مستأجر----



في فترة من فترات حياته العصيبة ’’’
استأجر بيتا مساحته ’’خمسون مترا ’’’
غرفة صغيرة ’’’
وصالة أصغر ’’’
وحمام ومطبخ ’’’
بمبلغ مائتان وخمسون الف دينار’’عدا ونقدا ’’’
وكان يعمل أجيرا في احدى دكاكين البقالة ’’’
وبأجر يومي لايتجاوز مبلغ الخمسة عشر الف دينار ’’’
ولديه أربعة أطفال ولدان ’’’
وبنتان ’’’’
في أول شهر ’’ساعدته أمه رحمها الله ’’’
في دفع الايجار ’’’
وفي الشهر الثاني ’’اضطر الى بيع مكتبته ’’’
الى تاجر الكتب’’طه الربيعي’’’
بمبلغ مائتا الف دينار ’’’
رغم انها كانت تساوي اضعاف هذا المبلغ ’’’
بعدة مرات ’’’
خاصة وانها تضم ديوان المتنبي’’’
وروايات دستوفكسي’’’
والبرتوا مورافيا ’’’
وقصص عبد الستار ناصر ’’’
ومجموعات فلسفية كاملة ’’
لكل من نيتشة ’’’
وجون بول سارتر ’’
وديكارت ’’’
وشوبنهاور ’’
اضافة الى رباعيات الخيام ’’’
وعرفانيات ابن العربي ’’’
وأشعار الرومي ’’’
وصوفيات الحلاج ’’’’
وغيرها ’’من كتب الشعر ’’
والفلسفة ’’’
والمنطق ’’’
وكتب التراث ’’’
وطوال سنة ونصف ظل يعاني ’’
في رأس كل شهر ’’’
حتى تكاد تزهق روحه ’’’
ليستطيع تدبير الايجار ’’’
وكلما تذكر هذا الأمر ’’’
كلما أخذ يبكي كالطفل المفطوم ’’’
خاصة حينما ينظر صورة أمه ’’
المعلقة على الجدران ’’’
ومكتبته الفارغة تقريبا ’’’
من أجمل الروايات والدوواين والقصص’’’’’’’’’