أن ترسم خارطة، وفقا لما تراه صحيحا،
للوصول للطريق الصحيح، وللوجهة التي تريدها، أفضل بكثير، من أن ترسم خريطتك،
وفقا لرغباتك وهوى نفسك،
تأتي الكثير من الرغبات، والأفكار، والقرارات،
بناء على الماضي وتجاربه،
أو تستمد قوتها، من العقل اللاواعي،
الذي يخزن الكثير من القرارات، التي قررتها في الماضي، حين كانت خبرتك أقل، أو من خلال إنفعالات سابقة، في مواقف عديدة،
كانت منطقيه في وقتها، وغير واقعية في الزمن الحاضر الذي تعيشه،
فترى أنها غير مجدية، ولكنك مؤمن بها، ولا تعرف السبب خلف ذلك،
القوي والشجاع من يتخذ القرار، برسم خريطة جديدة لحياته الحاضرة، وتغيير المسار لمستقبل مختلف،
لأنه ببساطة يستحق النجاح، والتميز، وتحقيق ما يريد،
قد تشعر بالخوف، بالتهديد، بالفقد، بعدم المعرفة، بخوضك بمجهول، وشيء غير معتاد، وغير مضمون، وستخرج من دائرة الراحة، ستشعر مرارا بعدم الراحة، وقد يصيبك القلق جراء كل ما يحدث،
لا بأس فالبدايات هكذا، ولكن بعد أن تخطوا خطواتك الأولى، ستجد أن الموضوع لم يكن بكل تلك الصعوبة التي تخيلتها، وأنه كل ما كان عليك، هو أن تستمر وتبدأ،
لا يهم كل ماحدث في الماضي، وليس مهما من ضربك قبل ٥ سنوات، أو من خدعك، أو من غشك،
لايهم كل تجاربك التي فشلت بها، وأخطائك التي أرتكبتها،
فالماضي غاب ورحل وأنتهى، أنت الأن أبن اليوم وليد اللحظة الحاضرة التي بين يديك،
فهي بداية جديدة نقية من كل شيء حدث بالماضي،
إن تعرضت للمؤامرات في وقت سابق فأنت اليوم وضعك وظروفك تختلف تماما عن ذلك الوقت،
وإن مرضت في الماضي فأنت اليوم تنعم بالعافية، وإن أخطأت في الماضي فأنت اليوم تنعم بالتعلم من تلك التجربة،
وإن كانت لديك عوائق في الماضي فطريقك اليوم ممهد،
وإن كان يوجد أشخاص حاربوك ووقفوا ضدك في الماضي فاليوم هم مسالمين، أو رحلوا،
لا تحمل الأخرين المسؤولية وتسقط عليهم ظروف حياتك، فأنت اليوم المسؤول الوحيد عن حياتك،
توقف عن النظر في الماضي، والعيش في سجن الأفكار والمعتقدات! الي هي إمتداد لتجارب سابقة ليس لها وجود الأن،
أن تنظر لدماغك بأنه محل للزرع، والحصاد،
فإن أردت حياة هانئة، لابد أن تحسن زرع الأفكار والمعتقدات، التي تؤهلك لعيش حياة هانئة،
أن تنقي ذلك الدماغ من الشوائب، التي تعيق سير حياتك بشكل هانئ،
وتجدد المعتقدات، وتمتلك الشجاعة للتغيير في المعتقد، والفكرة، والسلوك،
مرة قالت لي إحدى الزميلات،
"أنا أعتقد كذا، وأنا عارفة أن هذا الأمر صح، ومؤمنة فيه وبوجوده،
بس ما أبغ تكون عندي معتقدات كذا، أبغ أغيرها، لأن أنا أؤمن مثل ما الشر موجود، فالخير موجود، وهذا الأمر ما أبغ أحرم نفسي منه، بسبب تجربة سيئة مريت فيها،
لأنِ واثقة إني مريت بتجارب كثيرة جيدة بسبب هذا الأمر، وبسبب كذا أنا وصلت للي وصلت له، فأبغ أتبنى معتقد جديد"
هنا شخصية ملهمة، قوية، واعية،
مرت بتجربة خلت معتقدها يتغير، ويصير عندها معتقد جديد أمنت فيه،
بس ما خلته يأثر عليها بشكل سلبي، ويخليها تخسر تجارب وافرة، وفرص حلوه، ويخليها تتراجع بعد تقدمها الكبير،
فسوت تغيير بسيط في المعتقد، أنا أؤمن بوجود الشر، بس أؤمن بوجود الخير،
فغامرت بالإستمرار بالتجارب، وماتراجعت وخافت بعد تجربتها السيئة،
مع الوقت بتمر بتجارب ناجحة، وبتكون سعيدة، وبتنسى تجربتها السيئة، وبتحقق مزيد من النجاح، والإنجاز، وتراكم الخبرات،
بينما لو خافت، وقبلت بالمعتقد السلبي الجديد، حترفض التجارب الجديدة، بحجة تجربتها السلبية، وحتبقى مكانها بدون تغيير، وحتضيع منها الفرص،
لازم نكون واعين لقراراتنا، ومعتقداتنا، وأفكارنا،
هي من أين نابعة، وماهو مصدرها، وكيف تبنيناها، وهل هي حقيقية؟ أو مجرد وهم؟ وإشارات خطأ من العقل اللاواعي؟ التي تبنيناها في الماضي بوعي منخفض، وخزناها به معتقدات خاطئة بناء على تجارب في زمنها، أو قد تكون صحيحة في ذلك الزمن، ولا تتناسب مع الحاضر،
الحاضر بيدنا، كيف نحن اليوم؟ وكيف هي ظروفنا؟ وما هي الأمور التي نحن قادرين نعملها؟