استيقظت في الصباح ,,
على لطم وبكاء,,
وعويل,,,
وضجيج ,,,
الرجال,,والنساء
والاطفال ,,
من الاقارب والجيران والمعارف ,,,
جميعهم,,,يرتدون السواد ,,,ويبكون ,,,تابوتا خشبيا ,,,فيه جثة شخص ما ,,,
اقتربت من التابوت ,,فكانت الصدمة ,,والمفاجئة ,,,
الجثة ,,,جثتي ,,
نعم ,,انا “مهدي العامري “,,
وجدت جثتي مسجاة في التابوت الخشبي,,,

كانت امي ,,,تنعى ,,,
“ياحبيب يا مهودي ,,,بعدك شبيب,,,وعفتنه”,,,
وكانت زوجتي”تحدق في التابوت ,,وكانها تبحث عن شيء ما يوقظني,,وهي صامتة ,,,كان على راسها الطير ”
وابنتي فاطمة ,,,كانت تبكي بحرقة ,,وهي تكاد تموت من الفجيعة ,,,
وكان ولداي محمد واحمد ,,,قد احتضنا جثتي,,,وهم يبكون ,,,ضياعهم ,,,وحزنهم,,,وفجيعتهم ,,,

ولمحت امرأة في الاربعين من عمرها ,,,وقد مزقت ثيابها,,,ونفشت شعرها ,,,حتى اغمي عليها ,,,لعدة مرات,,,
تلك المرأة كانت تعشقني ,,,حينما كان عمرها خمسة عشر سنة ,,,وبقيت بدون زواج ,,,عسى ان يحالفها الحظ ,,,وتتزوجني,,,لكن دون جدوى ,,,
صرخت في وجه الجميع ,,,
انا حي ,,انا حي
لكن دون جدوى ,,,
وبعد فصل من اللطم والردح والبكاء والعويل ,,,
دخل اخوتي وابناء عمومتي,,,وحملوا النعش,,الى المغتسل ,,,
اخذ “المغسلجي”,,,يقلبني يسارا ,,ويمينا,,,
ثم سكب الماء ,,,فوق رأسي
وصدري,,
وعورتي,,,
وقدماي,,,
وحنطني,,,وكفنني,,,
بعدها ,,حملوني ,,,الى مثواي الاخير ,,,
وبعد ثلاثة نقلات,,,
وبعد تلقيني الشهادتين ,,,
سمعت “صاحب ابن خالي هويدي”,,,ينحب ويبكي ,,كالاسد,,,
وهو يقول “اخوان رحم الله والديكم ,,الفاتحة بقاعة الحميري ,,,يومين ,,,من باجر”,,,

ثم رحل الجميع ,,,بعد ان اهالوا التراب ,,,فوق جثتي,,,

وبقيت زوجتي ,,وولداي ,,,وابنتي فاطمة ,,,
فقلت لزوجتي
اين ابنتي الكبرى ,,,
فقالت
ليش ما تدري عندها امتحانات بكلوريا ,,,
وقبل ان اودعهما الى الابد ,,,
سمعت صوت امي ,,,وهي تناديني,,
“مهودي ,,كوم اكعد من النوم “””
استيقظت ,,,وذهبت الى العمل ,,,وانا اعرف ان الموت ينتظرني,,
اكثر مما انتظره’’’’’’’’’’’