بعد أن يقع الإنسان، يتذوق الألم، ويتجرع الدموع، يواجه عجزه وضعفه، يستعين بمن حوله، يحاول الخروج،
يأخذ جل إحتياطاته وأسبابه لألا يقع مرة أخرى، يتشافى ويتعافى من تجربته،
وبعد أن تمر الأيام تتبعها الشعور،
حين يكون الإنسان قد نسي كل ما مر به،
وبدأ يختلط بالأفراح والقوة،
تختلج به أولى أعراض وقوعه الأول،
فيواجه تجربته الأخرى في الوقوع،
وهو يعرف أسرارها، ألامها، طقوسها، كل شيء فيها، تعاوده كل ذكريات الماضي في تجربته،
صراخه، معاناته، ألم الدواء،
يسأل ذاته هل أنا مستعد للمرور بكل هذه المراحل التي مررت بها سابقا؟
تتأجل خططه، وتتبدل إختياراته، يتوقف قليلا، ليعطي المجال الأكبر من وقته، وطاقته،
في التعامل مع الموقف وتجاوزه،
الإنتكاسة بعد التقدم، والمرض بعد الشفاء،
أن تعرف أنك على بعد مسافة بسيطة،
من ألم تعرفه جيدا، ولابد أن تمر به،
كجزء من رحلة التعافي، وأنت تذهب إليه بنفسك، وتسلم أمرك إليه،
تواسي ذاتك، وتشد عليها،
في بقعة صغيرة محشورة فيها أنت وألمك،
أن تختار الألم الأكبر، من أجل التخلص من ألام مستمرة ومضاعفات،
أصعب الخيارات حين يكون هناك طريقان فقط،
كلاهما محمل بالمصاعب والألم والمرارة،
وحدها هذه الطرق، التي تعرفك حجم النعم، التي كنت فيها سابقا،
من تجعلك تتعلم دروس كثيرة، في وقت قصير،
وحدها هذه الطرق، التي تعلمك معادن من حولك،
تعرفك على ذاتك في طرقها الوعره،
تجعلك تستطعم كل لحظة صافية،
وتزهد ذاتك من الدنيا وما فيها،
العافية وجوهرها، الكنز الثمين الذي من أمتلكه،
طابت له الدنيا وما فيها.