تعرف نفسك من خلال تفاعلها مع الأشخاص والمواقف. من خلال تفكيرها، أفعالها وردود الأفعال. من الصعب أن تعرف نفسك بمعزل عن محيط اجتماعي، لا لأنه من يمنحك أو يمد ذاتك بشيء بل لأن هذا المحيط هو من يكشف لك من أنت؟
المقابلة التي تُسأل فيها: عرّف بنفسك أو من أنت، هي الصيغة المباشرة والصادمة أحيانا للتفكير في من أنت، لكنك في الحقيقة وفي كل يوم وموقف تُسأل هذا السؤال بشكل غير مباشر وتجيب عنه بلا وعي!
أنت لست موقف واحد سيء أو جيد، أنت كل المواقف التي حصلت لك والتي لم تحصل بعد، أنت مجموع أشياء كثيرة تدركها أو لم تدركها بعد، لك يد فيها غالبا أو ليس لك، لا يهم، المهم أن لا تعتقد بأنك عرفت الإجابة أو أوشكت على ذلك!
يبدو لي بأن المطلوب أن لا تعرف ذاتك جملة واحدة أو تلخصها في كم سطر في سيرة ذاتية أو تدوينة أو إجابة على سؤال، المطلوب أن تتعرف عليها طوال العمر ربما. في كل مرة تتفاجئ من نفسك في أمر، ثق بأنك في المرة التي تليها ستُفاجئك في أمر آخر.
أن تعرف نفسك كلياً، ربما يعني أن تتوقف عن ممارسة الحياة حتى لا تكتشف شيء جديد فيك، أو ربما مارس الحياة بلا تفكير / تأمل أو وعي، مارسها كآلة لا يمكنها أن تدرك ذاتها ولا أن تتطور، آلة تعرف أنها ستتوقف عن العمل يوما ما كأي آلة أخرى في الحياة، ولا غرابة في ذلك.