أيش هو الشيء الي بيلهمك كشخص في الحياة؟
أيش هي نقاط القوة والأسرار اللي توصلت لها بحياتك؟
أيش الأشياء الي تعتقد إنها خلتك مميز؟
إلى أي درجة عرفت وفهمت فيها نفسك؟
إلى أي مدى سعيت في تطوير المهارات التي تمتلكها؟
أو في معالجة السلبيات بك كشخص؟
إلى أي مدى إلتفت لمشاكلك وفكرت وحاولت بحلها بشكل جاد؟
لسنوات طويلة كنت أتعرف على نفسي من خلال الأشخاص، سواء من الكلام الي بيقولونه أو طريقة تعاملهم معاي، سواء كانت إيجابية أم سلبية، وقياسا على ذلك تتبعها كمية السرور والإعتزاز، أو كمية الحزن والإحباط،
كانت لدي مشكلة في التصنيف والتجزئة أو تسمية الصفات سواء كانت لنفسي أو للأخرين، لذلك كنت أستمد ذلك من الأخرين في التفصيل واليقين، بدلا من شك في تلك الصفات،
كانت تخبرني إحدى صديقاتي قائلة إنتِ ماشاء الله دائما عندك عادي تاخذين الأمور ببساطه وما تعصبين، ماكنت واعيه وقتها وما أستوعبت الي قالته، وزادت إستغرابي لما تحاول تقنعني إن هذي الصفة موجودة فيني وتبي تعزز لي وقالت الناس تاخذ دورات عن الغضب عشان تصير كذا،
أحيانا نجهل المهارات اللي نمتلكها، نجهل أنفسنا والعالم، نمتلك أشياء كثير بس بدون وعي،
والأجمل لما يكون عندنا الوعي بالمهارة اللي نمتلكها ونعرف كيف طبقناها،
لأن يمكن من خلال الوعي والمعرفة بالمهارة، نساعد الأخرين في إمتلاكها،
وممكن نساعد أنفسنا في إستعادتها أو تفعيلها حين فقدها،
مهم نطبق قد ما نتعلم، حلو العلم، بس إذا العلم ما رفعنا وخلانا نرقى أكثر بالحياة، لم يحقق الغاية الأساسية منه، فالعلم يتبخر وينسى،
أو يخزن في ذاكرة بعيدة في العقل لا تظهر جذورها في الحياة بفعالية،
ما الفائدة في سقيا النخيل إن لم نجني من رطبه ما نأكل،
وما الفائدة من سقيا العقل بفيض من شتى العلوم، إن لم نكن نغرف منها لحياتنا اليومية، والمواقف التي تصادفنا، والمهن التي نعملها،
لذلك حتى بالتوجه للعلم يبحث الإنسان عن ما يمكن أن يفيده حقا في حياته، وما الذي يمكن بتعلمه أن يحقق له نتائج جيدة،
من خلال تعمق كببر لعدة أيام تجاوزت الإسبوع،
مع صوتيات أستاذة عزة الغامدي،
فهمت إن أنا عندي سلام داخلي وهدوء، وحلم ولست سريعة الغضب، وإن هذا مو برود بل ميزة، وهذي بتخلينا نريح الأشخاص الي قدامنا،
لما كنت أصادف أشخاص يقولون لي باردة، كل شيء عندك عادي، ما عندك إحساس،
فهمت من لقاءاتها إن أنا عندي إختلاف، وأشوف الأشياء والحياة من زاوية مختلفة، بحيث لو كنت شايفه شخص قلق من أمر ما وأنا ما عندي هذا القلق أفهم إن هو يشوف أشياء مختلفة وعنده تصورات ومشاعر حقيقية مو موجودة عندي، وإن هذا الشخص لا يملك الأفكار والتصورات الي بداخلي فطريقة التعامل معه إحتوائه وإحترام قلقه وتصديقه والتخفيف عنه وتطمينه وإيصال أفكاري وتصوراتي إليه بشكل واضح دون التوقع بأنه يمتلكها،
معرفة الإختلاف جعلتني أفهم تلك الكلمات الموجهة إلي، ويكون عندي الوعي بالموقف وردة الفعل وكيف أغير طريقة التفاعل مع الموقف،
سألت نفسي أيش هي الأسباب الي خلت يكون عندي سلام داخلي وهدوء وحلم وعدم سرعة الغضب؟
وكان الجواب كالتالي:
أولا فضل من الله يرزقه من يشاء من عباده،
ثم أخذ الأمور ببساطة وسلاسلة، الإدراك بأن كل شيء فاني، التسليم لأمر الله والتوكل عليه فلو ترك الإنسان لنفسه لهلك،
كل مازادت أهمية الأمر لديك زادت معاناتك حين تضرره أو فقدانه فلا تأخذ الأمور بأهمية كبيرة ولكن كن على قدر عالِ من المسؤولية،
الحوار الداخلي، فهم الذات، إشتري راحة بالك وسعة صدرك، سهل على نفسك الحياة ويسرها ولا تعقد الأمور،
التأمل، العلاقة الروحانية مع الرب، فعل الأشياء الي تخليك سعيد، البعد عن المصادر الي توترك وتعطيك طاقة سلبية،
إذا تكرر غضبك تجاه شيء معين أكثر من ٣ مرات إذا ما أستطعت تغييره غير نظرتك له أو إكتشف كيف ممكن تستفيد منه،
المرونة، إعطاء نفسك المساحة الكافية من الحرية، عدم الإنشغال طوال اليوم أوجد لنفسك مساحة فراغ كل يوم، التكيف، كسر الروتين، تقبل التغيير والتماوج مع الحياة،
معالجة السلبيات وحل المشكلات، صلاح الذات والتحلي بالأخلاق والمشاعر السامية كالرحمة والعطف والحنان والإحساس بالأخرين،
البعد عن الحقد والحسد والغيرة والإنتقام، إيجاد مساحة من الصفاء والسلام والتوازن.