بعد أيام طويلة من البرد والصقيع، أظطررت على إثرها أن أختبئ في المنزل بحثا عن دفئ، أن يضل الإنسان حبيسا بين جدران المباني لفترة وجيزة، يعني غياب إتصاله بالكون، وإختفاء إلتقائه بالطبيعة، مما يؤثر علبه بشكل سلبي، يتلاشى التأمل وإتساع الفكر ومائ الشعور وسط حدود ضيقة وجدران صامته جامدة وانوار في السقف تضيء بلا معنى، ثم برحمة من الله يتحول ويتغير الطقس ليصبح دافئا مشمسا عذبا، كل شيء بدأ يصبح باهي المنظر والملمس، تتغير تفاصيل الحياة والروتين، وقد تاقت الروح لملامسة الطبيعة والبقاء لفترات طويلة بين أحضانها، أن تتأمل عيناي سمائها وغيومها، وتترنم أذناي بتغريد العصافير وصوت ديك الجيران ومناوشات دجاجاتهم الحادة، ضجيج السيارات والشارع، ومناداة الجيران من حولنا، نفاحة الهواء ونقاءه، وكل الأكسجين الذي يملأ رئتي من كل الأشجار والنباتات المزروعه في بيتنا، من بعد الضيق تخلق سعة كبيرة في قلبي وكياني وكل ما حولي، تنبض روحي من جديد وتصبح ربيعا ملونا، تتحرر بداخلي المشاعر والأفكار، وتتزايد طاقتي وحماسي لكل شيء، دفئ الشمس والبرودة اللطيفة، وشبة نار عليلة مع كوب كرك مشروبي المفضل، وفي كل مره أرى الطيور تطير أشعر بالحرية بشكل أكبر وأشعر بالأمل وبالسعادة تلهمني الطيور كثيرا وأتعلم منها أكثر، هنا عالمي مكاني المفضل والمحبب، حين تصبح الأجواء أكثر جمالا وإحتمالا للإنسان البشري، حين يستطيع أن يخرج ويصادق الطبيعة، يصبح أكثر سلاما، وأكثر إسترخاءا، أكثر بهجة، وأكثر شعورا، تتجلى الإلهامات وسط الكون تحت الشمس وحين رؤية السماء بإتساعها وملامسة الأرض ومعانقة الهواء وترك روحك وكل مابك وسط كل ما يتخلل الجو، حاول دائما كل ماسنحت لك الفرصة، وزان الطقس، بالتحرر من من سطوة المباني بأسرها، أن تهرب بعيدا بحثا عن طبيعة.