المعنى بصورته الداخلية ونضرتنا الذاتية للممتلكات من حولنا والأشخاص والمشاعر والأفكار ومعتقداتنا عن الأحداث وما نشكله عن الحياة من صور ذهنية بداخل عقلنا البشري، كيف من الممكن أن يؤثر المعنى بشكل كبير على حياتنا وعلى تصورنا للأيام واللحظات وتشكيل طباعنا تجاهه، هذا ما يفسر أن خلف نجاحات كبيرة شعور بالفشل نتيجة عدم إيجاد المعنى الحقيقي أو بسبب تشكل صورة ذهنية خاطئة أو تصور أقل مما تستحق حياتنا ونجاحنا، فتجد الحياة عند الكثير مفعمة بالجمال والفرص والإنجازات والسعادة لكنها تخلو من المعاني وتشكيل صورة ذهنية جيدة داخلية عن الحياة الخارجية فينتج عن ذلك شعور بالحزن والإحباط وعدم تحقيق رغبة مرجوة برغم من وفرة الحياة الخارجية لديه ولكن الثغرة الحقيقية هي بالفقر الداخلي من الحياة ووفرة المعاني الرائعة وتشكيل الصور الذهنية الجيدة التي من الممكن أن تحسن من المشاعر والأفكار وتؤثر على سلوكياتنا وطبيعة تفاعلنا مع الأحداث والمواقف والحياة، فنشعر بالرضا الداخلي والإنجاز الحقيقي، إعطاء المعاني للذات بالحب والقبول والسلام وفهم شخصية الفرد وتحديد أهم الجوانب الرائعة الموجودة به وإبرازها وتقويتها وإعطائها المعنى والحب والتغذية، كقول أنا طموح جدا او أنا شخص رقيق وحنون، أو أن الكوب الخاص بي دافئ ويصنع لي لحظات سعيدة، أو أن هذا الفستان يغمرني بالأناقة، أو أن أمي دائما رئوفه بي وتحبني وتتقبلني في جميع حالاتي، أو أن حلمي هذا يشعرني دائما بالنجاح والعطاء، أي معنى قابل للإيجابية وتحسين نظرتنا للأمور من حولنا والحياة، يضيف لنا تغذية راجعة بالجمال، في نضرتنا للجوانب الإيجابية من كل شيء لتحسين نضرتنا لحياتنا وحبها وتقبلها بأكبر شكل ممكن، كل شيء له جوانب كثيره ولابد أن تجد به جانب إيجابي تحبه كيف من الممكن أن تكتشفه وتكبره وتركز عليه فتسعد، الحياة ليست مثالية توجد بها مكدرات وسلبيات ومنغصات، ولكن في تركيزنا على الجانب الداخلي وتحسين نظرتنا للحياة من الممكن أن تبدو لنا وللأخرين أن حياتنا في غاية الروعة والمثالية والجمال، لأننا لم نعطي للسلبي منها حجم أكبر وصغرناها وتعايشنا معها وأنطلقنا منها بشكل إيجابي يساعدنا للنضج ونمو بشكل أفضل، مع التركيز على المتعة والجوانب الإيجابية وتكبيرها وإضافتها للحياة بصورة أكثر روعة وإبرازها والإستفادة من فرصة وجودها وتنميتها.