بعد فترة الذبول التي مررت بها وأنا أعيشها شعرت بكم الأسى،
وأن للحياة معاني سامية ومشاعر وجمال ونظرة مختلفة،
فهمت الفروق، وهذا هو جوهر عيش التناقض، أن تفهم من عمق التجارب الإختلاف بين النقيضين، وتقدر بشكل صادق كل النعم التي لديك، وتنظر لها بعين الإدراك والوعي، بعد جهلك وعدم معرفتك بها،
عرفت!
كيف من الممكن أن تكون الحياة بائسة بلا معنى، أن تفقد مشاعرك وبهجتك ولهفتك للحياة والأشياء، أن تكون كل الأشياء بالنسبة إليك عادية ولا تستدعي إهتمامك، أن تستيقظ ولا يوجد لديك عمل تعمله، أو هدف تسعى إليه، تستيقظ للاشيء، وتمر ساعات اليوم عادية، لا تتفاعل مع شيء ولا شيء يتفاعل معك،
أن ترفض كل شيء بيأس وإيمان بأنه لا جدوى من ذلك، اليأس حين يتلبس قلبك وأفكارك؛ فيسيطر على سلوكك، فتبقى في مكانك بلا حراك!
شيئا، فشيئا، تذبل، وتنطفأ، فتصبح روحك باهتة،
كيف كنت أتسائل كل ليلة،
ما الذي يحفزني للإستقاظ غدا؟ كنت أجاوب نفسي بأجوبة مبتذلة، لم تنجح في ملامسة شرارة الشغف بداخلي، لتشعلها وتحفز روحي الذابلة للعيش والإستئناس،
لكني قوية جدا، فكنت أستيقظ كل يوم،
بحثا عن شعاع الشمس، وتأمل شروق الشمس، وإحتضان الطبيعة، علها تنعش روحي، وتغمرها بالحياة والدفىء، وتعيد نبضها الحيوي،
مرت الأيام ووجدت إجابة واحدة، حركت ما بداخلي تجاه سؤالي ذاك في تلك الليالي، أنا لم أكن أحتاج لأسئل ذلك السؤال ولم أحتاج لإجابة،
الشخص السعيد حقا لا يحتاج لمعرفة سبب يحمسه للإستيقاظ غدا، وإنما هو في حالة سرور وسكينة تمكنه من العيش هانئا في ليلته عوضا عن الحديث في الغد، يريد أن يستيقظ لأنه سعيد وسعادته تمكنه من صنع أحداث الغد، وليس الخيار في البحث عن الأحداث لتحريك الداخل،
أتذكر دائما نصيحة إحدى صديقاتي لصديقتنا، "حاولي ترجعين نفس قبل، أنا كنت مثلك وحاولت ورجعت"
هل المحاولة خيار؟ إذا المحاولة تعني الأمل، وتعني الإصرار، والأهم من ذلك كله هو الإرادة،
أن يريد الإنسان أن يعيش حالة معينة إيجابية، أن يشعر أن روحه حيه، مزهره، مقبله على الأهداف،
وتكرار التجارب في الذبول والإنطفاء، يظهر طبيعة حدوثه للنفس البشرية، ولكن تختلف نظرتنا له، وتعاملنا معه، ومدة مكوثنا به،
وأتذكر دائما نصيحة إحدى زميلاتي في الكوتشنج، "عملتِ توكيدات إيجابية فقط وغيرتِ نفسيتك وسلوكك! كيف لو إشتغلتِ على البرمجة وتغيير أنماط التفكير؟ ما الذي سيحدثه معكِ؟"وصلت لكم درجة الحماس والرغبة في التغيير والتجربة؟
