يبدأ التغيير بنية، كأن تنوي بداخلك أن تتبع نظام غذاءي صحي، ولكنك ليس لديك خطة أو طريق واضح تتبعه لم تعرف الصعوبات والبدائل والنتائج، وقد تشعر في صعوبة البدء والتسويف، حتى تأتي لحظة التغيير بالتدريج أو دفعة واحدة بسبب ظرف أو موقف أو تغير في الحياة، ولكن يعود الأثر لتلك النية، إن نويت فذلك يعني أنك تكون مستعد للتغيير في مرحلة التأهيل وجاهز للتكيف رإغتنام الفرص التي قد تأتي إليك ومنتبها لها، النية تعني الإقتناع بالفكرة،
في أول خلاف لي مع إحدى صديقاتي، حين تحدثت معي بإسلوب لم يروق لي تعاملت معها بلطف في المرة الأولى ونبهتها بمزح أن لا تعيدها، ولكنها عادتها للمرة الثانية، فضحكت معها ونبهتها بمزح أن لا تعيدها، في المرة الثالثة حين أعادتها لم أضحك لها ونبهتها برفض تام لتصرفها وإسلوبها معي، زعلت وقتها ولكن كونها كانت على درجة جيدة من الوعي سمعت مني وقبلت أن لا تكررها مرة أخرى وفعلا لم تكررها، وفي أول مكالمة لنا كان يبدوا عليها الزعل، بينما أنا قد نسيت الموضوع، وصارحتني بأنها تود المناقشة بما حدث، فقبلت من أجلها بالرغم من أني لم أكن أود الحديث بالموضوع كون إني أعتقدت بأنه إنتهى ولا داعي لفتحه وقلب المكالمة لنكد وزعل، ولكن في ذلك الحوار إكتشفت أني ليس لدي قدرة كافيه على الحوار وأني أحتاج لتطوير في تلك المهارة، في ذلك الحوار إكتشفت لما كنت أفشل في الخروج في نتائج فعالة وإيجابية وحلول في معظم الحوارات التي أدخلها مع الأشخاص لحل الإختلافات، بسبب تنبيهها لي ووضعها عدسة المجهر على خطئي وتوضيحها وتعديلها، هي الي كانت دائما تقولي رحاب أنا أبغ نطور من بعض، قالت لي هي ما كانت تقصد وكانت تمزح وماتوقعت إني أمزح ووضحت نواياها، وقالت لي الإسلوب الي كلمتيني فيه كان جامد شوي، قلت لها كلمتك مرتين بإسلوب لطيف وتماديتي ٣ مرات فأظطريت أجمد إسلوبي شوي مثل ما قلتِ عشان تفهمين وأوقفك عن حدك، فقالت لي وجهة نظر وأحترمها بس أنا مافهمت في المرتين لأن أفتكرتك تمزحين بس لو قلتِ لي هذا الشيء ضايقني كنت ما راح أسويه بالنهاية إنتِ غاليه على قلبي وما أبغ أضايقك قلت لها راح يفرق يعني إذا قلت كذا قالت إيوا كنت متعجبه بصراحه وقتها من الإختلاف كيف كانت تبغ كلمات معينة، ولكن بدايات وعي، وقلت لها طيب أبشري المره الثانية بتكلم معاك كذا إذا صار شيء وأعترفت لها إن أعتقد لتزم أعدل إسلوب الحوارات عندي، بالصدفة سمعت بعدها عدة لقاءات لأستاذة عزة الغامدي تكلمت فيها عن إدارة الخلافات والحوار والإسلوب وقتها صار عندي وعي كيف يكون عندي إسلوب واعي ولطيف وواضح، كيف مهم نعبر عن الشيء الي بداخلنا بوضوح حتى من ناحية إختيار الكلمات والتعبير عن الإحتياجات بوضوح والبحث عن حلول بإننا إحنى ما ندخل بالحوار نبغ نخسر العلاقة، إحنى ندخل الحوار نبغ نصلح من العلاقة، فما نتكلم بالحوار بإسلوب جامد نتكلم بإسلوب الرحمة والعطف، ما ندخل بهجومية على الطرف الأخر عشان ما ينقلب الطرف الأخر لدفاع بشكل لا إرادي ونخسر إدارة الحوار، إذا تكلمنا بإسلوب لين راح يفيد مع الشخص، مهم جدا ننزل من الأنا العالية للشخص المقابل عشان نسمع منه ونفهمه، يكون عندنا الإحتواء الكافي للطرف الأخر، نحترم كلماته وطريقته وإحتياجه حتى لو كانت مو مقنعتنا، كيف نعرف نتعامل مع الشخص المقابل صح عشان نكسبه، كيف نعزز نقاط الصح عنده ونتكلم عنها ويكون التعزيز واضح للطرف الأخر، وكيف نوضح له خطأه مع طريقة تصحيحه، لما قالت أستاذة عزة الغامدي إحنى ربي أعطانا العقل عشان نبني العلاقة ما أعطانا العقل عشان نهدم العلاقة. العلاقات تبنى لا تهدم، نتعلم ندير إنفعالاتنا ومشاعرنا، ننتبه لأفكارنا، لسلوكياتنا، لما قالت أستاذة عزة الغامدي مافيه حاجه إسمها أنا طبعي كذا فيه طباع صح بس فيه حاجه إسمها تطوير ذات تطوير مهارات.
لما قالت لي صديقتي وقت قلت لها إن أحس أحتاج تغيير إسلوبي في الحوارات، مو غلط تكتشفين أخطائك وتعدلينها حلو