بسم الله الرحمن الرحيم
"سُـنْـدُس" ، و صغـيـرها "ريَّـان" ، ضحـيـتـان من ضحايا الاجرامِ الـمُـتَـسَـتِـرِ بالإسلام : الأم و ابنها ، اســتُــشْــهِدا - في رمضان - في الهجومِ الإجرامي على مطارِ اسطنبول .
و المفارقة ، أن "سندس" أختٌ لضحيةٍ أخرى : فتى صـغـيـر بريء – كان يلقب بـ " حمامةِ المسجد " - اسـتُـشْـهِـدَ ، منذ سـنـوات ، برصاصِ الجـيـشِ الإسرائيلي ...
و هكذا أطـبـقـت كماشةُ الأجرامِ على رقبةِ عائـلـةِ سُـنـدس : عـصاباتُ الأجرام المُـأَسْـلَـم من جهة ، و دولة الأجـرامِ الصهيوني من الجهة الأخرى ... ولاعجبْ ؛ فهما وجهان لعملةٍ واحدة :
- انهما يعملان على تمزيقِ هذه "الأمةِ العربيةِ" الى أُمَم ، ثم الى طوائفَ و أحزاب .
- و تماماً ، كما يحاول الصهاينةُ سرقةَ مُـقـدَّراتِنا ، و العبث بتاريخنا و تراثِـنا ، تـسـرقُ العصاباتُ الـمُـتَـأَسْـلِمَةُ بترولَ العراقِ و سوريا ، و تدمرُ أثارَنا في كل بقعةٍ ابْـتُـليت بحكمِهم الجائِـر .
- وكما هـجَّـرَتْنا العصاباتُ الصهيونية ، كذلك هـجَّـرتنا العصاباتُ المُـتَـأَسْلِمة : هَـجَّـرت آلافَ الـمـسـيـحـيـيـنَ من العراقِ و سوريا ، و حاولت – و ربما فعل ذلك الصهاينة ، فلا فرق – حاولت ارهابَ مسـيـحـيـي الـقـدس ...
- و ها هما – يوميا – ينشران الخَرابَ و الموت ، من شـرقِ "العالمِ العربي" الى غربِه ...
انهما باخـتـصار : سـِهامٌ مُـسَـدَّدةٌ الى قـلبِ "الأُمة العربية" .
لا ، لستُ من الذين يـعـلـقـون كلَّ مصائِبِنا على مِـشْـجَـبِ المؤامرة ، بل أني مِنَ القائـليـنَ بأنَّ أمتَـنا غارقةٌ في الأخطاء ، مُـسَـرْبَلةٌ بالنقائص ، "منخولة" بمكامنِ الضعفِ و الخلل ... و أنَّ الظلمَ الاجتماعي ، و الخللَ الاقـتصادي ، و احتكارَ الـسُـلْطة ، و انـتـشـارَ الفكرِ الـمُـتخلفِ ... هذه و غيرها ، من العواملِ التي تُـنـتـجُ العُنف و تُغَـذيه . هذا – في ظـنِّي - صحيح ، و لكنني – أيضاً – مؤمنٌ بأنَّ المؤامرةَ موجودةٌ ، و أن درسَ التاريخ يعلمنا أن الغرب – مسنوداً بزمرةٍ مُـتـنــفـذةٍ من أهلِ الـشـرق – استغل – و لا يزال - نقاطَ ضَـعْـفنِا ؛ فجهَّـزَ و درَّب – هو أو حلفاؤه - الشبابَ ليحاربَ الروسَ نيابةً عنه في أفغانستان ، تاركين ورائَهم القضيةَ الأساسية : الاحتلال الاسرائيلي المزروع في قلبِ "الأمةِ العربية" لـتـفـكيكها ، و ها هو الغرب – و ربـيـبـتـه اسرائيل - يوجهان سـهـامهما الى الوجهة نفسها التي تُـسَـدِّدُ نحوها عصابات التكـفـيـر و النَّحْـر :
قلب الأمة العربية : العراق ، و سوريا ، و مصر .
الى روح " سندس " و " ريان " ، و الى روح كلِّ ضحايا الأجرام - أياً كان دينهم أو عرقهم أو زمانهم – أهدي هذا النص المتواضع ... و هو أقل الجهد و (أضعفُ الايمان) :
اقْــتُـلْ بِـسْـم الرحـمـنْ
بــِســمِ الـرحمنْ :
انْـحَـرْ سُـنْـدُسْ
اذبَــحْ ريَّــانْ
انْـحَـرْ قارئةَ القرآنْ
هي وادِعةٌ ! حانِيةٌ ! طاهرةُ الوجـدانْ !
هي لم تـفـهمْ آياتِ السَّـيـفْ
لم تفهمْ أن الـنـسـخَ محى آياتِ الرحمةِ و الغُـفْـرانْ
انحر سُـنْـدُسْ
اذبح ريانْ
أترى عـيـنـيه ؟!
ينبوع براءة ! نـهـر حـنـانْ !
اذبـح ريانْ
افقأ عَـيْـنَـيهْ
اسـلخ جـلـدَهْ
و اكـتُـبْ بالدمْ ، فـوقَ الـجِـلـدِ الـغَـضْ :
أنَّ الـقــسـوةَ فـرضْ
أنَّ الرحمةَ رِدَّه .