أكبر خدعه ينجرف من خلالها الإنسان هي المستقبل والتأجيل، فهو يؤمن وفرة المال في المستقبل ووفرة السعادة وتحقيق الأهداف في المستقبل، بغض النضر عن هل سيتحقق ما يريد أم لا، فيضيع الحاضر بالتأجيل والتمني، وهو يعتقد بأنه سيعيش الكثير في المستقبل، فيضيع العمر وينتهي وتمر أيام العمر، ماذا إن كان كل شيء مؤجل للمستقبل يحدث الأن في هذه اللحظة وبما تمتلكه الأن، كل شيء قابل للتحقيق والحدوث الأن بما عندك، انت لا تضمن المستقبل ولكن تضمن اللحظة الحاضرة التي تعيش فيها، مدركا وعالما بظروفها وأحوالها، إن التأجيل للمستقبل ما هو إلا سراب كل ما تظن أنك تقترب منه يبتعد شيئا فشيئا حتى ينتهي بك الطريق وينقطع وأنت لم تصل إليه، الحاضر هو صنعك له وفي أثناء عيشك له وتخطيطك الجيد أنت تصل للمستقبل، ولكن تأجيلك لكل شيء للمستقبل سوف ينتهي بك الأمر للوصول للمستقبل وأنت لا تملك شيء فتصنع حاضرا جديدا لمستقبل أخر تبدأ فيه من الصفر من لا شيء.