الخالة -------


في بداية الالفينيات وقبل السقوط المدوي’’’
وبينما كنت أتجول في شارع السعدون ’’
لمحت بوتيكا لبيع الملابس الرجالية ’’
ففكرت بشراء قميص ’’بلون أزرق’’’
وحينما دخلت البوتيك’’
وجدت أمرأة في الاربعين من عمرها ’’
فبادرتني بالسؤال-
تفضل ماذا تريد ’’’’’’’؟؟
فقلت-----
اريد قميصا على مقاسي’’بلون أزرق ’’
فناولتني ’’القميص ’’
وناولتها النقود ’’’
قائلا----------
شكرا ياخالة ’’’’’’’’
انتفخ وجه الخالة ’’’
واتسعت قدحتي عيونها ’’’’’’
وقالت--------وهي تزبد وترعد ’’’
خالة -------خلخالة بعيونك ’’’
أتراني أرضعتك ’’في المهد ’’
أم تراني ’’قد ألبستك حفاظاتك النايلون ’’
أم تراني قد أرضعتك ’’من صدري ’’’
أم تراني حملتك على أكتافي ’’’
وذهب بك الى حديقة الزوراء ’’’
أم تراني قد حضرت في حفلة طهرك ’’’
خالة ’’’خلخالة بعيونك ’’’
أرأيتني أكبر عمرا من أمك التي أنجبتك ’’
أم تراني كنت ألعب التوكية ’’مع أباك ’’’
أم تراني كنت اختا لامك ’’
أو أختا لأباك ’’’’’’’
تبا لك ’’
وتبا لوجهك البائس هذا ’’
الذي يشبه وجوه اليتامى ’’’في دار الايتام ’’’
وتبا للساعة المشؤومة ’’’
التي دخلت فيها البوتيك ’’’
لم أنبس بكلمة ’’مخافة أن يجتمع الناس’’’
ويشبعوني ضربا وقسرا ’’
ولما هممت بالخروج -------
قالت ------
قف ’’قبل أن تغادر ’’
هات القميص’’’
ومن ثم رمت نقودي في وجهي’’’
وقبل أن أغادر البوتيك ----
التفت اليها قائلا ---------
عذرا يا خالة ------’’’’’’’’’’’’