كان يشرب النبيذ الاحمر’’
وهو يطالع الجماهير’’
من خلال شرفته’’ في قصره الفخم’’’
الذي يتوسط المملكة ’’’
وكان يبتهج ’’حينما يرى الوزراء’’’
والقادة ’’’والأمراء’’’والجنود ’’’
والحدادين ’’’والنجارين ’’’والنساجين ’’’
والبقالين ’’’والقصابين ’’’والبنائين ’’’
يعملون بجد ’’’ومثابرة ’’’
من أجل ازدهار مملكته ’’’
والدفاع عنها ’’من كيد الاعداء’’
فكلهم ’’طوع أمره ’’
ينفذون ارادته ’’’ويلبون جميع احتياجاته’’’’
لكنه ’’فجأة ’’عبس وجهه’’’
وقطب جبينه ’’وهذا يحدث له دائما’’’’
حينما تذكر مصير الملوك ’’’الذين حكموا العالم ’’
في الحقب الماضية ’’’كنمرود بابل ’’’
وفرعون مصر ’’’’
ويوليوس قيصر الروم ’’’
مصير مأساوي ’’’قبيح ’’’’’’
وحينما حل المساء ’’’اصطحب وزيره متخفيا ’’’
وجاب أزقة المملكة ’’وطرقاتها ’’’
وفي لحظة شرود ’’’وسكون ’’’
وجد في أحدى منعطفات المملكة ’’’
خيمة صغيرة ’’يشع منها ضوء خافت ’’’
وفيها رجل أسود البشرة ’’’وزوجته العرجاء’’’
في بهجة عارمة ’’’
كان الرجل يدق على صفيح معدني’’’
وزوجته’’ترقص’’
وقد وضعت قطعة بالية من قماش أزرق’’’
على ردفيها ’’’’
وهما يضحكان بصوت منتشي’’’
نظر الملك ’’الى وزيره ’’’
وفي عينه حسرة ’’وألم ’’’
وتمنى لو أنه يعيش حياة ’’هذين الشحاذين ’’
بدل من حياته ’’المضطربة ’’والمقيدة ’’’
وبعد رجوعه الى القصر ’’’
أمر جميع الامراء ’’والوزراء’’وقادة الجيش’’’
وأشراف المملكة ’’’بالتواجد في غرفة الاجتماعات الطارئة ’’’’’’
ليقرر ’’وحده’’دون نقاش’’’ودون تبادل للاراء ’’ودون شورى ’’’
احكاما تقضي ’’بمنع كافة أشكال الفرح والزينة ’’’
والاحتفالات ’’’في المملكة ’’’واعلان عام الحزن في المملكة ’’’
فلارقص’’ولاغناء’’’ولادق على الدفوف’’ولاعزف على المعازف’’
ولاعرس’’ولاخطوبة ’’’ولاأعياد ميلاد ’’’’
اتشحت المملكة بالسواد ’’وانتهى زمن البهجة والفرح فيها ’’’
وقبل أن ينتهي العام ’’’سقط الملك ميتا ’’بسبب ادمانه ’’’
على الخمر ’’’وتولى ابنه الاكبر ’’’حكم المملكة ’’’
هذا الأبن الأكبر ’’أيضا أخذ ينظر ’’من شرفة القصر ’’
الى الامراء والوزراء والحرفيين الذين يخدمون المملكة ’’
وكانت نظراته ’’أشد قسوة ’’’وأشد صرامة ’’
من نظرات ’’أباه الملك ’’الذي مات بسبب ادمانه على الخمر ’’’’’’’’’’’’