توفي مأمور المركز ,,
نتيجة ادمانه ’’الخمر’’
وبعد أداء ’’مراسيم وطقوس الدفن ’’’
أقامت عائلة المرحوم ’’
مأدبة عشاء كبيرة ’’
حضرها معظم رجال القرية ’’’
وكانت الوليمة فاخرة جدا’’’
ضمت أشهى المأكولات ’’’
من الرز ’’’واللحم ’’والفواكه ’’
واللبن ’’’
اضافة الى أنواع عديدة ’’
من المشروبات الغازية ’’’
كالببسي’’والسفن ’’’والميرندا ’’’
وبعد انتهاء المأدبة ’’’
تسلق الاعواد الخشبية ’’’
امام المسجد في القرية ’’’
ليلقي خطاب عزاء’’
على روح الميت ’’’
وبعد ذكر بعض الاحاديث ’’’
عن عذاب القبر’’وضغطة القبر ’’’
وظلمة القبر ’’’وعذاب جهنم ’’’
والملئكة الغلاظ ’’’
والسلاسل ’’’والعقارب ’’’’
والافاعي ’’’والديدان ’’’’
وكافة أشكال التعذيب’’
والقهر ’’’والقسر ’’’’
اردف قائلا-------
لاأصدق ’’ما جرى ’’’
مأمور المركز ’’’الذي قضى عمره ’’
في الواجب ’’’الوطني’’’
يطارد اللصوص’’’
ويحقق العدالة ’’’
يموت ’’بهذه السرعة ’’’
هل توهمت السماء ’’’
ام ’’اشتبه القدر ’’’’
لتحترق قلوبنا ’’’الما’’’
وتبكي نساؤنا ’’
حتى تتمزق الثياب ’’’
وتنفش الشعور ’’’
وتضج القرية ’’’
من شمالها الى جنوبها ’’’’’’’’
بالبكاء والنحيب ’’’
هذا المأمور ’’الذي رأيناه بالأمس الاول’’’
في عرس ابن زعيم القرية ’’’
طويل القامة ’’عريض المنكبين ’’’
يرتدي أجمل الملابس ’’’
ويدخن سيجارة جروت ’’’مستوردة ’’’
وهو يرقص مع شباب القرية ’’’
الجوبي ’’’ويردد اغاني المطرب الراحل ’’’
سعدي الحلي ’’بنشوة المنتصر ’’
وبصوت رخيم ’’’يشبه صوت خرير الماء’’’
في فجر البساتين ’’’
اليس هذا رهيبا ’’’’’’
اليس هذا كئيبا ’’’’
أن نجتمع اليوم ’’في عزاءه ’’’
نأكل الرز ’’’واللحم ’’’واشهى الفاكهة ’’’
ثم نحتسي المشروبات الغازية ’’’
بكل صلف ’’’ووقاحة ’’’
وهو مسجى تحت التراب ’’’
وقد ترملت زوجته الطيبة ’’’
وتيتم ابناؤه الخمسة ’’’
الا’’’نستحي ’’
الا’’نخجل ’’’’
وقد فعلنا ’’كل هذه القبائح ’’’
والتفاهات ’’’
رغم فقدنا لشخص عزيز علينا ’’’
شخص’’طالما كان يحمي قريتنا ’’’
من اللصوص’’’
ويقدم المساعدات العينية ’’والمالية ’’’
للارامل ’’’واليتامى ’’’
بربكم ’’هل هذا منصف ’’’
هل هذا من الدين ’’والأخلاق ’’’بشيء’’’
ياللفاجعة ’’’
اليس الاولى ’’بنا ’’’أن نمزق ملابسنا ’’’
وننتف شعورنا ’’’
ونطلق نساؤنا ’’’’
ونعطل اعمالنا ’’’’
ونلطم على صدورنا ’’’’
ونسكن المقبرة ’’’
نستذكر ’’’حكاياه الجميلة ’’’
وبطولاته الفذة ’’’’
ثم ’’أليس من الواجب ’’’
أن نقيم له متحفا ’’’
يضم ملابسه ’’’
وأسلحته ’’’
وأقلامه ’’’’
وكتبه ’’’
وسجلاته ’’’’
وصوره ’’’
وأحذيته ’’’
ولاننسى فراشه الذي كان ينام عليه’’
في المركز ’’’
ووسادته ’’’’
ولابأس ’’أن ننصب له تمثالا ذهبيا ’’’
في منتصف القرية ’’’
ليكون مزارا ’’’لكل ابناء القرية ’’’
آه ’’لو تعلمون كم كان طيبا ’’’
كم كان يساعد الفقراء والمعوزين ’’’
كم كان يرفض خيانة الواجب’’’
ويرفض الرشوة ’’’
ويرفض السهر في الحانات القريبة ’’’
ويرفض ’’’اغراءات النساء الحسناوات ’’’
وبنات الليل ’’’
نعم لقد خسرناه ’’’
خسرنا رجلا كبيرا ’’’
رجلا شريفا ’’’’
رجلا ’’ليس كمثل الرجال ’’’’’’’