عَنْ أبي سَعيدٍ الخُدْريِّ رضي الله عنه، عن النَّبيِّ صلّي اللهُ عليه وسلَّم، قال: «إنَّ الدُّنيا حُلوةٌ خَضِرةٌ، وإنَّ اللهَ مُسْتخلِفَكم فيها فَيَنْظر كيف تَعمَلون، فاتَّقوا الدُّنيا واتَّقوا النِّساءَ، فإنَّ أوَّلَ فتنةِ بني إسْرائيلَ كانتْ في النِّساءِ». رواه مُسْلم.


متى يظهر معدن الإنسان


لا شيء يُغري الإنسان كالجمال، والمال، والشهرة، والسلطة. وفي هذا يستحضرني مثل ألماني يقول: لا يُعرف الرجال إلا بالمال، أو بالسلطة. لهذا لا يجب أنْ نصدّق كل من يتحدث عن الزهد، وهو لم يُمتحن بامرأة جميلة فاتنة، وبمال وفير، وبسلطة، وبمنصب حيث يُؤمر فيطاع. حقيقة الإنسان لا تظهر إلا بامتحانه بهذه الأشياء، فإذا كان قبلها مثل ما هو داخلها وبعدها، تعرف المعدن الذهبي لهذا الرجل، وإنْ تغير وغيرته الدنيا فتعرف أنّ كلامه في الماضي عن القيم، والأخلاق، والعدل والتواضع ليس إلا ثرثرة.

وهناك الكثير من الناس، كانوا على هيئة أخلاقية طيّبة. فإذا ما هم تذوقوا، السلطة، والمال، والشهرة، أصبحوا على غير هيأتهم الأولى، فقد صاروا أشخاصا آخرين لا نكاد نعرفهم.

كنت أعرف صديقا، كثيرا ما حدّثني عن العدل، والمساواة، والتواضع. ولمّا اعتلى منصبا حيث يعود إليه الأمر والنهي أصبحت تلك القيم التي تكلّم عنها من قبل أنْ يتسلم المنصب غريبة عنه في سلوكه، وأقواله. وأصبحنا لا نجده، كما كنا نجده في أماكن البسطاء والفقراء.

لهذا، فقبل أنْ نتحدث عن القيم، والأخلاق، والفضائل السامية، فيجب أنْ ننظر إلى موقعنا الذي نحن فيه منها، فهل نملك مغريات الدنيا أم لا؟ فإذا لم نكن نملكها، فحديثنا عن الفضائل يبقى يخلو من المصداقية، حتى نمتحن بمتع الدنيا ومغرياتها.

الجمال المُفخخ

الحياة تأتي على الإنسان في صورتين اثنتين وهما: إما أنْ تأتي الحياة في صورة حقول مخضرّة مليئة بالمناظر التي تبهج، وتسر العين، حيث الورود، والأزهار اليانعة، والنباتات المختلفة، ويشق أرض هذه الحقول انهارا وسواقي تسقي النبت من كل جانب وإذ تنظر حولك، تحيط بك ألوان الزهور الحمراء والصفراء والبنفسجية التي تقف على بساط من لون الخضرة الشديدة، مؤلفة لوحة طبيعية في غاية الجمال. هذه الخضرة مثيرة للعين، وجالبة للنظر، ومريحة للقلب. يودّ الإنسان لو أنّ هذه الصورة لا تفارق عيناه ومخيلته. إنّها تحمل رسائل الطمأنينة، والفرح، والإحساس بالخلود للقلب.

والصورة الثانية للحياة: هي تلك الأرض التي ليس فوقها نبت، ولا شجر، ولا ماء حيث تنظر فلا تجد غير اليبوسة، واحمرار الأرض بالصخور، واصفرارها بالرمال، ولا تجد غير الشعاب، والمنحدرات العميقة التي لا يكسوها شيء. وإن وجدت شيئا فتجد بعض السحالي، والحشرات التي تقتات على أديم الأرض. وإذا ما نظرت حولك، فلا تجد غير هضاب، وسهول جرداء قاحلة، تُشعرك بالوحدة، وبالخوف. هذه الصورة تبدو بلا شك مخيفة ومزعجة. يود المرء لو أنّه يُزيح نظره عنها، نحو صورة أخرى مغايرة.

