بعد ومضات من الغياب والبعد والبحث،

الإحتياج الروحي الأساسي للإتصال بالخالق،

الحلقة المفقودة الغائبة التي طال البحث عنها،

منذ أن تطرقت لأذناي برمجة خاطئة، 

قلبت كياني وزعزعت ثباتي،

بدلت أفكاري وقلت إيماني،

بعد فيض من تطوير الذات والتنمية البشرية،

الذي يزرع فكرة القدرة الذاتية أكثر من التسليم للقدر،

حتى بات الإنسان يلوم ذاته ويخطط أكثر مما يعيش،

وينسب نجاحاته لنفسه ويحبط لإخفاقاته،

قالت مرة كوتش نسيبه غلام "التنمية الذاتية البعض يروجو لها بطريقة خاطئة وتنفهم بطريقة خاطئة" 

يعقب كل ذلك المسير والبحث،

أن يأذن الله لهذه الروح أن تلتمس هذا الشعور،

أن يفيض هذا القلب بالحب من جديد،

أن تزهر هذه الروح باليقين والتوكل،

أن تتعلم من جديد كل شيء جبلت عليه من البداية،

بعدما فقدته باتت تتعلم لتدرك قيمته وأثره،

أن يعلو في صوت العقل صوت الإيمان،

ويشعر هذا الجسد بالعبادة،

بطاقة السجود والدعاء والفكرة،

أن يكون بإتصال مع أفكاره،

بعد فيض طويل من صحبة صالحة،

غيرت تلك البرمجة،

وأنبتت في ذلك العقل الحائر الباحث،

الكثير من المبادئ والقناعات،

التي أعادت لقلبه اليقين والإتزان مرة أخرى

أعادة لقلبة الشعور وتلاقى الحبيب مع حبيبة مرة أخرى،

ليكون الدواء بعكس الداء،

السر في الرجوع، 

إلهي إشتقت إليك،

إشتقت لمشاعر الروحانية التي تملأ فؤادي،

وتفيص بها روحي،

إشتقت لدعائي بين يديك ودموعي تسكب،

لصدق يقيني بأنك تسمعني وتنظر لحالي،

لصدق إيماني لكلامك بإنك قريب مجيب،

لصدق لجوئي وإنكساري إليك،

لأني أعرف جيدا بأن الكسور بقربك هو جبر وقوة، 

إشتقت للقوة التي تملأني التي أستمدها منك،

إشتقت للرحمة والعطف التي تغمرني بالحنية والعطاء،

التي أتشربها وأسقاها منك،

من رحماتك ولطفك بي الذي يحفني نهارا وليلا،

الإمتنان الكبير على نعمك التي لا تعد ولا تحصى،

الذي يغمرني بالسعادة والوفرة والغنى والرزق،

إلهي هذا صوتي وهذا شعوري،

وقد عرفتني أعواما طويلة وعرفتك،

أنا العائد الباكي المشتاق المنكسر،

أنا الذي أضحى به الغياب،

من ضعف وقلة حيلة وضياع ونقص،

وأتيت إليك بيقين وإيمان وتوكل،

فملأتني من جديد بكل عزتك وكمالك،

فأصبحت مرة أخرى متوردة مملؤوه مشرقة،

بلا شيء سواك، 

وبك أنا كل شيء.