ستكبر بالعمر وتتعلم أكثر وتنضج بشكل مختلف حتى تعتقد بأنك للتو كبرت ونضجت، ستمر رحلة الحياة وستصادف الكثير من المحطات المختلفة التي قد يسرك بعضها وقد يسؤك بعضها، ولكنها هكذا حياتك مزيج من كل شيء لتجرب كل شيء ولتعرف كل شيء، ستمر بك الكثير من القصص والحكايات، ستجد أيامك الرائعة وتكون سعيدا مغمورا بالفرحة وتشعر بأن الحياة في حوزتك ومن صالحك وأنك امتلكت الكثير وعشت الكثير، وستقابل قدرك من الأيام الصعبة، ستتوعر بوعورتها وتتعسر معها وتشعر أن الحياة ضدك وتكون ممتلئا بالبؤس، لكن تلك الأيام أيضا ستمضي، وستزورك الأيام العادية الرتيبة المملة الاعتيادية، التي ستشعر أن الاشياء متشابهة مع بعضها، وعلى الرغم من رغبتك الملحة في كسر روتينها تود لو تأتي في أيامك الصعبة، كل شيء يعرف أساسه من اللبنة الأساسية ما هي نيتك لحياتك ما هو هدفك وغايتك، فلو افترضنا أن غايتك الحصول على أمر ما ستشعر بأن الأيام ناقصة تنتظر حدوث أمر معين، لا تشعر ببهجة الحياة كاملة ولا تلفت انتباهك التفاصيل الرائعة تبقى ذاتك محصورة عند أمر معين فقط تعتقد أنه هو كل شيء، ومهما يحدث في حياتك من خير ونعيم زاخر يظل هناك أمر مفقود، وضعته لبنة لسعادتك وتقييم حياتك وتحديد جودتها، ماذا إن كان هذا اليوم هو أفضل يوم كنت تنتظره منذ سنوات، كيف ستعيشه، بصرف النظر عن ماذا يحدث به وما هي تفاصيله، هو يوم جيد تشرق به الشمس وأنت بخير وحولك من حولك من البشر، كل النعم الموجودة الأن لديك كافيه لتبتهج لتكون سعيدا مغمورا بالفرحة والحب والامتنان، وبغض النظر عن كل الأشياء المفقودة هي ليست من لحظة الأن إذا هي لا تعنيني ولا أريدها الأن، لها لحظتها الخاصة فيما بعد، ويومها في قدرها المكتوب، يضيع العمر في الركض خلف الأشياء المفقودة، خلف أشياء أكبر، لترقيه أكثر لوظيفة أفضل، ولعلاقات أفضل، ولمال أكثر، على أمل تفاصيل أكثر وسعادة أكبر وجودة حياة أعمق، بالرغم من كل ما نملك الأن بغض النضر عن المستقبل البعيد، مهملين بذلك كل الكنوز الثمينة التي لدينا ولا نراها بسبب اعتقادنا بأن الأكثر هو الأفضل، مضيعين بذلك راحتنا واستقرارنا وهدوئنا وعمقنا، والاكتفاء بالاستمتاع بالتفاصيل التي نمتلكها أن نشعر بعمقها وعمق عيشها، أن نختار شعورنا وعمق فكرتنا بدلا من الالتفات للمسميات والكثير من الممتلكات التي في الواقع هي التي تملكنا وليس نحن من يملكها.