أن تنظم لمجتمع واعي يعني أن تتعلم منه الكثير، وتتطبع بطبائعهم سواء كانت جيدة أو سيئة، لابد أن يكون هناك تأثير وتأثر، الفرد بطبيعته يحتاج للعطاء وللأخذ، وتتساوى هذه الإحتياجات عند الشخص المتزن الذي يرغب بشكل حقيقي في أن يعطي لمن حوله لمجتمعه أن يقدم لهم الخدمات التي يستطيع تقديمها سواء كانت مدفوعة أم مجانية أن يكون له أثر، أن تكون له فائدة، ذلك يعني أنه لديه قيمة معروفة ومعتبرة، في مرحلة الجامعة قل عندي بشكل كبير الفرح بالثناء من الأخرين، لم يعد له وقعه الكبير بداخلي مثل قبل، بل تطور إلى أن أصبح تفحص المدح الذي يقال هل هو حقيقي صادق من أين مصدره، هل هو من شخص محب فيبالغ؟ أو من شخص يجامل فجملني على غير حقيقتي؟ أو من منافق ليخادع؟ أو من مصلحجي ليتمصلح؟ أو من عدو لينال؟ بالتأكيد الثناء له وقعه الجميل على القلب والروح، فالكلمات اللطيفة أشبه بالترانيم التي تجعل لنا أجنحة لنطير ونحلق بجمال، وتنبت بدواخلنا ربيعا مزهرا، فالكلمة الطيبة صدقة، ولكن أصبح هناك وعي أكبر تجاهه، في مجتمع الكوتشز تعرفت على إحدى الكوتشز كنت معجبة بها بشكل كبير فكنت أثني عليها في بعض الأوقات فكانت لا تبدي أي سعادة بالثناء وتكتفي بقول هذا من فضل الله، ليس هي فقط، فقد قابلت عدة كوتشز كانت تلك ردودهم مما دعاني للتوقف قليلا والتأمل، لم يفرحوا بما قيل لهم من ثناء ولم ينسبوه لأنفسهم وماعملوه وسعوا من أجله وأكتسبوه أبدا، إنما نسبوه بشكل مباشر وصريح لله الذي تفضل عليهم بهذا الفضل زيادة على ذلك يرد بعضهم ويارب أكون عند حسن ظنك دائما، فكونك رأيت شخص بهذا الجمال يعني أنك كنت محسنا الظن به، فولا إحسانك الظن لما رأيته بهذه الصورة الحسنة، فالله هو الذي ستر عنك عيوبه ومساوئه وأكرمك وأكرمه بأن ترى محاسنه وجماله وزينها في قلبك.