الصورة المخضرة هي تلك الحياة التي يملك أصحابها المال، والشهرة، والسلطة، حيث تقدم لهم الحياة كل شيء على طبق. فأين ما مالت قلوبهم، وعيونهم امتلأت بالمسرات والبهجة، وتقدر أيديهم أنْ تطال كل شيء يرغبونه. وإذا رغبت نفوسهم في شيء، إلا وقد أصبح أمامهم. يحيط بهم الخدم، والجاريات، وكثيرا ما تسمع أذانهم كلمات جميلة راقية تمدح ذوقهم، وأقوالهم، وأفعالهم. ومن خلال سلطتهم، لا يكادون يمشون على الأرض. ذلك لأنّ الناس تود لو أنها تفرش من تحت أرجلهم السجاد الأحمر أينما حلوا. وذلك طلبا لرضاهم، ولقضاء حوائجهم.

أمّا الصورة القاحلة فهي الحياة المتعلقة بحياة الفقراء والبسطاء. يعيشون في الأكواخ، وإن ملكوا منزلا، فيعيشون في ضيق لا يسع أفراد العائلة. يفكر البسيط منهم في كيفية توفير منزل لائق به ولأولاده الست، أو في كيفية تسديد فتورة الكهرباء والماء. وطعام الفقير في كل أيام الأسبوع، يكاد يكون واحدا، ولا يشم رائحة اللحم إلا في العيد عندما يُتصدق عليه بقليل من اللحم. حياة الشخص الفقير قاحلة من حيث المال، وصوته لا يسمع من طرف الآخرين. وجوده تماما كموته. وهو إنْ مات لا يحضر جنازته غير المقربين منه، والذين يحضرون الصلاة في المسجد.

وعندما نتأمل الطبيعة، نجد فيها المتناقضات، وقد يتحوّل النقيض فيها إلى النقيض. فالحقل ينتقل من الخضرة إلى اليبوسة، وتتغير الفصول من الحرارة الناعمة إلى الحرارة الشديدة، ومن الشتاء القارص إلى نعومة الربيع وروعته، من جفاف الصيف إلى أنهار الشتاء، وفي الكرة الأرضية: صحاري رملية، وصحاري ثلجية. ولا تخلو الحياة البشرية من هذا التناقض الذي نجده في تباين وتناقض حياة الناس، بل ونجده في داخل حياة الفرد الواحد. فنجد الكثير من الناس انتقلوا من صورة إلى صورة، ومن هيئة إلى أخرى. هناك من كان فقيرا وبسيطا بسطت له الحياة ذراعيها، فعانقته بشدة ووهبته كل شيء. وقد نسي ما كان فيه ونسي ماضيه.

وهناك من الناس، من امتلك كل شيء: المال، والسلطة، والشهرة. ولكن فارقته الحياة ونزعت منه محاسنها، بسبب أو بغير سبب. وها هو يموت فقيرا، وحيدا في بيته لا يكاد يسمع به أحد. 

والمؤلم أنّ تنزع الحياة محاسنها ومباهجها لشخص ألِف ملذاتها، ومتعها ثم تتركه لتعانق آخر، ولكن ما لم نكن نعرفه أنّ هذا الشخص ليس الضحية الأولى من ضحايا الحياة، بل أرته الحياة صورتها الحقيقية، وهي صورة المرأة العجوز القبيحة وقد اعتراها المرض والتجاعيد.

وإذا وهبت الحياة نفسها لفقير، وبائس فهي تأتيه في صورة فتاة حسناء جميلة. ولكن ليست إلا صورة مخادعة وسرابية. قد تتركه في أيّْ وقت تشاء، وإذا لم يعرف هذا البائس الفقير حقيقتها، ستصفعه بأشد الصفعات.

