كنت قد بلغت من العمر عتيا,,,
اكثر من مائة عام عدا ونقدا,,,
ابيض شعري,,من التقادم الزمني
وابيض قلبي ,,,من الحزن والآسى
ضعفت ذاكرتي,,,
ونهش الوجع عظامي,,,
وما عدت ارى ابعد من ظلي,,,
واحدودب ظهري,,
وتساقطت اسناني,,,
جميع اسناني,,,
فلم اعد ذاك الشاب الوسيم ,,الذي كانت جميع نساء القبيلة,,
وجميع نساء المدينة ,,,
يحلمن بقضاء ساعة واحدة ,,معه,,,دون خجل او استحياء ,,,
كانت الحرب قائمة ,,,بين العمالقة والطناطلة,,,وقد مسنا الفقر والجوع ,,,حتى اضطررت ورغم كبر سني الى العمل ,,,في بيت والي المدينة ,,,الذي استولى على نصف اراضي المدينة,,,
استيقظ في الصباح الباكر ,,,لارعى الغنم,,,
ثم اعود ,,,لاحلب البقر ,,,
ثم ادخل البيت ,,,ارشه بالماء,,,
ثم احصد القمح ,,والشعير
ومن بعدها ,,,اتسلق اشجار النخيل,,,
لاسقط التمر,,,واجمعه في سلال من خشب,,,
وفي الظهيرة,,,املأ القراب ,,,بالماء من النهر المجاور,,,
قربة ,,لزوجة الوالي ,,,لتغتسل في الحمام
وقربة لابنة الوالي ,,,,لتغسل جدائلها الفضية
وقربة للوالي ,,,ليشرب منها مع الضيوف ,,,الذين لايتركون داره ,,الا في ساعات الفجر الاولى ,,
بقيت في بيت الوالي ,,,لاكثر من أجلين ,,,
وقد تعبت عيناي ,,,
وتقوس ظهري,,,
وماتت شهوتي,,,
ووهنت ذاكرتي ,,,
حتى بت لااميز احيانا ,,,بين الحمار والحصان
او بين القرد والديك,,,
او حتى بين الكلب والذئب,,,
وفي صباح كانوني بارد ,,,لمحت حصان الوالي ,,وهو يحترق,,,ويخرج دخان ابيض من فمه ,,,فاسرعت وجلبت خرطوم الماء ,,,ووضعته في فمه ,,,بعد ان احكمت قبضتي على رقبته ,,حتى سقط مغشيا عليه ,,,
تحسست نبضه ,,,بيدي المرتعتشتين ,,,فعرفت انه ميت ,,,
حصان الوالي ميت ,,,
وسبب الموت ,,,امتلاء رئتاه بالماء ,,,
جاء الحرس,,,
وجاء الخدم والحشم ,,,
بعدما سمعوا بنبأ موت الحصان ,,,حصان الوالي الذي يملك الشرق والغرب,,,
واقتادوني اليه,,,
ليسالني,,,
-لماذا قتلت حصاني ,,,ايها المغفل المعتوه
فاجبت
-سيدي الوالي ,,لقد رأيت حصانكم المبجل يحترق,,,ويخرج الدخان الابيض من فمه بغزارة ,,,فحاولت انقاذه ,,,بخرطوم الماء ,,,لكنني قتلته,,
نعم قتلته بدون قصد ,,,
صرخ في وجهي
-ايها الشيخ المجنون ,,,كان الحصان يخرج زمهرير البرد من فمه ,,وليس يحترق,,,
فقلت
-انا آسف ,,,
حينها أمر الوالي ,,,بقطع الحصة التموينية عني,,,
وقطع الكهرباء والماء عن بيتي,,,
ونفي الى الارض الجدباء,,,
حيث لاماء ,,,ولاعشب ,,,ولامرعى ,,,
سوى الذئاب والكلاب والثعالب والخنازير ,,,
وفي اثناء المسير ,,,الى تلك الارض الملعونة,,,
سمعت امي تناديني
“مهودي كوم اكعد من النوم “”””
ياللخسارة,,,؟؟؟