بقراءة متأنية في كتاب بعنوان "نساء السلام" يستعرض لمحات سريعة عن حياة النساء اللاتي حصلن علی جائزة نوبل للسلام حيث يسلط الضوء علی نشأة كل إمرأة منذ طفولتها و أهم العوامل و المواقف التي أثرت في حياتها و شكلت منعطفا رئيسيا بمسيرتها..

العامل الرئيسي المشترك لتلك النسوة هو معاناتهن الصادقة في ظل الظروف التي أحاطت بهن ،فلكل إمرأة قصة لابد أن يقف عندها الإنسان و يستقي منها العبر و يستلهم منها أحاديث النجاح . 

لم تكن كل منهن متنعمة و تعيش حياة صافية من الكدر و الضيق لتعتلي عرش السلام ،بل كان نضال حقيقي لنشر قيمه ،كل إمرأة منهن اختارت هذا الطريق الوعر لإحساسها العميق بإيمانها و قدرتها علی إحداث تغييرا بمجتمعها الذي يعاني..و لأن المرأة  في تكوينها هي أقرب للسلام و للعطاء فهي الأقدر علی فهم ذلك و نشره بأساليبها المتعددة ..

كل إمرأة منا لها حكاية سلام في حياتها بل نحن من يكونه و يصنعه و ينشره بالرغم من العقبات و الصعوبات و الإعتراضات و ضعف الإمكانات إلا أنه لا تزال المرأة حمامة بيضاء تحمل السعفة و تضعها بكل حب في الأماكن المقفرة فتتحول إلی حقول ياسمين و مروجا خضراء  ..

فليخبرني أحدكم عن بيتا هجرته أما أو زوجة أو إبنة ، كيف هو حاله ؟هل به من الحياة روح؟

هل لايزال الحب رفيقا له أم أسدل ستاره؟ و كيف هي صباحاته هل تملأها الروائح النفاثة الزكية ،رائحة الخبز و القهوة و روائح الحياة ؟

هل مساءاته مزخرفة و عذبة و دافئة ؟ هل تفاصيل يومه زاخرة بالجمال و الأحلام والضحكات العذبة ؟

هل تملیء بيته صناديق الزينة المملوءة بعقودا من اللؤلوء و قصاصات الذكريات و المرايا العتيقة ..

هل تخبيء جدران بيته ثرثرات النساء و وضحكاتهن و أسرار للجارات و الصديقات..

سأدع أفكاركم هي التي تجيب ..لتفكر و تتأمل في معنی السلام دون المرأة ..ليراجع كل من أساء للمرأة نفسه مليا..و ليعلم بأنه قد أساء للسلام ..

وسمح لنفسه بالعيش في حربا هو أوقدها..

فتأمل يامن أساءت للحياة ..هل لديك المقدرة علی العيش بهناء و حمامتك مجروحة ؟

إن كنت قادر علی التعايش فأقول لك راجع إنسانيتك فلست بخير .

إلی كل أمرأة بالعالم..

أنت حكاية سلام و أنشودة فرح ..