إذا تأملنا تاريخ حياة الناس، نجد أنّ الحياة لا تهب نفسها لأحد. فلا يعتقد أحدنا، إذا ما بسطت الدنيا مباهجها وملذاتها عليه، قد وهبت الدنيا نفسها له إلى الأبد، وأنها متيمة بحبه، وقد عشقته بما وهبت له من مال، وسلطة، وشهرة. فالحياة لم يُعهد لها الوفاء لعشاقها. فهي قد تعشقك اليوم، وتفضحك غدا، وتترك بطريقة بشعة.

 والكثير من ملوك العالم في العصر القديم، والحديث وُهبت لهم الحياة، وعاشوا أجمل أيامهم فيها، ولكن في النهاية. انتهى بهم الأمر في السجن، أو القتل. الحياة وجدت لكي لا تكون لأيّ أحد، وُجدت لكي تحب من تشاء، وتترك من تشاء. وقد تغدر في أي وقت تشاء. فلا أمان فيها، اليوم تملك كل شيء، وغدا لا تملك أي شيء.

اليوم أنت أمير، تمشي على السجّاد، وغدا أنت مسجون، ومبتذل. الحياة هي هكذا، لا تدوم لأحد، ولا تفي لأحد. والحياة إذ تعشق إنسان، فهي تُثيره بجمالها، وبحسنها، وتمنحه مباهجها، وعطاياها. وعندما تريد أنْ تُسقطه، تُناوله الخديعة في إناء الجمال، والحسن لدرجة أنّه عندما يشرب، يسكر، ويثمل حتى إذا أدرك في نفسه أنّ الحياة متيمة في حبه أردته قتيلا.

مسافة الأمان:

وإذا كانت الحياة متبدلة ومتغيرة، فيجب أنْ تكون بيني وبينها مسافة أمان. ولكن ما هذه المسافة الأمان التي تحميني من الدنيا؟ مسافة الأمان تكون بداخل القلب الإنسان أوّلا، من خلال معرفة مبدئها القائم على التبدل والتحول والتغير. فإذا عرفتُ حقيقة تغيرها، وعدم وفائها وبقائها على مبدأ واحد. وجب مني، أنْ لا أأمنها عندما تعطيني الدنيا كل شيء. لأنّها قد تأخذ مني كل شيء في أي لحظة. بمسافة الأمان أكون جاهزا ومنتظرا لتغير أحوالي من الأحسن إلى الاسوء. فإذا ما هي تبدلت وضعيتي فلا أفاجأ ولا اصطدم.

مسافة الأمان أنْ أجعل الدنيا بين يدي وليس في قلبي. والشيء الذي يكون في اليد يمكن التحكم فيه. بينما الشيء إذا نزل إلى أعماق القلب، من الصعب ومن المستحيل التحكم فيه.كما أنّ فقدانه أو رحيله عنا يسبب لنا ألما في النفس. والكثير من الناس من اعتقد أنّ الحياة ستستمر في إنزال عطاياها عليه، وأنْ يستمر في عيش وضعه الجيد، والممتاز. فإذْ به يفاجأ بتغيرها، وتبدلها، فإذا به يصاب بقهر الكآبة، والتعاسة، وأصبح وحيدا، منزو في زاوية ضيقة، ويتذكر أيام المجد والعز.  

