وإن كانت الحياة كلها مملؤوه بالقسوة بنسبة تغلب على الأقلية من الرحمة، هذا لا يتعارض من وجود الرحمة والعطف والحنان، ستجده في أماكنه الطبيعية التي لم تتشوه فيها الفطرة أو من أعادو الفطرة على طبيعتها وسجيتها الأولى، في مكان ما مناسب ستجد من يشبهونك بأرواحهم، ومن يكون لديهم الوعي عالي، من تشافوا وشافوا ارواحهم وقلوبهم وصححو أفكارهم، من يدركون قيمة الكلمة ويحسبون ألف حساب لسلوكهم، سيعتذرون من أعماق قلبهم إن أخطأو، وسيقدمون لك المساعدة بصدر رحب إن عرفوا حتى بتلميحة بسيطة منك بإحتياجك لأمر ما، في مكان ما سليم واعي تملؤه السكينة والطمأنينة ستزهر روحك وتتشافى أكثر وتلتقي بمرأة قلبك وفكرك، لعلاقات كثيره عميقة لن تحتاج ان تبحث وتتعلم كيف تتعامل معهم أو أن تتشافى منها أو تنتظر الوقت لتكون بمفردك وترجع لقلبك، لأنهم سيكونون جزءا من قلبك ومشاعره وأفكاره ستشعر معهم أنك داخل روحك وبمفردك، مع إضافة لوجود أشخاص أخرين يشبهونك زادوا من جمالك وعمقك وساعدوك للنمو والتطور والتعلم والبهجة والإتساع والرحابه، علاقات تساعدك لتزهر أكثر دون أن تبذل مجهود، علاقات سليمة صحيحة وجدت فيها الحب والقبول الغير مشروط، والوعي العالي والعلم والثقافة، بعد أن باتت فكرتك في عدم وجودهم، وبعد أن جفت سنواتك من غيابهم، ومن خريف أصابك من علاقات لا جدوى فيها سوى الإستنزاف والتراجع، تجد نفسك قد وصلت أخيرا إليهم وأشرقت الشمس في روحك في نهاية سعيك، وأزهرت روحك من جديد زهورا لم تخلقها أنت بحنانك العميق داخل روحك، بل خلقها أشخاص أخرين داخل روحك يملكون رقة قلبك، اما الأن حافظ على هؤلاء الأشخاص أسمح لهم بالدخول لقلبك قبل حياتك، بعد أن وجدت أشباهك من البشر وحققت شغفك بالوصول لعالم تشعر بأنه هو عالمك ومكانك، للأماكن الطبيعية التي يوجد بها سلام وإتفاق وحضور ذهني للحظة الحاضرة، وتوجد بها قوة داخلية وتحكم عالي في الخارج، وتحقيق للأهداف ونمو طبيعي وسليم لا يعيقه َمعيقات خاطئة وقسوة مغلفة ومبطنة بحب وخوف خاطئ يؤدي لدمار قد لا يستطيع الشخص الغير واعي تخيله وتصوره، لبيئة أمنه صحيه يستطيع الشخص التحرك والتقدم فيها بثقة وأمان وقوة وقدرة حقيقة على رسم خطة جديدة، هنا المكان الجديد ونقطة إنطلاق جديدة.