إبنتي وحبيبتي وقطعة مني،
يا سرورا إحتضن قلبي منذ صراخك الأول،
وقد كنتِ أحب الأشياء التي أطيل النظر إليها،
أرعاها بقلبي وكياني،
يا وردة وهبتها سنيني وعمري،
كي أسقيها حبا وعطفا وحنانا،
لم أكن أم قوية كي أحميكِ،
لم أكن ذكية حتى أنقذكِ،
لم أكن محظوظه كي أصب حظوظي عليكِ،
ولكنِ أعطيتكِ كل شيء لدي،
مشاعري قلبي عطفي ودموعي التي ذرفتها كثيرا،
ولكن لم تفيدكِ بشيء،
فالضعف يا أبنتي لا يبني ولا يسقي،
حين بدأ الورم يتسلل إليكِ،
ويبني معمرته داخل جسدكِ الصغير،
لم أكن أستطيع مجابهته وصراعه،
كنت أراكِ أقوى مني،
تبتسمين رغم مرارة الألم،
وأنا دموعي تعتصرني،
كنتِ تلعبين وتلهين وتمرحين تحت المطر،
بينما أنا كنت أضعف وأنكسر وعيوني تهطل كالمطر،
كنت أقف مكتوفة الأيدي بجانبك بالسرير،
وأنت تتلوين بالألم والورم يكبر بداخلكِ،
لم يكن لدي المال الكافي لأداويكِ،
لم يكن لدي المال حتى لشراء الحلوى لكِ،
علها تنسيكِ مرارة الألام التي تزاوركِ،
كنت فقيرة يا طفلتِ ولكنِ كنت غنية بكِ،
كنت أبكِ لأن غناي قد شارف على الرحيل،
أنا التي كنت ثرية بكِ وثروتِ بدأت تتأكل،
كنت أنظر إليها بقلة حيلة وأنا أراها تتلاشى،
لم تفد نجدتِ وندائي وبكائي،
كنت أقابل بالرفض في كل مرة،
والرفض يعصر قلبي،
كنتِ بريئة صغيرة حالمة،
كم وددت أن أراكِ تلعبين مع الأطفال،
أن يسعد قلبِ بك في مقاعد الدراسة،
أن أراكِ كبيرة بارة،
أن أراكِ في فستان زفافكِ عروس كالقمر،
وددت بقائك بحجم دموعي التي لم تتوقف،
إبنتي ووحيدتي وكل ما لي،
سنلتقي يوما ما،
سأراكِ طيرا من طيور الجنة،
أريدكِ أن تعلمي جيدا أنه لو كان لدي شيئا،
أستطيع إنفاقه لعلاجك وتخليصك من الألم،
وإزالة هذا الورم عنكِ،
لما بخلت به عليكِ،
فكنوز الدنيا كلها لا تساوى شيئا أمامكِ،
لا تساوي بسمتكِ وراحتكِ وشفائك،
ولكنها الحقيقة يا صغيرتي،
سامحي فقري وعجزي وضعفي.