أنس اللحظات وتفاصيلها العميقة الممتعة، تجذرت داخل أرواحنا معاني سامية بمصطلحات مبهجة، أدت بنا هذه المعاني لرؤية مختلفة للحياة، لروية أكثر جمالا وسعة، لإستقبال الحياة بصدر رحب محب، نبعت من أعماق أرواحنا سلاما وصفاء وسرورا، تخلصنا من كلاكيع الماضي وألامه وداوينا مخاوفنا وأنتيهنا، وأستقبلنا فرحة الحياة الجديدة، عشنا الحاضر بكل ما فينا، فرأينا الجمال الجانب المشرق من الحياة، مع مطالع شمس جديدة في كل يوم يتجذر بداخلنا إحساس الأمان والسلام والبداية، تتسابق أمانينا لنسعى بخطى حثيثة تعرف الأمل جيدا ويعرفنا الأمل جيدا بخطواتنا الحثيثه المصره على الإنجاز والتحقيق، بملامحنا المشرقة مع مشارق النهار التي عرفت الراحة وألفتها، وتخللها السرور، ومر على قسماتها الكثير من الوعي حتى تجلى عليها النور والحكمة والإتزان، بعيون تتسع بلا حدود للعيش، لنسج أحلام جديدة، ورسم خطط أكثر سلاسة ونجاحا، لعيون تتحدث قبل اللسان، وتحمل داخلها الكثير من العمق، العمق الذي تعمق داخلها بالكثير من التفاصيل العميقة والعلاقات العميقة، والأحلام العميقة التي نسجت ونفذت بكل أرواحنا بكل ما فينا بكل ما تحمله خلايا أجسادنا، أحلاما ولدت كالنور داخلنا شعشع نورها قلوبنا فأبهجتنا وصورتها أضحت كالبوصلة التي تحملنا لتحقيقها لطريقها ليس إلا طريق أخر حين أيقنا ان كل هذا الجمال الذي رأيناه يجب أن يرى النور بصورة حية حقيقية ضاهرة للملأ، فولد النور هذا حقيقيا حتى أصبح واقعا، لأن الحقائق يجب أن تظهر وإن كانت بعد حين، ولدنا أحرارا بفطرة سويه وعينان تملأه البراءة والبهجة، مازلنا متمسكين باللحظة الأولى بسجيتنا الكبرى، بسلامنا وحبنا وتصالحنا مع كل البشر، بعطائنا برحمتنا، نكبر ونكبر مع السنين لنكن على وعي ونضج أكبر، لا لأن ننسى طفلنا الداخلي الذي كناه أو ننسى تلك الفطره وتلك البراءة والبهجة، ذلك الطفل الذي كان خالي من الصدمات والعقد، كبرنا لنساعده أكثر ونمتلك الإمكانيات والمهارات اللازمة للعيش في الحياة لنتصافى ونتشافى ونداوي كل ما مررنا به للحفاظ على صورة الطفل الداخلي حر طبيعي يتجاوز الأزمات محتفظ بالصورة الطبيعية للحياة ولرددات فعله وطريقة عيشه، كبرنا لنسعى لننطلق لنحلم ولنحقق وننجز ونؤسس ونبني ونثمر، لكن مازال جزء كبير منا يحب الحياة يحب اللعب والضحك، ورؤية الشمس، لأكل الحلوى، والإندماج بالعلاقات، ما زلنا بحاجة للطبطبة على مخاوفنا، وتحقيق إحتياجاتنا، لم نكبر لنكن جامدين عابسين متململين، لم نكبر لنكن ألات تعمل، بل كبرنا لنبتهج أكثر ونمرح أكثر، لتضحك أعيننا قبل أفواهنا وتتبسم ملامحنا قبل شفتانا، ويسكن السلام أرواحنا قبل حياتنا، كبرنا لنعمل بحب ونعمل ما نحب، كبرنا ليكون عملنا جزءا منا، أن يكون دليلا علينا، يشبهنا، شيئا منا، يمثلنا، أن نقف دائما لمراجعة تغذيتنا الفكرية، فالعقل يتغذى يوميا وفي كل لحظة بالكثير من الأفكار فتتجذر تلك الأفكار بمعتقدات راسخة في عقلك اللاواعي تتحكم في حياتك وفي ردود أفعالك، فتقف لتراجعها لتغذيها بإستمرار بمعاني رائعة مبهجة وكما تود، ليتجلى في حياتك ما تريد، أن تبني هذه الأفكار على أساس سليم أمن صحيح، ليست مهمة الحقيقة بقدر أهمية ما تخبر نفسك به، وليست مشاعر الأخرين تجاهك بذات قيمة إن لم تصدقها وتبتهج بها، وليس التنمر والأذية بذات صدى عالي داخل زوايا فكرك إن أنت لم تعيره إنتباهك وإهتمامك، إستقبالك للحياة مهم جدا، معتقداتك التي تتبناها وتتسرخ بعقلك فتصبح صوتك الداخلي الذي تستيقظ عليه، والمحرك الأساسي الذي تسير عليه، وأرجوحة الحكاية التي تنام عليها كل ليلة فتغمض عينك مهموما، أو سعيدا مبتسما مليئا بالطاقة والحيوية، رؤية الخير في البشر وملاحظة ملامح الفرح على وجوههم والإنتباه وإستقبال الحب والعطاء منهم، أن تسمح لنفسك بإستقبال الإهتمام منهم، أن يقتربوا منك وأن تدخل في علاقات عميقة صحية تحمل الكثير من الوعي، أن تركز على الإيجابيات وترى تفاصيل الجمال في العلاقات والحياة وفي نفسك، أن تشبع عقلك وقلبك بالأمل، الأمل الذي يولد في روحك الرغبة في الحركة في الإستمرارية في السعي في العمل في خوض تجارب جديدة، فغياب الأمل وتلبسك باليأس لن تتحرك من مكانك فما الفائدة من كل ذلك حين تكون الصورة سوداء يائسة باهته وكل النتائج ستكون بلا جدوى ونفع، الأمل يولد الأحلام والسعي لتحقيقها يولد النور والتحليق بالحياة بحرية وحيويه، أما اليأس فتبدو خطواتك معه مثقلة بمحاولات مرغمه مسايره لعيشك في الحياة