اللون الرمادي، أو اللون الأسود القاتم،
حين يتساوى كل شيء مع بعضه البعض،
ولا توجد فروق بين الإختيارات،
حين يغيب الشغف، وتغيب المتعة،
ويصبح كل شيء باهت في صورته،
يفقد ألوانه الزاهية المبهجة في عينيه،
تغيب في داخله لهفة الحياة،
وتندثر في قلبة نبضة الحماس،
يشعر بأن كل شيء ليس له قيمة، أو أهمية،
وأن لا جدوى من كل السعي في الأمر،
النضره السوداوية، والسلبية، والخوف،
حين يسقط الإنسان،
ويصبح غير قادر على مساعدة ذاته،
حين يختار من حوله نسب تصرفاته له،
ومحاربته، والغضب منه، وتركه لذاته،
بالرغم من إن لحظات الألم،
هي من أهم اللحظات التي يجب،
أن يقف بجانبها من حولك،
قد يكون التجنب هو الإعتقاد،
بأنه هو من أختار ذلك،
فيقابل بالغضب والحزن فيعقبه إنسحاب،
من السهل جدا التمسك بالعلاقات المريحة،
ولكن من الصعب التمسك بالعلاقات الغير مريحة،
التي تحتاج لمجهود وفهم وتعلم أكبر،
لكل مسؤول عن هذه العلاقة،
لكل أم وأب لديهم إبن أو إبنه لكل أخ وأخت وصديق،
لا ينتهي دورك في العلاقة حين تغيب المصلحة،
حين يغيب فيها إشباع إحتياجاتك،
حين تفقد هذه العلاقة بهجتها، ومتعتها،
حين تشعر بالحزن، والألم، والرفض،
يبدأ دور جديد في هذه العلاقة،
حين يصاب الطرف الأخر بالإكتئاب، أو المرض،
دور يحتاج منك للمراعاة، للعطف، للإحتواء،
للعطاء، والصبر، والتقبل،
للأخذ بيديه ومحاولة إخراجه،
أن تكون واعي لما يحدث معه، إن غاب عنه الوعي،
أن تقوم بدور علاجه، إن عجز هو عن ذلك،
فالمسؤولية في العلاقة تظهر،
في الأوقات التي لا يكون لك فيها مصلحة،
حين يتطلب منك أن تظهر قيمة الوفاء، والسند،
لا أن تغيب، وترفع رايتك البيضاء،
وتصبح جاهلا، ناقما، معاديا،
وتعود حين يتشافى باحثا عن مصالحك،