في الصباحات الجديدة حين تشرق الشمس إشراقة جديدة ليوم جديد لبداية خافته هادئة مع صوت العصافير وبدء الحياة من جديد بعد ليل طويل هادئ ساكن، تدب الحركة في الحياة وفي الشوارع والمباني والمدارس والجامعات ومباني الوظائف والأسواق، كل شيء يبدأ من جديد بداية جديدة، ولربما إكمال لمسيرة سابقة للوصول لهدف ما، حاول بكل طاقتك وجهدك أن يشرق شيئا ما بداخلك مع كل إشراقة شمس جديدة، فالشمس تشرق في الكون فتبدأ الحياة، ويوجد شيئا ما بداخلك يحتاج للشروق للإنارة للنور للبداية، لشعلة تشعلها بداخلك تضيئك وتنيرك وتدلك، حاول جيدا وبشكل رائع أن يكون هذا الشيء المشرق مشرق بشكل حقيقي، إشراقة تشعر بها بداخل روحك تنيرك وترشدك وتشعرك بالنور يسري داخل كيانك ويضيف بإشراقته كل شيء حوله كل الكون كالشمس، حاول كل يوم أن تجد إشراقتك الداخلية لإيجاد النور والدليل في أيامك، كفكرة ذهبية منيرة، أو شعور، أو معتقد، أو نية، أو أسلوب، أو صنع أمر ما، أو إيجاد حل، شيئا ما على شكل تشافي وحب وبداية وسلام وتعاطف ورضا، شيئا ما يجعلك حين تستيقظ من النوم تبتهج وتبدأ بشغف ليومك، يصنع إبتسامتك على ملامحك وتتورد في وجهك السعادة، شيئا ما يجعل روحك صافية مرحه مسالمه َمقبله على الحياة، أن يكون ليومك قيمة حقيقية تعني لك بالأهمية، أن تضيف لكل يوم من عمرك قيمة تشبهك وتشبه قيمك وتشعرك بالرضا والإنجاز، قيمة تناسبك وتعني لك وتشبهك وتؤمن بها، كثيرا ما تختلط الأمور بين رغباتنا الحقيقية وبين رغبات الأخرين، ولو نسخنا بعضنا البعض لأصبحت الحياة متشابهة بشكل لا يؤدي لإنتهاء المصالح العامة بشكل مناسب ومتكامل، إختلافنا يعني تكاملنا لتشكيل صورتنا الجماعية التي يخدم فيها كل جزء الأخر، أين تجد نسختك في الحياة، أين تجد حقيقتك، وأين تجد جزءك في الصورة الجماعية، هل تراها، أم أنها أندمجت مع جميع الصور فضاعت بينها وتلاشت، لا عليك بإمكانك تجمعيها ومعرفتها وتمكين أثرها وإبرازها بشكلها الكامل الحقيقي المناسب ليصبح جزء مهم في الصورة يخدم كل شيء بحاجة إلى هذا الجزء، عليك أن تدرك أنك أهم من أي شيء أخر، أهم من أهدافك وأهم من الإنجاز وأهم من العلاقات التي في حياتك، وأن ذاتك بحاجة إليك أكثر من أي شيء أخر، فذاتك متصله بك، وباقي الأمور منفصلة عنك، أيهم أكثر أهمية؟ الأمور البقية إن تركتها ستجد غيرك ستدبر أمرها على أي حال، ولكن ذاتك المتصلة بك إن أهملتها فلن تجد الإهتمام والأهمية في مكان أخر، هذا لا يعني بتركك للأهداف والإنجاز والعلاقات، ولكن يكفي وعيك أنها إضافات لحياتك، بإمكانك الإستفادة منها بشكل إيجابي يعود عليك بالنفع والفائدة والإستمتاع، وبإمكانك تركها وبناء أهداف وإنجازات وعلاقات أخرى، أن لا تهلك نفسك في أمر ما وتنسى أنك أنت الأهم وأنك أنت أساس الحياة وأساس وجود كل هذه الأمور في حياتك، فعدم وجودك يعني إنتهاء لحياتك وإبتعاد كل هذه الأمور عنك، أن تستمتع برحلة حياتك بفترتك الحالية دون التمسك بشيء للمستقبل، ففي المستقبل ما هو أجمل وأفضل من الحالي وفيه من الرزق ما يناسبك فيما بعد، أن تولد لديك أفكار الإمتنان للحاضر ولما يوجد به دون الخوف من فقدانه أو زواله أن تولد لديك مشاعر الإمتنان للنعم الزاخره الموجودة لديك، أن تستمتع بها بكل تفاصيلها وجمالها وأحداثها كما هي دون تغيير أو شروط أو تحديد، أن تقبل الحياة كما هي دون تغيير أن تحبها وتحب ذاتك وتتقبل حقيقتك وأن تعيش، تعيش بطريقة ممكنة من العيش والحب والتفاؤل والسعادة، أن تبتهج روحك وتشعر بالإمتنان والمتعة، أن ترى جمال الحياة داخلك وروحك، أن تبصر الأشياء بروعتها برقتها بمميزاتها، ان تحول العيوب التي تراها لمكسب لشيء ما تتعلم منه وتتقدم، ان تغير سيناريو الأحداث من حولك لسيناريو ألطف وأجمل يستدعي القبول والمحبة من أجل عيش أفضل وطريقة أفضل في تلقي وإستقبال الأحداث والمواقف والأشخاص، إن كانت لديك الرغبة في المتعة ستجد طرقها الكثيرة في تبسيط الأمور وصنع البهجة من أصغر الأشياء الموجودة.