شاعر ما-------



جلس وحيدا في زاوية المقهى ’’’
الآن سوف يرتاح قليلا ’’’
من الفلسفة ’’
ومن الشعر ’’
ومن وجع المدن البعيدة ’’
ومن عبث النساء ’’
النساء ساحرات ’’حبال الشيطان ’’
نفث دخان سجائره ’’
وتناول جريدته ’’
وأخذ يطالع صفحة الأدب والشعر ’’
موت شاعر ’’بسبب افراطه في تناول الخمر ’’
الأديب الناقد يرقد في المشفى ’’
مصابا بجلطة قلبية ’’
الكاتبة الشابة التي لم يتجاوز عمره العشرين ’’
تنتحر ’’بسبب فضيحة عائلية بحتة ’’’
القاص الكبير ’’الذي ملأ الدنيا ’’
دهشة ’’وضجيجا ’’يختفي من الساحة نهائيا ’’’
في ظروف غامضة ’’’
القى الجريدة على الطاولة ’’’
وأخذ يدخن سيجارته بشغف ’’
واذا به يجد صديقه القديم ’’
الشاعر الذي علمه ابجديات الحرف والقافية ’’
يجلس بجانبه ’’وقد أنهكته سنين التعب ’’’
أوصى له بقدح شاي ’’
وسأله قائلا -
ماذا جرى لك -
فقال ------لقد خرجت بالأمس من السجن ’’’
بعد ان لفقت لي قضية’’معاداة النظام ’’’
فسأله---
وما السبب-
فأجابه الصديق--
لقد كتبت قصيدة في أحدى الصحف العربية ’’
بعنوان ’’السلطان والحصان’’’
فسأله ------
وماذا قلت فيها --------
فأجاب الصديق--------
حصان السلطان ’’في أمان ’’
والسلطان ’’في أمان ’’’
وزوجة السلطان في أمان ’’
وحاشية السلطان في أمان ’’’
وأنا منذ عشرون عام ’’سكران ’’
لأعرف هل نحن شعب الحصان ’’’
أم شعب السلطان ’’’’’’’’’
فسأله ------
وماذا بعد ----------؟؟؟
فأجاب الصديق----------
لاشيء ’’’
داهمتني قوات الشرطة ’’’
وقوات الجيش ’’’
وقوات الحرس الجمهوري ’’’’
حرقوا جميع كتبي ’’’
وجميع دواوين شعري ’’’
ورموني في سجن الشعبة الخامسة ’’’’’’
فسأله -------
ماذا بعد ’’’’’’’’؟؟؟
فأجاب الصديق---------
فرضوا علي أن أغسل اسطبل الحصان ’’’
كل يوم ’’’
مقابل اطلاق سراحي--------
وهل وافقت--------؟؟؟
نعم وافقت ’’’’’’’
مع الزامي بترك كتابة الشعر للأبد ’’’’’’’’
فقال --------
أنا أيضا قررت كتابة الشعر ’’’
والى الأبد ’’’’’’’’
فساله الصديق---------
لماذا ---------؟؟؟
فأجابه----------
الشعراء يتبعهم الغاوون--------------’’’’’’’’’’’’’