سجناء------



كان السجين الأول مثقفا الى حد النخاع ’’’
يتحدث عن وجودية سارتر ’’’
وجنون نيتشه ’’
وقصص تشيخوف’’’
وفلسفة هايدغر ’’’
دخل السجن ’’بتهمة التشهير ’’
بزوجة الوزير ’’
التي كانت عضوة فعالة ’’’
في اتحاد الأدباء ’’’
رغم انها لم تكتب مقالة ’’
أو قصة قصيرة ’’
أو حتى قصيدة ’’من سطرين ’’
فحكم عليه القاضي ’’
بالسجن ستة أشهر ’’بالتمام ’’’



بينما كان السجين الثاني ’’رساما بارعا ’’
يعشق دافنشي ’’’
ويتمنى أن يصبح مثل بيكاسو ’’’
ويحلم بلوحات فان كوخ ’’’
وقد دخل السجن ’’
لأنه سرق لوحة مشهورة ’’
من المتحف الوطني ’’’
ليبيعها ’’’ويدفع ايجار المنزل ’’’’’’
فحكم عليه القاضي ’’بالسجن ’’
سنة ونصف ’’بالتمام والكمال ’’’



أما السجين الثالث ’’فكان عاشقا ’’
أحب زميلته ’’في الجامعة ’’
وتقدم لخطبتها ’’أكثر من مرة ’’
وفي كل مرة ’’كان أباها يرفض’’’
وفي غفلة من الزمن ’’وفي نشوة الخمر’’
ووجع القلب ’’وحزن الروح ’’
أقدم على قتل أباها ’’بسكين حاد ’’’
فحكم عليه القاضي بالسجن المؤبد ’’’


بعد ستة أشهر ’’خرج السجين الاول ’’’
وتزوج ’’ووظف في اتحاد الكتاب والادباء ’’’

براتب شهري منطفي’’’’’’’

وبعد سنة ونصف خرج السجين الثاني ’’’
وأصبح معلما للرسم ’’في احدى المدارس الاهلية ’’’’’’

براتب مثالي’’’’’’


أما السجين الثالث ’’’
قرر أن يكون مثقفا ’’ورساما ’’
ليكتب القصائد والقصص عن حبيبته ’’
التي قتل أباها ’’
بعد أن يرسم وجهها على جدران السجن ’’’’’’’’’’