أعرف شخصا كان في مؤسسة معينة في منصب الآمر والناهي. ومكث في هذا المنصب طيلة خمسة سنوات، واعتقد أنّ بقاءه في المنصب،سيبقى إلى الأبد، كان هذا الشخص يمارس نوعا من الاستعلاء والاستبداد على زملائه، ويتعامل بطريقة غيرت من فطرته الأولى، ولكن فجأة حدثت تغيرات في بعض مناصب المؤسسة، وصار موظفا عاديا، وقد ذهبت عنه تلك السلطة التي كان يتمتع بها، تخيلوا بعد خروجه من المنصب، بدأ يعامل الناس بطريقة رائعة ومثالية. حينها أدركت أنّ المنصب قد لا يصلح لبعض الناس إذ يغيرهم من الأساس وتظهر شخصياتهم المريضة من خلاله، حيث يمارسون الاستبداد والعنجهية، والغطرسة، والأنانية، والتكبر. هذا الشخص للأسف، خسر الكثير من الأصدقاء القدامى، الذين فقدهم من خلال اعتلائه للمنصب. هذا الإنسان لم يأخذ مسافة أمان من الدنيا. ولو أنّه وضع مسافة أمان لتعامل بطريقة عادية، وطبيعية. فقد نسى، أو تناسى أنّ المنصب مهما بقي فيه فسيأتي يوم ويتركه لغيره.

مسافة الأمان ألا اعتبر نفسي خالدا في الموقع الذي أنا فيه، بل باعتباري إنسان سيمكث قليلا، ويغادر. مسافة الأمان هي التي تحافظ لك على الأصدقاء القدماء، وهي التي تجعلك لا تصطدم بمجرّد أن تم تحويلك من منصبك.

والبعض من الناس عندما تعطيهم الدنيا شيئا، تظهر شخصياتهم المريضة، ويمارسون على الناس أمراضهم الدفينة. ولو أن الدنيا لم تعطيهم شيئا، لبقيت شخصياتهم سوية، فالمنصب أحيانا يبرز في الشخصية أمراضها الدفينة التي لم يكن بإمكانها أن تظهر، لو بقي الشخص في موقعه العادي. 

وحتى لا تصدمني الحياة بتغيراتها علي،ّ يجب أنْ آخذ منها مسافة أمان تجعلني بمنأى عن تأثيرات تغيراتها، وذلك بأن لا أجعلها همي الأكبر وتفكيري الأعظم.

عذاب الشهرة

المشهور من الناس، ممثل كان. أو مغني، أو صانع محتوى على وسائل التواصل الاجتماعي، لا يعيش لذاته، وإنما يعيش لغيره. يجتهد، ويسهر على صنع صورة يريدها جمهوره. وفي هذا غربة عن نفسه، وغربة عن نفسه الفطرية. والغربة عن النفس هي ألا تكون أنت بل كما يريده غيرك، فشخصيته خاضعة لمتطلبات جمهوره، وهدفه في ذلك الشهرة، والإبقاء على مكانته بين الناس. 

إنّه يقسو على ذاته لكيلا يكون ذاته، بسبب أنّه يريد الحفاظ على صورة عُرف بها من طرف جمهوره. فلا يقول كلاما، لأنه يخاف من أنْ يفقد بعض من جمهوره، ولا يأخذ موقفا معينا، حتى لا يخسر البعض من سمعته. فكل همه هو الجمهور والسمعة، حتى تصير هذه السمعة معبودته الوحيدة.

 وقد نجد هذا الفنان، أو هذا الممثل لا يعيش السعادة في حياته، بالرغم من أنّه يقوم بأداء أدوارها في الأفلام، والمسلسلات، والأغاني. تبدو حياته في الفيلم والأغنية شيء، وفي حياته الواقعية شيئا آخر. إنّه يعلِّم الناس السعادة والفرح. ولكن حياته خالية من الفرح. وهذا هو عين القهر والتعاسة.  ولأنّ المشهور قد وصل إلى القمة، في عمل ما من أعماله،  فهو يسعى بكامل جهده لكي يبقى على تلك القمة. ولكن هيهات، ففي كل مرة يظهر مشهورون جدد يحتلون مكانته التي كان عليها. لذلك تجد بين المشاهير بعض العداوة والبغضاء، والحسد، والمنافسة، وتلك التصريحات العدائية التي بينهم تمتلئ بها المواقع الإعلامية. والناس بطبيعتها تبحث عن كل صغيرة وكبيرة عن المشاهير، لذلك تجد المشهور من الناس في حذر دائم من الأخطاء ومن الفضائح. فالناس مولعة بتتبع فضائح المشاهير على منصات الأخبار.

