الحرية بالفكر ليست لها قيود فأنت حر بما تفكر و فيما تفكر و حر بما تكتب و تقرأ و تعبر و لن يكون هناك قيود إلا حينما تفرضها أنت.
ولكن هناك حرية مشروطة ، حرية الأفعال لأن ردود فعل هذه الحرية مرتبطة بما حولك فأنت جزء من مجتمع و لابد أن تحترم ولو جزء من قوانينه علی الأقل .
مادعاني لكتابة هذا الموضوع الذي اعتبره جدليا تطاحنت عليه أمم و حكومات هو بعض الممارسات التي لمستها في مجتمعي مؤخرا ولاحظت بأنها تلقی قبولا اجتماعيا عند فئة و رفضا عند فئة قليلة ..
انتشر مؤخرا مقاطع فيديو لشخصيات هامة وهي في مناسباتها العائلية الخاصة جدا و مقاطع أخری باجتماعات للعمل صورت بطريقة سرية وسريعة ومن ثم نشرت للملأ ومما يتضح بأن من قام بتصوير هذه المقاطع هم من الأشخاص الذي تم الوثوق بهم من مسؤولين و موظفين و أجزم بأنهم علی إطلاع تام بعواقب ذلك الفعل وماقد يحصل له جراء مخالفة قوانين صريحة ..
كما تردنا مقاطع عائلية خاصة لعموم الناس صورت ولم يرغب أصحابها بنشرها بين الملأ
و لكن.. أنها الحرية التي أسيء فهمها عند الكثير من الأفراد ..
و أنا اتساءل هنا ..
هل أنت فعلا حر ؟
لتحمل جهازك الصغير و تخفيه بين طيات ثيابك و تلتقط اللحظات الخاصة للناس وتنشرها لأصدقائك لتفوز بلقب المواطن الصحفي ؟
هل أنت حر ؟
عندما تكون أحد الموظفين الذين نالو الثقة لتكون قريبا من حدث مهم و بعدها تسلط كاميرتك لتصوير ورقة مهمة لتفوز بين أصدقائك بلقب صاحب السبق الصحفي..
هل أنت حر ؟
في إفشاء الأسرار و هتك ستر إنسان ألقي القبض عليه ستره الله و أتيت أنت وأشعت بصورته أمام الملأ لتوثق بأنك كنت هناك في قلب الحدث ..!
أجب عن ذلك .. ولاتنسی أن تجيب عن هذا السؤال الهام ..
ماذا سيكون ردك حين يكتشف أمرك و خيانتك للثقة ..
و أنا أتساءل هنا ..
هل يعي أفراد مجتمعنا معنی الحرية المسؤولة ؟
كيف يمارسونها و يتعاملون معها ..أم أننا نواجه أزمة أخری بمفهوم الحرية ..تنضم بذلك إلی قائمة أزمات أخری كالإختلاف و الحوار و الحقوق ..