مقال: محمد الصالح باحث في الشؤون السياسية و القانون الدولي

لبنان و الكيان الصهيوني يتحدثان عن التوصل لإتفاق تاريخي حول ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، هذا الإتفاق الذي جرى برعاية أمريكية بحتة.

 ترافق هذا الإعلان مع الكثير من اللغط الذي من شأنه أن يضع علامات إستفهام عند عدة نقاط ومنها الضمانات الأمنية التي منحت للكيان وهذا  ما جاء على لسان المتحدث بإسم لبنان إلياس بو صعب والذي أكد أن هناك ضمانات حصل عليها كل من لبنان و الكيان، واصفا الإتفاق بالعادل!!  

والضمانات التي طلبها الكيان هي ضمانات أمنية، والأبرز هنا أنه ذكر أنها تحقق الإستقرار بالمنطقة!! بما معناه أن هناك جبهة قد أغلقت مع الكيان وهذا ما شكل عمق هذا الإتفاق... 

أما عن وصف الإتفاق بالعادل في ظل الرعاية الأمريكية له دلالات عدة أبرزها أن أمريكا والتي كان يتم وصفها بالشيطان الأكبر أصبحت الراعي العادل!! حيث بات هوكشتاين الإسرائيلي الصهيوني الذي خدم بالجيش الإسرائيلي هو عراب إتفاق عادل وأصبح مصدر للإطمئنان والإنصاف والعدل بنظر محور الممانعة...

في الحقيقة لبنان تنازل تنازلا كبيرا عن مياهه الإقليمية، ولابيد حصل على كل ما يريد و مخطط الكيان الصهيوني تم حصده بالكامل دون تلميع و تجميل للمشهد حيث حصل الكيان على كاريش وعلى مساحة أكثر من 1400 كيلو متر مربع، وهذا الإتفاق هو لمصلحة الكيان. 

بالمحصلة، الترسيم حصل والواضح أن الإتفاق يرضي الطرفين، والرابح الأكبر هو الكيان لأنه بصدد البدء بعملية تصدير الغاز خلال أسبوعين على أبعد تقدير، أما لبنان المنتصر والذي مرغ أنف الكيان يحتاج ما بين 5 إلى 10 سنوات للبدء بعملية إستخراج الغاز والبدء بعملية التصدير، هذا إن وجد خلال عمليات الحفر والتنقيب غازا، وإذا إستطاع الأفرقاء اللبنانيين الإتفاق على ملف الغاز، لأنهم بالحقيقة غير قادرين على تشكيل حكومة من لون واحد، فكيف لهم أن يتفقوا على الغاز!!!!