٩ سنوات مرت على وفاة والدي
حين أصبحت الحياة خالية من وجوده، من عيناه، وصوته، والدفئ الذي يسكن قلبي بقربه،
تمر أيام طويلة في عمق النسيان،
وتمضي الأيام صافية كأني لم أعرفه يوما،
وكأنني لم أرتوي كثيرا فيضا من حنانه، ولطفه، وكرمه،
تمر الأيام بإنسيابية، وكأنني لم أفقد شخصا عزيزا على قلبي،
شخصا إن كان موجود اليوم معي سيشكل فرقا هائلا في حياتي، سيكون قوة، وأمانا، وعزا، وفخرا،
من الذي أستطاع أن يعيد لهذا الوجه بسمته؟
ولهذا القلب سروره؟
من الذي برحمته أوجد نعمة النسيان والعوض؟
تعيش الرُوح مع الذكريات وحين تأتي الذكريات لشخص غائب تكون أكثر عمقا في التأثير،
للوفاء الذي بات جليا، يصعب على المرء أن يجازي كل تلك الفضائل،
في الذكرى السنوية التاسعة، وجدت نفسي لوحدي، عيناي مليئة بالدموع، وفي قلبي حنين،
أتأمل عيناك في الصورة، وأتأمل إبتسامة الطفلة التي كنتها على يمينك،
وأتسائل كيف مر كل شيء وإنتهى،
ووصلنا لمفترق طريق تكون فيه غائب،
وأكون أنا هنا لوحدي أكبر بدونك،
لِروحك السلام، ولعينيك الهناء،
كل ما يتمناه قلبي أن تنام قرير العينين،
أن يكون قبرك روضة من رياض الجنة،
لأن كل ما أعجز أنا عن فعله، يرقى لدعوة صادقة، مليئة بالذكريات، والحب، والإشتياق،
ليكون لهذا أثرا، لتكون الدعوة عميقة من القلب، ليستجيب الله، وتنعم أنت، فيطمأن قلبي ويأنس.