ’’ام فرح ’’
-ارأيتي الشخص الذي كان طلب كتاب الفلسفة منكم--
وذهب هناك في الركن الخلفي الايمن ’’من صالة المطالعة ’’
وخرج من المكتبة ’’بعد مرور ساعة ونصف ’’’
فاجابت مذهولة ---
لا لم اره ’’ولم يكن بخاطري ان شخصا ما جاء الى المكتبة ’’
وطلب مني كتاب فلسفي’’وذهب هناك الى الركن الخلفي الايمن ’’
من صالة المطالعة ’’واذا اردت التاكد فعليك سؤال بواب المكتبة ’’
أطرقت رأسي معتذرا ’’’وعدت الى صديقي محمد الحسيني ’’
وسألته ان كان يعلم اين هو القبر الذي دفن فيه جثمان صديقنا الراحل ’’’
فأجابني------
في المقبرة الجديدة ’’’’’’’’’
فطلبت منه ان يأخذني الى هناك بسيارته الصالون ’’’’
ولما وصلنا القبر ’’جلست قربه ’’’
تذكرت ايامنا الجميلة ’’وبكيت ’’لأن أحدا لايسعه أن يصدقني’’
أنني رأيته في المكتبة ’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’