 انظر كيف تنقلب متعة الشهرة والأضواء إلى نقمة من خلال تداول فضائح المشاهير. والبعض من هؤلاء المشاهير ارتبطوا في زواجهم بأقرانهم في الشهرة، ولما تنتهي علاقاتهم بالطلاق، يصبح الزوج يفضح زوجته أمام وسائل الإعلام، والزوجة تفضح زوجها بأشدِّ العبارات. هكذا أصبحت حياتهم الحميمية والشخصية على مسمع الناس. وأي عذاب أشد من هذا العذاب، إنه عذاب الخزي والعار. لأنّ هذا الزواج لم يقام على أسس سليمة وصحيحة. بل من أجل زيادة الشهرة، والاهتمام الإعلامي والمالي.

ولا يوجد عذاب أشد من عذاب هبوط السمعة والصيت على الفنان، وعلى المشهور من الناس. بل نجده يعيش ليله، ونهاره من اجل زيادة شهرته، والحفاظ على جمهوره، ونشر سمعة طيبه عن نفسه. فإذا ما هي تغيرت هذه السمعة، أو تم تحطيمها، يعيش عذابا نفسيا كبيرا. لذلك تجد الفنان مرهف الإحساس، تؤثر فيه أي كلمة، أو رأي صادر من وسيلة إعلامية، أو مقال من جريدة، أو أي رأي لمعجب من معجبيه، فرأسمال المشهور ، هو جمهوره، ومن الطبيعي أن تؤثر أي كلمة عليه. 

واليوم بعد الثورة الإعلامية، أصبحت الشهرة حلم كل شاب، فكثرت القنوات على منصة اليوتيوب، وفتحت صفحات على الفيس بوك، والتويتر ...الخ. البعض من أصحاب هذه القنوات والصفحات همه الأكبر، البحث عن الشهرة، وعن صناعة اسم له في زحمة الأسماء الموجودة بكثرة. ومن أجل صناعة الاسم وإيجاد بريق له، يذهب الأمر بالبعض من هؤلاء إلى التركيز على تلك المواضيع التي تثير انتباه الناس:كمواضيع التهريج، والجنس، والفضائح، والجرائم، وما هو شاذ من الحياة الإنسانية. 

هذا النوع من الشهرة التي يبحث عنها هؤلاء لا تقوم على أساس سليم، فهدفهم الأكبر: هو جلب عدد المشاهدات، والاشتراكات لقنواتهم وصفحاتهم ولا يهمهم مضمون الأفكار التي ينشرونها، بل همهم الأكبر، الحصول على الأموال والتصدّر. فإذا ما تحصل أحدهم على مشاهدات، واعجابات كثيرة لصفحته، أو لقناته، فيكون بذلك، سعيدا تمام السعادة، وإن لم يكن ذلك، فتجده تعيسا، مغموما.وإنْ كان بعض القنوات والصفحات لا ننكر فضلها في نشر الخير، والفضيلة. ولكن الكثير منها لا تنتج غير محتوى تافه، ولا يهدف لشيء. 

الشهرة لا تدوم لأحد. من هنا يكون عذابها، وتعاستها. فإنْ كنت اليوم تُحمل على الاكتف، ويُشاد بك في وسائل الأعلام المختلفة. فإنّه غدا، ولا شك في ذلك، ستدور الدائرة عليك، وتكون نسيا، منسيا، لا يسمع بك أحد، وتموت في زاوية ضيقة من زوايا بيتك. الأخطر ما في الآمر: أنّه سيأتي عليك حين من الدهر، وستقدّم ككبش فداء بفضحك لتوجيه الرأي العام للتحدث عليك، حتى يتم نسيان أهم القضايا التي تهم المجتمع. الشهرة هي صنارة الحياة. بل هي جلد الحياة الخارجي، وهي التي تبدل جلدها في كل لحظة.