يا بُنيّ تخبط؛ وسر في طريق الحيّارى المُكتشفين. آن لك أن تُخاطر، أن تسير إلى "لا وجهةٍ" تبحث عن الهداية، ثم تعود ثانية حيث بدأت مُكتشفًا أنه لا هداية إلا في دار الهداية.


يا بنيّ لا تخشى الظلام أو الوحدة، فستعتاد عليهما، كإثنين أصبحا واحد. لن تجد من الحياة ملجأً سوى زاوية من تقاطع جدارين في غرفتك.


يا بُنيّ لا تحوم على الحمى، فتوشك أن تواقعه. وتجنب الشبهات ولا تفتح لمعصيةٍ باب؛ فإني أخشى أنه إن فُتح ألّا يُغلق.


يا بُنيّ الدين الدين، فهو جابر كل كسرٍ، وإن كسر فما لقناته من جبران.


يا بُنيّ القرآن القرآن، كِتاب يتنامى تدبره في شِعاب الروح؛ وإعلم أن أسراره لا تأتي إلا بطول المُصاحبة، فالقرآن يا بُنيّ كتابٌ عزيز.


يا بُنيّ إسعى، وأكثر من سعيك وتيقّن أن سعيك سوف يُرى. يا بُنيّ زيادة المرء في دنياه نقصان ... وربحه غير محض الخير خسران. يا بُني سر ولا تُقصر، فإنك لا تدرى أين تُصبح غدًا.


يا بُنيّ العلم لُجةٌ وحجةٌ. فتأدب بأدب العِلم قبل طلبه. يا بُني العلم صيدٌ، والكِتابة قيدة. يا بُني لا شئ أجزل من نصيحة لقمان لإبنه: يا بنيّ، كُنْ ذا قَلبَيْن، قَلبٍ تخافُ الله بهِ خَوْفاً لا يُخَالِطُه تَفريطٌ، وقَلبٍ تَرجو الله بِهِ رجاءً لا يُخالِطُه تَغرير" ونصيحة النبي لإبن عمر "عش في الدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل"

يا بُنيّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "مَثَلُ الَّذِي يُعَلِّمُ النَّاسَ الْخَيْرَ وَيَنْسَى نَفْسَهُ مِثْلُ الْفَتِيلَةِ تُضِيءُ لِلنَّاسِ وَتَحْرِقُ نَفْسَهَا"

يا بُني، كُن نفسك.