في غمرة الفرح، وفي إنشغال الأيام، وموج الحياة الساري، وفي الأماني والعمل والسير في الحياة،
أحسست بداية بحساسية قوية، ظننت الأمر عادي، وأنه مجرد وقت وتنتهي، ثم أحسست بتورم لين، وتصلب بعد عدة أيام، ومازال الأمل يسكنني، وأنه مجرد تورم بسيط سيزول مع الأيام،
فقدت القدرة على المشي جيدا، والجلوس جيدا،
ثم بدأ الألم يقوى، وتتفاوت درجاته،
ويزول في حِين أخر،
كنت أقف عاجزه عن ممارسة حياتي،
أو الإستمتاع، أو مواصلة الحياة،
وفي مرات عاجزه عن إعداد القهوة لي،
فوت الكثير من الخرجات، وأعتذرت عن العمل،
كنت أمشي خطوتي على هون،
شعرت بالأماكن، التي لطالما كنت أمشي فيها لساعات، بإستمتاع وسرعة، بأنها أميال طويلة، كنت أخطوها على مهل، وبألم وإعياء،
كنت في لحظات سكون الألم،
أنتهز الفرصة في تأدية مهامي سريعا قبل عودته،
بعد أن فاض الألم بي، وطالت مدته،
قررت الذهاب للمركز بداية،
تم تشخيصه من الدكتوره بأنه خراج،
أعطتني مسكن ومرهمين، مع تحويل لدكتور جراحة،
عز علي رؤية حياتي في فترتها،
كنت أقول ما الذي تحول، وما الذي بدل،
كل هذه البهجة والسريان،
بالدموع والبكاء، والألم والتوقف،
شعرت بإمتنان، لكل حياتي التي مضت،
لكل الأيام التي تواجدت لدي العافية،
لأعيش وأسير في الأيام،
شعرت بإمتنان، لكل التفاصيل البسيطة،
التي كنت قادره على عملها، دون عناء وجهد كبير،
على وفرة الوقت وإتساعه، والحرية،
مما تضاعف بداخلي تقدير كل النعم، التي لدي،
أجزمت بأنه هناك فترة تحول قادمة،
فتره إنتقالية،
لأنه هناك محطات في حياة الإنسان
لا يعود بعدها كما كان،
وكل شيء يحدث خير، ولحكمة إلهيه،
وإن خير إبن أدم لأختار أقدار الله له،
حمدت الله، وقويت إيماني، وصبرت،
وإحتسبت الأجر من عند الله،
قررت أن أكون قوية، بما يكفي لتجاوز هذه المرحلة،
بدأ التورم يزداد، وكبر حجمه، وزادت حدة الألم،
ذهبت لدكتور الجراحة، وأخبرني بضرورة
إجراء عملية عاجلة، لفتح الخراج، وإزالته،
تم تحويلي إلى مستشفى أخر،
وقفت في الطوارئ، ممسكة ورقتي، أنتظر دوري،
من قسم الطوارئ، حولتني الدكتوره،
إلى قسم العمليات الجراحية الصغرى،
أجريت العملية في دقائق معدودة،
دقائق قليلة كانت فارقة في حياتي،
زال الألم، وأستطعت المشي جيدا،
والوقوف يإعتدال وإستقامة،
غياب الألم، يعني المتعة، والقدرة على الإستمتاع
ومزاولة الحياة، والإستمرارية في العمل،
بعد العملية الجراحية، جرح عميق،
والكثير من المضادات، والكثير، الكثير من التغذية،
والبروتين، والخضروات الورقية، والبيض، والعدس،
ورحلة مع غيارات الجرح، لمدة أكثر من ثلاث أسابيع،
ممتنه للكثير من اللطفاء الذين صادفتهم،
لكل كلمة،
ولكل معلومه ساعدتني بفضل الله في الشفاء،
لمن داواني وعالجني،
ممتنه لكل الطاقم الطبي والممرضات ولكل من صادفته هناك، شكرا
وشكرا لكل القلوب التي أحتوتني، وغمرتني بإهتمامها ورعايتها، من عائلتي وصديقاتي ومعارفي وجميع الممرضات، شكرا من القلب