أنا بخير, الأمور تسير على ما يرام, بعض المسارات ضبابية إلى درجة أنه لا يمكنني التنبؤ بنتيجة خطوتي القادمة فيها ولا حتى تخمينه لكني مع ذلك بخير. كل الأمور ستكون كأفضل ما يكون ما دمت سأفعل كل ما عليّ فعله. لازلت أفتقد الحماس تجاه الأشياء, الحماس الذي يجعل المشي/الجهد/المحاولات/الفشل وحتى النجاح بطعم خاص. كلمات الكاتب - الذي لا أذكر اسمه- مطمئنة إلى حد ما: 

(Don’t panic if you can’t think of a career path that’s a perfect fit. In large part, this is because interests are not just discovered, they’re developed )

بعده, بعد هذا الحد الذي تدفعني الأيام لتجاوزه لا أعلم ماذا سأفعل حين أتولى مسئولية طمأنة نفسي بنفسي, حين ينتهي مفعول كلام هذا الكاتب وَ أية كلام آخر يشبهه.

مهما كان لون الحياة أو طعمها لا شيء ثابت, لا يمكنك الركون والاتكاء ما دامت الأحوال ستتغير, الأصل هو التغير لا الثبات, لكنك تركن إلى الثبات, تثق بما تعرف, حتى لو كنت لا تعلم إن كان المجهول أفضل من المعلوم أو العكس. في الحقيقة, وفي كثير من الأحيان, ليست مهمتك تخمين ذلك وليس عليك القلق من أجله فالمكتوب مكتوب. 

مع ذلك, بين الحين والآخر تحتاج إلى طرد مخاوفك من رأسك, التعبير عنها ربما يقودك للتحرر منها, الاعتراف بوجودها ربما يعطيها حجمها الحقيقي بدل المزيف, ما دامت المخاوف مسجونة في داخلك, ما دمت تصر على تجاهلها فهي أمام خيارين أن تبقى على حالها أو تكبر, كلا الخيارين لا يؤدي إلى اختفائها. وربما ليس عليها أن تختفي بل عليك أن تتعلم كيف تتعايش/تتعامل معها. تحديداً مع حجمها الحقيقي أياً كان. 

اعتدت أن أفكر بأن الاعتراف بالشيء يمنحه وجوداً, لكن ربما هذا لا ينطبق مع كل شيء. بعض الأشياء كالمخاوف مثلاً موجودة أصلاً لذا ربما الاعتراف بها يحدد ماهيتها وحجمها, أن تتعامل معها بعد ذلك ربما يكون أسهل من أن لا تتعامل معها إطلاقاً. 

لذلك أريد أن أكتب مخاوفي لا لأتحرر منها بل لتتحرر مني! أعلم بأنها تتوق إلى الاختفاء, إلى التلاشي, إلى ممارسة أية دور إيجابي في حياتي, أو إلى عدم ممارسة أية دور كأن تقف على الحياد مثلاً. أن تدعني وشأني شرط أن أدعها وشأنها, شرط أن لا أُقحمها عنوةً في تفكيري وفي كل الأمور التي لا تهتم بها.


____________________________________ 

بيني وبيني: 

أخاف أن لا أجد مشرفاً مناسباً, وإن وجدت أخشى أن أية عقبة تعترض الطريق أُسقطها على خطئي في الاختيار. اختيارتي ليس لها تاريخ مُشرّف, دائماً تخيب أملي أو أنا التي أخيب أملها, أياً كان, النتيجة ليست جيدة ولست على استعداد لمواجهة ذات النتيجة من جديد. 

أخاف أن لا يكون المسار الذي اخترته ملائماً لي لأية سبب. ولأني قضيت على فرص التفكير في المسارات الأخرى التي أعرفها, لا أريد تخيل أن يكون هذا المسار أيضاً غير ملائم. لا أريد خوض تجربة الحيرة والبحث من جديد. ربما لا يكون لدي وقت هذه المرة. 

أخشى أحياناً أن أخيّب أملي بي, أن أسيئ تقدير الأمور, أن أحمّل نفسي ما لا طاقة لها به, أو أحمّلها أقل بكثير من طاقتها. أخشى بأني أدعي تقبل وجود احتمال كاحتمال الفشل, في حين أن حدوثه هو الاختبار الحقيقي الوحيد لإدعائي هذا. أخشى أن أتكاسل, أن لا أفعل بالأسباب. أن أدعي بأني أجتهد, وَ أتمكن من إقناع الجميع بأني أفعل ذلك لكني لا أفعل! 

// أثق بالله أولاً وأخيراً أن لا يكلني إليّ, فهو الأعرف بي من نفسي, الأعلم بما هو خير لي. تيسيرك وعونك وهدايتك يارب.