الاولى
كان يتعبد في باحة المسجد..مضى من عمره..خمسون  خريفاوأكثر ...لايذكر منها سوى شيء واحد..انه ولد في ليلة ماطرة..وكانت امه ..تضع الاواني..لتجمع قطرات المطر..المتساقطة..من سقف البيت...

الثانية
في صباح كل يوم ..كنت اهرع الى حائط الجيران...لاستخرج من شقوقه..مبلغا من المال..تضعه لي بنت الجان..لاشتري الحليب والحلوى..كان ذلك في خرائب شارع حيفا...

الثالثة
ذات يوم كتبت ثلاثة قصائد..عن دجلة..والفرات..وشط العرب...وعرضتها في ساحة الجامعة المستنصرية..لم يقرأها احد اطلاقا..لان السماء كانت تمطر..

الرابعة
ذات ليلة شتوية باردة..هجم علينا رجال الامن ..كنا خمسة..ندرس في كلية الادارة والاقتصاد...وضعونا..في صندوق السيارة الجيب..بعد ان عصبوا عيوننا...وحينما وصلنا الى باب الشعبة الخامسة..فقدنا الوعي...

الخامسة
أذكر انني حينما ذهبت اول مرة للدراسة في مدرسة الست زبيدة في الكرخ..وقعت في الساقية ...وتبللت ملابسي..وتوسخت...عدت الى البيت...قبلتني امي..واطعمتني..البيض والجبن...وقالت لي بالحرف الواحد..انت ولدت شقيا...وستحيا شقيا ..وتموت شقيا..’’’’